TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: السفارة في العمارة

العمود الثامن: السفارة في العمارة

نشر في: 23 أكتوبر, 2019: 09:02 م

 علي حسين

عندما بدأت تظاهرات الأول من تشرين أخبرنا السيد فالح الفياض مستشار الأمن الوطني أن ما يجري مؤامرة تديرها جهات أجنبية.. وباعتباره مسؤولا عن أمننا جميعا،

فقد أكد سيادته أنه يملك ملفا عن الجهات والسفارات التي تقف وراء الاحتجاجات.. ولم ينس أن يحذر المتظاهرين: إن الحساب قريب جدا.. ولم يتردد العديد من الساسة، في توجيه الاتهامات إلى بعض السفارات.

وقبل أن يتهمني البعض بأنني من جماعة السفارة، فأنا والحمد لله علاقتي بالسفارات لا تتعدى مشاهدة فيلم عادل إمام "السفارة في العمارة"، الرجاء ملاحظة أن التقرير الذي أصدرته لجنة التحقيق في قتل المتظاهرين، لم يخبرنا أن هناك مؤامرة تحاك ضد التجربة السياسية العراقية "العظيمة"، رغم أن كل الدلائل تشير إلى أن الأمر "حسد عيشة" من قبل الإمبريالية ومعها اليابان وسنغافورة وألمانيا، واسمحوا لي أن أحشر اسم ماليزيا وكوريا الجنوبية وجميعها استنفرت سفاراتها من أجل الإطاحة بتجربة العراق المذهلة في تحويل ملايين العراقيين إلى الرفاهية الاجتماعية.

أمضينا الستة عشرَ عاماً الماضية في معارك إعلامية، تقودها منظمات أجنبية، غايتها تقديم تحقيقات استقصائية تقول بالوثائق إنّ هناك شبهات فساد في معظم مؤسسات الدولة العراقية، وإن معظم السياسيين استولوا على عمولات تُقدَّر بعشرات المليارات من الدولارات، إلا أن السيدة حنان الفتلاوي نبهتنا مشكورة إلى أن هذه المنظمات تسعى للنيل من الشخصيات الوطنية. هل هي مؤامرة؟ بالتأكيد، وتقودها الإمبريالية والصهيونية اللتان غاظهما أننا منحنا "عالِماً" بحجم أحمد الجبوري "أبو مازن" كرسيّاً دائمياً في البرلمان!.

العراق يا سادة يواجه أزمة كبرى. خسائر في الأرواح، وكساد اقتصادي وضياع مئات المليارات وبطالة وغياب للخدمات، والدولة تريد من المواطن ألاَّ يعرف من هو المتسبب الحقيقي. لأنه وفقًا للسادة والسيدات السياسيين والسياسيات، قد تآمر الغرب بأجمعه على بلاد الرافدين، مع العلم أن لندن خطفت منا العلامة إبراهيم الجعفري، والخبير موفق الربيعي فيما أصرت هولندا على أن تحتفظ بالبروفيسور صلاح عبد الرزاق، أما كندا فانها تباهي الأمم بخضير الخزاعي، ولا تزال جامعات أوروبا تدرّس نظريات مشعان الجبوري في الانتهازية، هكذا تآمرت الأمم لتخطف منا عقولا جبارة كان يمكن أن تحول هذه البلاد إلى قوة اقتصادية تنافس الصين.

كنّا جميعاً نحلم أن يكون العراق بعد عام 2003 بلاداً للرفاهية والعدالة والقانون، لكنّ الذي حدث كان خارج الأحلام. اختطف التغيير من قبل أحزاب سعت إلى أن تفصِّل الحكم على مقاسها الخاص، وأصبحت العدالة الاجتماعية، والتسامح والعيش المشترك مؤامرة ماسونيّة. ولم تعد هناك حدود للموت والخراب ، ولهذا عندما يقتل شباب في ساحات التظاهر لأنهم طالبوا بالخدمات، فلا ينبغي أن نُصاب بالدهشة، فقبلها عشنا مع عبارة مثيرة تقول إنّ سفارة الجارة تطالبكم بالهدوء !.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. Anonymous

    الاخ علي : إذن انتم الذين كنتم ضد النظام ( البعثي الصدامي الدكتاتوري ) ( اتقشمرتوا ) .

  2. مالك

    ليش الحسد وخاصة من حنان الفتلاوي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram