TOP

جريدة المدى > مواقف > يجب أن تُظهر الولايات المتحدة حرصاً على القوة الجوية العراقية

يجب أن تُظهر الولايات المتحدة حرصاً على القوة الجوية العراقية

نشر في: 4 مايو, 2010: 05:26 م

ترجمة:عمار كاظم محمد بينما تقترب الولايات المتحدة من موعد الانسحاب فان مدى السيطرة العراقية  المستقبلية على اجوائه سيكون أمراً حاسما لاستقرار المنطقة،هناك عدة شهور ستمضي قبل أن تبدأ الولايات المتحدة سحب قواتها من العراق والقابليات الأمنية 
 لقوات الأمن العراقية تم وضعها تحت الفحص والمتابعة الدقيقة بعد سلسلة الانفجارات التي حدثت في الأسابيع الأخيرة.ان الانسحاب الأمريكي من العراق سوف يستند إلى مبدأ ان القوات العراقية  يمكن أن تأخذ على عاتقها المسؤولية الأمنية كاملة كما يفترض لكن على الرغم من ذلك فان قابليات هذه القوات في الواقع هي امر مازال محط نقاش بشكل عميق.ان الانسحاب الأمريكي يقترب في شكله من لعبة «Jenga» حيث سيزال الدعم العسكري بحذر شيئاً فشيئاً على امل عدم تعرض الحكومة العراقية للانهيار ومن هذه الأشياء الرئيسية هو تسليم السيادة الجوية الأمريكية على الأجواء العراقية وهو ما يمثل امرا معقدا جدا فاذا تم اعطاء الحكومة العراقية غير المستقرة بعد والتي تعاني الانقسامات قوة زائدة عن الحد فسيكون هناك قلق شديد بالنسبة الى الكيفية التي سيستعمل بها سلاحه الجوي بينما من الناحية الأخرى فان أضعاف هذه القدرات الجوية العراقية سيعطي الفرصة  للعديد من الدول الاقليمية بالتدخل بشكل اكبر. السيطرة على الأجواء العراقية كانت امرا حيويا في حرب العراق وقد اظهر شريط الفديو الأخير أنه كان رسالة تذكير بمقدار الدمار الذي يمكن ان تحدثه المروحيات الأمريكية فيما اذا اطلق لها العنان حيث أن مقتل زعيمي القاعدة في الهجوم الأخير أصبح محتملا فقط بسبب الانتقال السريع للقوات الى الهدف بواسطة المروحيات. احدى الأدوات التي استعملت في خطة «الاندفاع « كانت سلسلة المناطيد الجوية التي تم ملؤها باجهزة المراقبة التي كانت قادرة على توجيه العمليات في المناطق السكنية  وفي الأعلى كان مقاتلو القوة الجوية الأمريكية على اهبة الاستعداد لإبادة اي إرهابيين يتواجدون في المناطق الخالية  بينما كانت الطائرات الحديثة بدون طيار من نوع « الحاصدة « و « المفترسة « قد منحت الولايات المتحدة ادوات مواجهة فعالة لإبقاء سيادتها الجوية على البلاد. وبنهاية شهر آب فان معظم ذلك الدعم سيتم سحبه وستكون اجواء العراق مكانا مختلفا تماما فالقوة الجوية العراقية الجديدة ستكون رمزا لرغبة الولايات المتحدة لخلق علاقة ستراتيجية متبادلة حيث يفترض انهم سيغادرون العراق وهو قادر على حماية نفسه دون ان يشكل خطرا على جيرانه. حينما دخلت الولايات المتحدة الى العراق فان معظم طائرات قوته الجوية السابقة إما قد تم تهريبها خارج البلاد او دفنها في الصحراء.في الوقت الحاضر كما يوضح قائد القوة الجوية العراقية انور حمد امين قائلا « نحن بعيدون عن امكانية القوة الجوية الكاملة في الوقت الحالي لذلك فسوف نحتاج الى دعم القوة الجوية الأمريكية بعد عام 2011 «.مع ذلك فان الولايات المتحدة تواجه تحديا صعبا يتمثل في موازنة حاجات العراق للدفاع عن نفسه وفي نفس الوقت تجنب اعطائه إمكانات هجومية يمكن ان يساء استعمالها وكان هناك امر سابق في هذا المجال ففي عام 1920 اعتمدت بريطانيا على القوة الاستبدادية للطائرات لفرض سيطرتها على العراق وفي عام 1988 اسقطت القوة الجوية العراقية السابقة اسلحة كيميائية على ابناء حلبجة من الكرد بينما لعبت المروحيات في عام 1991  دورا حاسما في قمع الانتفاضة في جنوب العراق في ذلك الوقت وهذا ما يوضح الخطر في دعم الحكومة العراقية الناشئة بأحدث الطائرات الحربية.وقد اشار تقرير راند الاخير إلى ان مستقبل تشكيل القوة الجوية العراقية ربما يكمن فيها قضية سياسية حرجة تؤثر على العلاقات بين أطرافها ورغم ذلك فان الحكومة العراقية تنظر الى استثمار جماعي لقوة السلاح الجوي وهذا ما يتضمن خططا لشراء 96 طائرة من نوع اف 16 بحلول عام 2020 وفي هذا الاسبوع ذكرت صحيفة الفاينشيال تايمز كلاما يتحدث عما يقارب البليون باون لشراء طائرات  تدريب من نوع هوك وفق نظام بي أي اي. ان امكانية ان تنظر الولايات المتحدة لاستخدام ترتيبات الامن الحالية والمستقبلية لإدامة التواصل والتأثير في العراق عبر سفارتها الأكبر في العالم سيكون محورا مهماً ويلزم القسم التاسع الجزء الرابع من الاتفاقية الامنية بإمكانية ان يطلب العراق الدعم  المؤقت من القوات الامريكية  للسلطات العراقية في مهمة المراقبة والسيطرة على المجال الجوي العراقي. وهناك كلام ضمن الاتفاقية الستراتيجية  حول التعاون ربما يجعل العراق مرآة للموقف في باكستان حيث يمكن للطائرات الامريكية ان تطير بحرية بينما يواصل الجيش الباكستاني تسلم كميات كبيرة من المعونة  الامريكية بشكل مزدوج. وبينما يعتبر الكثير ان استمرار التأثير الامريكي في العراق هو بمثابة لعنة  لكن القيود على القابليات الجوية للحكومة العراقية في الوقت الحالي سيكون لمصلحة البلاد والحفاظ عليه. عن:

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مخاوف تسلل "داعش" من سوريا تتزامن مع حوادث "مريبة" في كركوك

المجلس العراقي للسلم والتضامن يعقد مؤتمره الخامس وينتخب قيادته

الرئيس مسعود بارزاني يحيي المؤتمر

كلمة فخري كريم في المؤتمر الخامس للمجلس العراقي للسلم والتضامن

الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram