سامي عبد الحميد
- 1 -
ساهم العديد من الأدباء والشعراء العراقيين في كتابة مسرحيات بالنثر أو بالشعر ولكنها بقيت مركونة على الرفوف ولم تظهر في عروض على خشبة المسرح لحد اليوم
أو ربما ظهر قسم منها ولكن من غير أن تُحدث إثارة إعلامية او نقدية . وأُرجح أسباب عدم اهتمام المخرجين لنصوصها واجتذابها لهم إما لأنها لا تعكس واقعاً معاشاً أو لأنها تفتقر الى حرفية الكتابة المسرحية أو لأنها في موضوعاتها لا تواكب معطيات العصر، أو لأن إنتاجها يكلف مبالغ ليس باستطاعة منتج أن يتعهدها.
وفي هذه المقالة سنتعرض أولاً الى مسرحيات كتبها أدباء أو روائيون معروفون أولهم (عبد المجيد لطفي) الذي كتب تمثيلية بعنوان (خطأ في العد التنازلي) وهي مسرحية هزلية بثلاثة فصول وثانيها لشاكر خصباك بعنوان (الشيء) أيضاً بثلاثة فصول تتحدث عما يجري في أحد معتقلات السياسيين والثالثة لمحمد جميل شلش بعنوان (مأساة محمد بن مغله) وتتعرض لحياة ذلك الخطاط البغدادي والماهر بفنه واشتهر لمرتبته العالية في اللغة وبلاغتها، وبرع في الخط الكوفي. وظهرت للأديب نفسه مسرحيتان بعنوان (الصمت والجوهر) الأولى بموضوعة معاصرة والثانية تاريخية عن محمد بن القاسم الثقفي قائد الجيش الإسلامي المكلف بفتح بلاد السند. وللروائي (أدمون صبري) مسرحيتان هما (أيام العطالة) 1968 و(يوميات الناس) 1971 تتطرقان الى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للعراقيين في العهود السابقة وللدبلوماسي والأديب (عبد الحق فاضل) مسرحية من مسرح اللا معقول بعنوان (4 نساء و3 ضفادع) 1968، وضع أحداثها وشخوصها في بيئة خيالية غريبة وفي عالم آخر غير عالمنا مع أن موضوعها ينعكس على عالمنا. وكتب الروائي (عبد الخالق الركابي) مسرحية بعنوان (البيزار) 1998 ، ووضح أحداثها وشخوصها في بيئة بدوية تخضع للأعراف العشائرية المتوارثة وإيمان إبناء العشيرة بالخرافات. وقدم لمناظرها وصفاً دقيقاً ، وتتكون المسرحية من ثمانية عشر مشهداً. ونشر الأديب والناقد (محمد مبارك) (مسرحيات عربية) 1990، وهي ثلاث عن شعراء عرب قدماء هم (عروة بن الورد) و(أمرؤ القيس) و(أمية ابن أبي الصلت) وكلها كتبت بلغة أدبية بليغة . ونشر الروائي (شوقي كريم حسن) مسرحية يتعرض بها لملحمة كلكامش ويقدم معالجة جديدة لها حيث يقلبها على بطانتها كما يقول الوصف الشعبي ويا لها من جرأة خطيرة من كتاب عراقي.
ربما يكون أدباء وروائيون آخرون ألفوا مسرحيات لها قيمتها الأدبية والدرامية ولكني ما استطعت الحصول على نسخ منها.
*************
تواصل المدى نشر الأعمدة الثقافية، والتي سبق وأن أرسلها الفنان الرائد الراحل سامي عبد الحميد إلى المدى، بغية النشر.
والمدى إذ تنشر هذه الأعمدة تؤكد الحضور الثقافي الفاعل الذي كان يميز فناننا الكبير.