اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من يحب البرلمان ؟

العمود الثامن: من يحب البرلمان ؟

نشر في: 9 أكتوبر, 2019: 09:24 ص

علي حسين

عندما يقتل ما يقارب المئة وخمسون متظاهرا، لا لشيء سوى أنهم رفعوا علم العراق في الساحات.. وعندما تمتلئ المسنشفيات بالجرحى،

ومراكز الشرطة بالمعتقلين، فإن على مجلس النواب إذا كان يمثل الشعب كما يدعي أن يعقد جلسة طارئة تستمر لأيام حتى  يجد مخرجا للبلاد من الفوضى.. لكن تصور عزيزي القارئ أن المجلس فشل في عقد جلسة يوم السبت بسبب عدم اكتمال النصاب وغياب ما يقارب 250 نائبا، يتجولون مع عوائلهم في مولات دبي وبيروت ولندن.. ثم بعد ذلك يعطف السادة النواب ويتكرمون على الشعب فيعقدون جلسة عرجاء يغيب عنها ما يقارب المئة وخمسون نائبا مايزال البعض منهم لا يدري أن هناك ضحايا سقطوا في العراق.. هذا يحدث في بلاد يتبجح ساستها بأنهم مؤمنون ويؤدون الفرائض، ويطالبون بمنع الاختلاط في المدارس، وإعلان قوانين عن قدسية المدن، في الوقت الذي نجد فيه بلادا "كافرة" مثل هونغ كونغ لا تزال التظاهرات فيها مستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، ويخرج الشباب بالملايين، دون أن يسقط قتيل واحد.. بل إن العديد من أعضاء البرلمان انضموا للاحتجاجات. .

في بلاد تحول فيها معظم الساسة إلى  رموز وطنية  في مواجهة محور الشر الذي يضم شباب التظاهرات، فان كل من يطالب بمحاسبة المفسدين، من أجل القضاء على روح الاحتجاج عند المواطن والحفاظ على الحكم الطائفي الانتهازي .

سيقول لك البعض يارجل إن حرية التعبير في العراق غير مسبوقة، فيكفي أنك تكتب ما تشاء، ثم تذهب إلى بيتك آمناً مطمئناً، هل تريد حرية أكثر من هذه؟ سؤال وجيه ومعقول، لكن آه من إجابته .

لن ينفع العراقي قرارا بتحويل قتلى التظاهرات إلى شهداء،  سوف يكون أنفع للمواطن أن نضع قانونا يحاسب الذين يتجاوزون على كرامة العراقي، أو قانونا ينقذ آلاف العوائل الفقيرة من النوم في مساكن الصفيح والعشوائيات.

لم يعد في إمكاننا الصراخ بأننا خير أمة أخرجت إلى الناس، لأن الخير هو في الحفاظ على كرامة الإنسان، وأن لا تنتهي حياته في التسول، وانتظار زيارة عطف من مسؤول أممي.

لا يكفي شعار الإيمان والتقوى من دون شعار الرحمة. ولا تكفي حرية التعبير من دون العدالة الاجتماعية. تعالوا نتعلم من الصين "الكافرة" التي أخبرنا رئيسها أن ما يؤرق النظام هو، ألا يجد الطفل مدرسة يذهب إليها، وأن يبقى الشاب في البيت، لا عمل يذهب إليه.

أسوأ ما يحدث للأوطان من تفاقم المِحن أن يبلغ الأمر بالسياسيين الفاشلين منع الناس من الاحتجاج وقطع الانترنت. ولكن الأسوأ أن نطلب الحرية من سياسي سارق ونصاب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل تعلن اعداد النزلاء المطلق سراحهم خلال شهر تموز

القضاء يحكم بالاعدام والسجن المؤبد بحق 30 تاجر مخدرات

السوداني يحذر من خطورة الاستخفاف بسيادة الدول

ميسي ضمن التشكيل المثالي لكوبا أميركا

أسعار الدولار في بغداد.. سجلت ارتفاعا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram