TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: آخر مواعظ واعظي !!

العمود الثامن: آخر مواعظ واعظي !!

نشر في: 30 أكتوبر, 2019: 09:55 م

 علي حسين

يقولون لك إنّ على المتظاهرين أن لا يفكروا بتغيير الحكومة والنظام السياسي الخرب في العراق، ويقولون لك إن المشكلة ليست مع نهب أكثر من تريليون دولار وقتل الآلاف وتشريد الملايين،

ولا مع الأحزاب التي تحولت إلى حيتان تبتلع كل ثروات البلاد، لكنها، أي المشكلة، مع شباب ونسوة ورجال يريدون "تقويض الحكومة القائمة" والغرض" الامبريالي " الآخر هو إظهار أن السلطة " اللطيفة " والأحزاب القانونية فاسدون.. ياسلام ياعزيزي " محمود واعظي " مدير مكتب الرئيس الإيراني، الذي يبدو أنه يعتقد أن الشعب هو الفاسد وهو الذي قنص أكثر من 250 شابا وجرح أكثر من عشرة آلاف واعتقل المئات.. السيد واعظي الذي اعتقد أنه يستطيع ان يقدم موعظة لبلاده وينصحها بعدم التدخل في شؤون العراقيين، يريد أن يتحول إلى واعظ في بلاد الرافدين، يهدي أصحاب "التك تك" إلى الطريق المستقيم .

والآن إسمح لي ياسيد واعظي أن أقول لك إنني مثل ملايين العراقيين نخاف ونخشى الاعتراض على كلامك، لأن وكلاءك في العراق يمكن أن يغيبوننا بلمحة بصر، ولا نستطيع أن نعترض حتى على إشاراتك، أحياناً نكتب في الفيسبوك وأحياناً أخرى نحتجّ في ما بيننا، لكن هل نستطيع أن نصدر بياناً نقول لك فيه ياعزيزي أنت تغرّد خارج السرب؟ خليك مع مشاكل بلادك الاقتصادية والاجتماعية، واتركنا مع صحوة الشباب الذين يحلمون بوطن بحجم أمنياتهم، وليس بحجم مواعظك. 

لا أتذكّر منذ ستة عاماً أنّ مسؤولاً عراقيّاً اعترض على ما يقوله ساسة إيران عن العراق، وتتذكرون معي كيف أن ساسة العراق ومعهم الشعب العراقي لم يتدخلوا عندما حدثت احتجاجات 2009، واعتقال الزعيمين الإصلاحيين حسين موسوي ومهدي كروبي، وبعدها ما حصل عام 2018 من تظاهرات تندد بالفساد المالي والإداري.

لن تصدِّق ياعزيزي السيد واعظي عندما أقول إنني معجب بك. فلا أتذكّر أنّ بلاداً تعثرت كما نتعثر. لماذا؟ لأنه لا يوجد مسؤول أو سياسي يستطيع أن يقول لك، لماذا تتدخل في شؤون العراق؟ ولكن ياسيدي مثلما يحرص "جنابك" على راحة واستجمام المسؤولين والأحزاب، ألا يستحقّ العراقيون منك أن تحرص على أن تنصح السياسيين بأن يوفروا لهم الاستقرار والرفاهية والعدالة الاجتماعية من دون أن يصفقوا لـ أحزاب الجهل والانتهازية؟! لماذا ياعزيزي تتبارى الدول من أجل البناء والعلم، بينما أحزابنا تشيع الجهل والخراب؟

ياعزيزي واعظي، وأنت تنتمي لدولة دينية ترفع شعار"مخافة الله"، ألم تشاهد وترى كيف يزداد رفاقك "في الإيمان" غنىً وقسوة وطائفية، فيما يزداد العراقيون خوفاً وفقراً؟ ألم تر كيف يقتل شباب التظاهرات، ويغيبون لأنهم قالوا طز للخراب ولعملية سياسية منتهية الصلاحية . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram