TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: فلسفة الأندية مع المدربين

باختصار ديمقراطي: فلسفة الأندية مع المدربين

نشر في: 13 أكتوبر, 2019: 06:27 م

 رعد العراقي

ما تزال فلسفة أندية كرة القدم تستند في أحد أركان نجاحها إلى اختيار المدرب المناسب لتولّي مهمة الإشراف والقيادة الميدانية وتحقيق الانجازات،

وربما أن تلك النظرة تحمل في طياتها وجهين من القراءة، الأولى هي الصواب وما يتبعه من نجاح، والثانية القصور في فهم الحقيقة، وبالتالي الفشل والبحث من جديد عن اسماء أخرى تتولى المسؤولية.

نرى أن المدربين هم أول من يشار إليهم بالفضل وينالوا الكثير من المجد والشهرة عندما تحقق فرقهم الانتصارات، وفي نفس الوقت هم أول الضحايا عندما يحصل الإخفاق. أما ردّة الفعل وشدّتها فتكون متباينة بين دولة وأخرى تبعاً لطبيعة المجتمع وإدراك القيادات الرياضية فيها وتشخيصها للأسباب وانفتاحها على التعامل مع حقيقة أن المدرب كائن بشري يبقى محدود الإمكانية ويتأثر بكل الظروف التي قد تكون هي اللاعب الأكبر في تقرير مصير أي مباراة. 

إن تطور كرة القدم في بعض البلدان المعروفة لم يأت من فراغ وإنما من اجتماع عوامل كثيرة توفرت لديها نتيجة انتهاجها الأسلوب العلمي والصحيح في بناء أسس صحيحة ومتينة للقاعدة الكروية سواء من توفر البنية التحتية المتقدمة أو الأسلوب الإداري المتطوّر وغيرها، الى جانب البناء النفسي والمهاري للاعبين الصغار.

لذلك فهي تولي اهتماماً كبيراً في اختيار المدربين على مستوى عال لتدريب تلك الإعمار وتلقينهم الفنون الكروية مع البناء الجسماني الصحيح ليكونوا جاهزين فكرياً وبدنياً عند وصولهم الى مستوى المنتخبات الوطنية أو الأندية.

المدربون أنفسهم يملكون عقلية احترافية تجعلهم يتأنون في الموافقة على تولي أي مهمة إلا بعد أن يضمنوا منحهم الوقت الكافي أو يكونوا متيقّنين من النجاح بعد دراسة كل العوامل ومنها نوعية اللاعبين وإدارات متفهمة ومدركة لنوع وظروف العمل التدريبي.

أثبتت التجارب أن عامل الاستقرار في شقيه الإداري والفني هو من أسرار تفوّق الفرق بالميدان وطالما أن هناك إدارة تمتلك رؤية صحيحة ومقوّمات الثبات والنجاح فإنها بالتأكيد سوف تساعد وتدعم الملاك التدريبي لتطبيق أفكاره وقيادة الفريق نحو الانجازات.

من القرارات المهمة للإدارة هي الثبات على كادر تدريبي يتم اختياره بعناية وتشعر أنه يمتلك فكر راق داخل الملعب، وعليه فإنها تمنحه الحرية في اختيار اللاعبين وتوظيفهم بالشكل الصحيح وبقراءة بسيطة فإنها تعمل وفق قاعدة (التداور والبحث عن اللاعبين الموهبين بدلاً من تغيير المدرب) أي أنها تؤمن بأن المدرب يمكن أن يقدم الإنجاز طالما أن هناك لاعبيين على مستوى عال وليس العكس، ولو تصفّحنا مسيرة بعض المدربين ممن قادوا فرقهم لفترات طويلة فإننا سوف نقف طويلاً أمام مدرب نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي السير إليكس فيرغسون لما يحمله سجله من دروس قد يستغرب البعض من سر تمسك الإدارة به على الرغم من أن بدايته مع النادي لم تكن موفقة فقد تم تعيينه كمدرب للنادي المذكور في 6 تشرين الثاني عام 1986وقاد الفريق الى المركز الحادي عشر في الدوري الإنكليزي الممتاز! إلا أنه استمر في مهمتهه، وفي موسم 1987/1988 حل الفريق ثانياً خلف نادي ليفربول وبفارق 9 نقاط، وفي موسم 1988/1989 عاد الفريق ليحتل المركز الحادي عشر وكذلك خرج من كأس إنكلترا في دور الثمانية.

وبرغم تلك النتائج المتواضعة لم تفكر الإدارة في تغييره، بل وفرت له كل سبل الدعم وقامت بالبحث عن المواهب لتدعيم صفوف الفريق، واستمر المدرب المذكور في مهمته إلا أن وصل بالنادي لأعظم الانجازات وقرر الابتعاد عن مهمته التدريبية!

من هنا يبرز السؤال المهم: لو كان أي فريق وخاصة في المنطقة العربية يقوده مدرب خلال ثلاثة مواسم الى هزائم ونتائج غير مرضية كما كان حال فيرغسون مع مانشستر يونايتد هل يتجرأ أحد بإبقائه في منصبه؟ الجواب سيكون كلا حتماً فاستقرار المدرب له فعل سحري في تحقيق الإنجازات الكبيرة.

إن المدرب هو أحد العناصر المهمة في نجاح أي فريق عندما يمتلك فكراً تدريبياً عالياً ورؤية دقيقة وتخطيط سليم لمهامه مع توفر المهارت القيادية، لكن تلك الصفات لا يمكن أن تشكل عاملاً حاسماً في تحقيق النتائج المطلوبة إلا إذا كانت هناك إدارة كروية قادرة على توفير الأجواء المناسبة ومنح المدرب الوقت المناسب والمعقول في أداء مهمته والعمل وفق مبدأ (اختيار مدرب مناسب والاستقرار عليه والبحث عن المواهب هي أقصر طرق النجاح) .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram