TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حكومة لا ترى.. لا تسمع.. لا تتكلم!!

العمود الثامن: حكومة لا ترى.. لا تسمع.. لا تتكلم!!

نشر في: 26 أكتوبر, 2019: 10:22 م

 علي حسين

كل يوم تؤكد لنا الحكومة أنها حكومة سريعة جداً في قراراتها الخاطئة وبطيئة جداً، جداً وجداً، في اتخاذ قرارات صحيحة، ما يدل على أن هناك مسافة شاسعة بين تفكير الحكومة ومعاناة قطاعات واسعة من الناس،

وحين يخرج الناس للمطالبة بحقوقهم يطل علينا مسؤولون بابتساماتهم الصفراء يصفون المتظاهرين بأنهم أصحاب أجندات خاصة يسعون لتخريب البلد. عشنا خلال الستة عشر سنة الماضية مع حكومات ظلت تصر على أنها منتخبة من الشعب، فيما الشعب المسكين لا يعرف حتى أسماء وزرائها ولم يتسنَ له التعرف على الانجازات العظيمة لأعضائها في مجال السياسة والعلوم والاقتصاد. حكومات أغمضت أعينها ولا تريد أن تعرف أن العديد من حكومات العالم المنتخبة تسقط حين تفشل في الإيفاء بوعودها للناس، فكيف بحكومة ضربت الرقم القياسي بعدد الذين قتلتهم في ساحات الاحتجاجات ؟

ما يحدث كل يوم يدل على تخبط الحكومة وتصميمها على الضحك على الناس بشعارات جوفاء، حكومة أوجعت رؤوسنا بكلمة الشعب للكذب على الناس دون أن تكون عندها أية قيمة لهذا الشعب، حكومة دفعت الناس إلى حالة من الاحتقان الدائم، ومن الكراهية للعملية السياسية، ومن الإحساس بالظلم.. فقراء بلادي مظلومون، الشباب يضيعون في بحور البطالة، والنصابون يزدادون ويتاجرون بأحلام وأموال الناس، والخصومة تزداد بين رجال السياسة وبين عامة الشعب، حكومة تصدّر للناس تصريحات فاسدة فقدت صلاحيتها وتعجز عن توفير أبسط الخدمات التي تقدمها دول وحكومات لا تملك عشرةً بالمئة من ميزانية العراق. الدول تحمي مواطنيها بالشفافية والنزاهة والعمل المخلص، فيما تحولت حكومتنا إلى جهنم تكوي الناس بلهيبها، حكومة لا تقيم وزنا لهموم الناس ولا تبالي لسرقة المال العام الذي لو جمعه السراق يمكن له أن يغطي ميزانيات دول الجوار. في دول تحترم مواطنيها نجد قوانين حازمة وصارمة تصل إلى حد الإعدام للذين يسرقون المال العام، وعندنا لا جريمة ولا عقاب.. والأكثر خطورة أن الذين يدافعون عن الفساد أكبر بكثير ممن يهاجمونه.

لاتريد الحكومة ومعها مجلس النواب أن يدركوا جيدا أن ما حدث خلال الأيام الماضية هو باختصار شديد أن مدن العراق استيقظت وقررت الخلاص من كل من تسبب فى تقزيمها وتراجعها وخرابها.. ومن ثم فهي ليست تظاهرات ضد الفساد والخراب فقط، كما أنها ليست تظاهرات من أجل التغيير والإصلاح فحسب، بل هى تظاهرات لها هدف واحد هو استعادة العراق من خاطفيه.

و أظن أنه بعد الذي جرى خلال الأيام الماضية فإن الجميع فى انتظار أن يخرج رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ومعهما رئيس الوزراء ليقولوا لشباب التظاهرات: لقد أخطأنا بحقكم. 

فهل هم فاعلون؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram