TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاكيت: بصمة سامي عبد الحميد في السينما*

كلاكيت: بصمة سامي عبد الحميد في السينما*

نشر في: 2 أكتوبر, 2019: 07:13 م

 علاء المفرجي

الفنان الراحل سامي عبد الحميد لديه تجربة ثرّة في السينما يجب أن تروى، فقد شهد النصف الثاني من خمسينيات القرن العشرين

وسنوات الستينيات والسبعينيات نشاطاً محموماً للإنتاج السينمائي سواء من قبل القطاع الخاص أو من قبل القطاع العام (دائرة السينما والمسرح). وكان لذلك النشاط أسبابه، منها نجاح عدد من الأفلام جماهيرياً والتغيّر الذي حصل في نظام الحكم من ملكي إلى جمهوري وشعور البعض من هواة السينما بضرورة التعبير عن ذلك التغيير، وتصاعد الرغبة بالتنافس والاستئثار، واختلفت المستويات الفكرية للأفلام التي تم إنتاجها خلال تلك المدة الزمنية وعلى وفق مدى الخبرة الفنية التي توفرت لدى صانعي تلك الأفلام ومنهم مَن لا خبرة لديه إطلاقاً ومنهم من امتلك خبرة متواضعة ومنهم وهم القلة مَن توفرت لديهم الخبرة المناسبة.

وفي تلك المرحلة ظهر عدد من مدراء التصوير المتمكنين ومنهم من تعلم في معاهد الاتحاد السوفيتي ومنهم من درس على أيدي مصورين أجانب، ونذكر حاتم حسني ونهاد علي ورفعت عبد الحميد ويوسف ميخائيل وجورج يوسف ووليم سايمون، وكان من أبرز من عمل في المونتاج هما كاظم العطري وصاحب حداد، أما الممثلون والممثلات فقد كان من بينهم من له خبرة كافية وأخرى من المبتدئون.

وكان نصيب الفنان سامي عبد الحميد من تلك المجموعة الكبيرة من الأفلام أن شارك أولاً في فيلم (المنعطف) ومن ثم في فيلم (الأسوار) . إضافة لـ (من المسؤول) ونبوخذ نصر.

لم يبرع الفنان الرائد سامي عبد الحميد في السينما كممثل قدير حسب، فالذي لايعرفه الكثير عنه إنه عمل فترة طويلة من الزمن كناقد سينمائي، بل إنه كان من أوائل الاسماء التي انتدبها كاميران حسني للعمل في مجلته (السينما) كناقد للأفلام، مع مجموعة من الكتّاب ، منهم الفنان يوسف العاني، والإذاعي سعاد الهرمزي، والشاعرصادق الصائغ، والتشكيلي نوري الراوي، وآخرين.

فعند عودته من الولايات المتحدة الاميركية وبعد أن أنهى دراسته لفن السينما في إحدى جامعات كاليفورنيا بادر المخرج السينمائي (كاميران شفيق حسني) باصدار أول مجلة عراقية متخصصة بالفنون السمعية والمرئية وفي مقدمتها السينما. وكان أول عدد للمجلة قد صدر يوم الاربعاء 21/ايلول/1955 . وكان الغرض من إصدار هذه المجلة أول الامر توظيفها للترويج لفيلم (سعيد افندي) الذي تولى إخراجه لشركة اتحاد الفنانين التي ترأسها آنذاك المحامي عبد الكريم هادي الحميد وهو أحد المخرجين في قسم المسرح بمعهد الفنون الجميلة. وكانت صورة نجوم السينما الغربية تتصدر أعداد المجلة.

وفي العدد الأول انتقدت المجلة ما سمته (حمى الشركات السينمائية) حيث كثرت أعداد تلك الشركات ومنها ما هو وهمي وفيها ما راح يتميز هواة الفن السينمائي وذلك باغرائهم بامكانية مشاركتهم في أحد الأفلام العراقية مقابل اشتراك أو أسهم في الشركة. وكان من حسن حظي أن أكون أحد محرري مجلة السينما ونشرت مقالة عن الفن المسرحي في العدد الاول وواصلت عملي فيها حتى العدد الأخير، (نشر ريبورتاج عن الممثلة الحسناء (مارلين مونرو) وعن فيلمها (حرب السبع سنين) للمخرج الشهير (بيلي وايلدر) . وفي ذلك العدد الأول نشرت شكوى ضد (شركة سومر للأفلام السينمائية) التي باشرت بانتاج فيلم (من المسؤول) لكونها لم تستعن بطلبة وخريجي معهد الفنون الجميلة. أما المخرج (عبد الجبار ولي) وهو الآخر كان قد عاد من الولايات المتحدة بعد أن انهى دراسته للسينما و عن الأفلام التعليمية والحاجة إليها. ومن الأبواب التي اعتمدت في المجلة (الفن في أسبوع) و(السينما في صور) و(السينما من كل مكان) وفي العدد الثاني كتب المخرج (صاحب حداد) مقالة عن السينما الإيرانية.

*مقتطع من كتاب يصدر قريباً

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram