محمد حمدي
وفرت لجنة القرار 140 فرصة مثالية لجميع الاتحادات الرياضية لسوق أعذار منطقية جداً على تردي واقع الالعاب فيها وفشلها في البطولات الخارجية والداخلية سواء شاركت أم لم تشارك في إقامتها أم ألغتها ،
ولعل في بطولة العرب بالمصارعة للشباب والناشئين التي ضيفها العراق في محافظة السليمانية خير مثال على ذلك فهذه البطولة التي سنضطر أن نطلق عليها التسمية بالبطولة العربية بالرغم أن اكثر مقومات البطولة التنافسية لا تمت لها بصلة وصل من الألف الى الياء ، علما أنني تعمدت أن لا اشرك العنصر النسوي في المصارعة بهذه البطولة عن قصد ، حيث اعتمد الاسم للاعلان وتضخيم التسمية ليس أكثر من ذلك على إنها المرة الاولى التي ينظم فيها الاتحاد العربي بطولة للنساء بالمصارعة بمشاركة منتخبين غير مكتملين.
المهم وحتى قبل أن تلفظ البطولة الشكلية أنفاسها الأخيرة وقبيل انسحاب مصر والسعودية منها بساعات تسبق موعد الانطلاق آثار أعضاء اتحاد المصارعة المركزي عبر وسائل الاعلام جملة من التظلمات تسلط الضوء على حيف الحكومة بتأخير صرف مبلغ 96 مليون دينار لتغطية نفقات البطولة ، فيما تجلت شيم الفرسان ونكران الذات بشخوص الاتحاد عبر اقتراض المبالغ اللازمة لتامين العيش الكريم والاستضافة بابهى صورها للوفود الزائرة وتامين نفقات الطيران (درجة أولى) لممثلي الاتحادات العربية لحضورهم الاجتماع الدوري للاتحاد العربي الذي يقام على هامش البطولة التي شهدت تواجد خمسة فرق عربية بعد الاعتذار المشار اليهم من المشاركة فيها، ويبدو ان الحديث سيدور طويلا عنها الى فترة غير معلومة بعد أن ركب أعضاء الاتحاد والمعترضين بجبهتهم القوية موجة الإعلام وراحوا يصدحون عبر أكثر من برنامج بكل صغيرة وكبيرة لا يجوز الحديث بها وتندرج تحت مسمى نشر الغسيل السابق واللاحق دون أدنى شعور بالمسؤولية على أن ما يطرح هو هدم للعبة وفضح واضح لا يوجد مبرر لذكره في الإعلام لأمور بعيدة كل البعد عن الرياضة وروحها السمحاء وكان البطولة العربية في السليمانية هي القشة الاخيرة التي انهت اية علاقة طيبة وحرص بين أبطال وأصدقاء الأمس الذين تناسوا تاريخهم وأخذوا يتصيدون لأحدهم بالآخر بواقع جبهتين لا يمكن لهما الاستمرار معا في ساحة واحدة ، وكان الأحرى بهما اليوم وليس قبل فوات الأوان التوقف عن حملات الإعلام التسقيطية التي لا تبقي ولا تذر وتحطم تاريخهم بمعاول الحقد والكراهية واللهاث خلف المنافع .
إن ما نسوقه اليوم من واقع مؤلم هو للأسف الشديد تجسيد بعدسة مصغرة لما يحدث بأحد الألعاب الفردية القتالية التي كانت في يوم من الأيام مدرسة للأبطال والانجازات وزخرت باسماء كبيرة جداً توزعت على خارطة العراق بين المصارعة الحرة والرومانية ، وبالتأكيد لو خضنا في الاتحادات الأخرى سنرى العجب ونعد ما يحصل في أسرة المصارعة من الأمور التي لا يمكن مقارنتها فربما كان هناك ما هو أفظع وأشد قسوة ولا يمكن احتماله ولكنه واقع حال في رياضة اليوم البائسة، والمحصلة إن الرياضة المريضة في عراق اليوم بأدران الفساد والصراع خلف المنافع والامتيازات التي تدرها من السفر والعقود هي انعكاس حقيقي لحالة وطن كبير يعاني من ظروف صعبة وحالة مزرية تفشت بفعل الفساد الجارف الذي أتى على كل شيء وتسبب في تفجر الأوضاع والسخط الشعبي الذي نعيشه اليوم وتقر به الحكومة على أنه انفجار لأجل التصحيح والعودة بعراقنا سالماً معافى، ومع أن الظرف لا يحتمل ان تكون حزمة الاصلاحات الحكومية شاملة لجميع المفاصل ومنها الرياضة ولكن يجب أن يكون لها حيزها في المستقبل القريب وان تبدأ حملة التصحيح والتنقية لهذا الوسط الرياضي الذي يعني جماهيرنا الهائلة حيث لا يمكن الركون الى الصبر أكثر من ذلك ونرى مصير شبابنا الرياضيين ينتظر الفرج والاستقرار من المحاكم والهيئات الدولية ونشاهد مشاكل الاولمبية والاتحادات والوزارة تستنسخ نفسها بذات السيناريو منذ أمد بعيد أن تلوح بوادر انتهاء عصر التراجع والانحدار في الأفق القريب.