إياد الصالحي
تتجه أنظار العراقيين بعد غد الخميس الى ملعب المدينة الرياضية في البصرة أملاً برؤية مختلفة لأسود الرافدين في مسيرة التأهّل الى مونديال قطر 2022
وهم يُضيّفون منتخب هونغ كونغ برغبة جامحة في الفوز ومصالحة الجمهور الصابر الذي يُعد الداعم الأول لهم مهما تقلّبت بهم الأحوال الفنية وواجهوا المنغّصات اللا إرادية أحياناً وصولاً الى هدفهم المنشود.
قد تكون مباراة بعد غد واحدة من أهم مباريات منتخبنا الوطني بمعية مدربه السلوفيني ستريشكو كاتانيتش في ظل نتيجة مباراتنا الأولى مع البحرين التي كنا نأمل خطف نقاطها لولا نحس التعادل وضياع فرص بالجملة لم نُحسن استغلالها، فأصبح المدرب بين ناري منحه الثقة لعام جديد وما تتطلبه من نتائج إيجابية ملحّة وبين مطالب نقاد كُثر يرون عدم صلاح استمراره في المهمة وسط نزيف النقاط التي لن تعوّض بسهولة كلّما قطع المنتخب أشواطاً أخرى في التصفيات.
مباراة هونغ كونغ ليست صعبة أمام منتخبنا الوطني إذا ما أراد تيسير رحلته القادمة، فما شاهدناه من أداء متواضع للمنتخب الضيف في جولته الأولى مع كمبوديا برغم امتلاكه عدداً من اللاعبين المهاريين لن يكون بعبعاً مُقلقاً للاعبينا والملاك التدريبي، لكن عليهم أن يكونوا حذرين من هجماته المباغتة التي قد تضع إحداها المنتخب في مطبّ يضاعف حراجته على أرضه وبين جمهوره.
صراحة إن حضور المنتخب الوطني إلى مدينة البصرة مساء أول أمس الأحد وأداء الوحدات التدريبية بالمجموعة التي استدعاها كاتانيتش يزيد من انسجام اللاعبين وتفاهمهم ويعزز من استقرار المدرب لاختيار العنصّر الأكثر جاهزية للتشكيلة الاساسية التي تعاني نقصاً في بعض المراكز وهو ما يدركه المدرب جيداً وعليه أن يجتهد في زجّ البديل الأصلح تأثيراً في تطبيق الواجبات.
صحيح أن تواجد اللاعبين جستن ميرام وأحمد ياسين يضفي قوة كبيرة للمنتخب لما يمتلكانه من خبرة ومهارة وقدرة على الحسم، لكن في الوقت نفسه لا بد من مراجعة وضعيهما مستقبلاً مهما كانت مبرّرات عدم الحضور للبصرة سواء أتفقنا أم أختلفنا معهما، هُما يدركان أهمية عدم التفريط بأية نقطة في الجولات اللاحقة، وإذا لم يستفد المنتخب منهما في تحسين موقفه ضمن تصفيات على درجة كبيرة من الترقب لتحديد بطل المجموعة، فما قيمة الاستعانة بهما؟!
أملنا يتضاعف بإصرار اللاعبين المحليين على قبول التحدي ليكونوا أرقاماً مهمة في صفوف المنتخب، ويثبتوا أن الكرة العراقية بألف خير، حيث نعوّل على مردود عطائهم خلال الشوطين، مع استغلال المدّ المعنوي فوق مدرجات البصرة الحبيبة ليبرهنوا أنهم فرسان المرحلة في الدفاع عن سمعة اللعبة، وبمقدورهم أن يذهبوا أبعد من تصفيات المرحلة هذه شريطة ألاّ يستعجلوا في ترجمة الفرص الى أهداف محقّقة تخدم رصيدهم في نهاية المنافسة.
اتحاد كرة القدم مطالب بإخراج مباراة الخميس بأفضل معايير التنظيم الدولي، آخذاً بنظر الحسبان الأخطاء التي واجهها سواء في الملعب نفسه أم ملعب كربلاء لمناسبات مختلفة العام الحالي وقبله ويعمل على تصحيحها، فأي خطأ مُهمَل ربما يؤدي الى إتخاذ فيفا قرار جديد يُعيد كرتنا الى مربع الحظر! وعلى الجميع الانتباه لأية فقرة داخل أو خارج الملعب تدخل ضمن اهتمام مشرف المباراة لئلا يُضمّنها كنقطة ضعف ضد الاتحاد في لائحة التقييم.
ولا يحتاج الجمهور في كل المدن أن نوصيه بمؤازرة الأسود في حملة التأهّل الى المرحلة الحاسمة من التصفيات، مع تقديرنا العالي لانشغاله في الظروف الراهنة التي تمرّ بها البلاد فهو المحفّز الكبير لتحقيق النصر في جميع الميادين، وهذا يومه ليُعضّد الجهود ويخرج المنتخب فَرِحاً بنتيجة وأداء وتنظيم مُشرّف أمام العالم، يجعل الاتحاد الدولي يتحسّر على ضياع زمن طويل من تاريخ اللعبة في حظر بلا مسوّغ خلال السنين الخمس الأخيرة في الأقل على ملاعب العاصمة بغداد وبقية المدن الغالية.