TOP

جريدة المدى > غير مصنف > المحادثة في عصر التكنولوجيا

المحادثة في عصر التكنولوجيا

نشر في: 4 مايو, 2010: 05:28 م

الكتاب: المحادثة الجيدةالمؤلف:دانييل ميناكرترجمة: عبد الخالق عليفي هذا الكتاب يطرح  المؤلف حقيقة  مقنعة عن سبب حاجتنا الى محادثة جيدة في حياتنا، فذلك ربما ينقذ العالم.في الربيع الماضي نشرت مجلة (وايرد) صورة مصغرة عن كيفية إجراء محادثة صغيرة. كانت اللهجة عبارة عن محادثة منعشة للنفس، و كانت النصيحة ذات طابع علاجي. و كانت النتيجة الاجمالية هي ان القلب بدأ  ينزف  بسبب الهراء الاجتماعي المفترض  لقراء المجلة.
هناك بيننا من يشعر بالقلق لأننا إنغمسنا كثيرا في التكنولوجيا –  اللاب توب، و البريد الالكتروني والرسائل – لدرجة اننا لم نعد نعرف كيف نتحدث مع بعضنا وجها لوجه، و الاسوأ من ذلك اننا نعتقد بأن هذا ليس مهما. كتاب دانييل ميناكر الجديد المثالي الأخاذ "  المحادثة الجيدة: قصة و مهارة المحادثة " يهدف الى معالجة تلك المشاكل. انه في الحقيقة  cri de coeur  رغم  انه مغلف بنوع من التمويه. ليس هدف ميناكر هو تعليمنا  " كيف " نجري المحادثة  بقدر ما هو إقناعنا بالاستمتاع بها، و باننا نحتاج، نعم نحتاج، لأن نفسح المجال للمحادثة في حياتنا. انه يريدنا و يرجونا ان نتحدث مع بعضنا، و بهذا الشكل يمكن ان ننقذ العالم. من القساوة جدا ان تطعن شخصا في بطنه أو تطلق عليه النار أو ان تحرقه،يقول ميناكر " عليك ان تهدأ و انت تتحدث اليه ". و يقول ايضا بأن المحادثة – عن طريق استخدام الكلمات مثلما نعلّم الطفل كيف يمشي – حيوية لبقاء الجنس البشري. و في الوقت الذي يفترض فيه ان يكون الحديث وحـده قادرا على ترويض كوكب معاد، فأن ميناكر يعتقد بأن للحديث تأثيراً متمــوجاً: " اعتقد بأن الناس كلما تحدثوا مع بعضهم بأسلوب إجتماعي محبّب متبادل، فأن العالم يصبح مكانا أفضل "، ان كلمة " إجتماعي " هي المفتاح. بالنسبة الى ميناكر – الروائي وكاتب القصة الذي عمل لفترة طويلة كمحرر في النيويوركر و محررا تنفيذيا في راندوم هاوس – فأن المحادثة ليست عملية فقط،  و انما ايضا هناك " غياب واضح لاستخدامها بشكل مباشر ". ان كتاب (المحادثة الجيدة) يتضمن فصلين، يستنسخ فيهما ميناكر و يحــــــــــــــــلل محادثة جرت بينه و بين كاتب شاب على الغداء، الا ان الكتاب ينشغل اكثر بمتعة التواصل شخصيا اكثر من انشغاله بوصف المؤشرات الخاصة بكيفية تحسين هذا التواصل. حتى عندما يعطي ميناكر نصيحة ما، فأن اسلوبه هو اسلوب المداعب المازح. انه يمزح، يغتاب، يستذكر الايام الخوالي، يحوك النظريات و يحكي القصص، كما لو انه يخاطب شخصا وجها لوجه، ما يعطي إحساسا نفسيا جماليا يمكن ان يكون ممتعا. الا ان هناك مخاطر في هذا لا يمكن لكتاب (المحادثة الجيدة) ان يهرب منها. أولها، ان المؤلف هو وحده الذي يتحدث بينما القارىء هو مستمع صامت، بدون تغذية ارتدادية من كائن بشري فأن مرحه و تهوره ورغبته في الكشف عن نفسه يمكن ان يكون لها تأثير معاكس على الصفحة. ان انشراح النفس الذي يصاحب هذه اللهجة يمكن ان يكون مهلكا ايضا. الحكاية المضحكة الفاحشة التي قد يتابعها الشخص و هو يشرب في حفلة عشاء، تحتاج الى التأكد من حقيقتها. حكاية يرويها ميناكر عن مقالة للكاتبة (نورا ايفرن) من مجموعتها لعام 1975 ; " الصلصة المجنونة " تبدو متناقضة مع موضوع المقالة.ما يبعث على الإثارة هو الطريقة المنشرحة التي يقر فيها ميناكر بأنه لم يقرأ أبداً كلمة " أرسل " – التي هي الدليل المختصر لأصول استخدام البريد الالكتروني – ما عدا موافقته على ان التواصل بهذا الشكل أو حتى عبر الهاتف، لا يمكن اعتباره محادثة. اذن فأن الانسياب الحاصل من أجل حديث ممتع لا يعطي بالضرورة نفس الاعتبار في الكتاب. مع  ذلك،   فقد يكون ميناكر على صواب عندما يطلق على المحادثة تسمية " أكثر أوجه الحضارة مدنيةً " اذ يقول باننا نتحدث مع بعضنا " لكي لا نكون وحدنا وسط مصاعب وغموض " الحياة.  كتاب (المحادثة الجيدة) يدعونا إلى ان نأخذ وقتنا للقيام بهذه الاتصالات  لصالحنا وصالح المجتمع  ايضا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram