TOP

جريدة المدى > سينما > معاناة الشباب وتكاليف الزواج

معاناة الشباب وتكاليف الزواج

نشر في: 5 مايو, 2010: 04:57 م

البصرة/باسم حسين من المحطات المهمة في حياة الإنسان، خاصة في فترة المراهقة هي انتقاله من العزوبية الى الزواج، فعندما ينتقل الشاب  من حياة الخصوصية البحتة واللامبالاة التي يهدر فيها المرء وقته وما يملكه من أموال للتمتع بلحظات مرح مع (شلة) الأصدقاء، تتغير حياته وتنقلب رأساً على عقب، بعد الزواج، فعلى سبيل المثال ان الرجل وبعد  ان كان  يفكر في موضوع ما بمفرده دونما استشارة  أحد،
 أصبح لزاماً عليه ان يشارك شخصا آخر فرضته عليه سنة الحياة (الزوجة) ليتبادل معها الرأي، وأصبح لزاماً عليه أيضاً ان يحسب حساب كل دينار (أين وكيف ينفقه)، وبات من الضروري جداً ان يعود للبيت مبكراً خلاف ما كان يحصل ايام العزوبية!.الزواج في العراق وما يتطلبه من ترتيبات هو الشغل الشاغل للشباب الذين ليس بوسعهم الا الإصرار على تخطي العقبات،يقول ابو عمار (مدرس متقاعد)، لم تثني سنوات الحصار عزيمة الشباب على الزواج،فالبعض استأجر غرفة نوم لأسبوع واحد فقط وآخر (استلف) غرفة نوم شقيقه لبضعة ايام،وصديق نقل مع أصدقاء آخرين غرفة نومه ليساهم في زواج صديقه الذي لم يكن بمقدوره شراء غرفة النوم لانها  كانت مكلفة في ذلك الوقت!، ويضيف: هذه الروح التعاونية هي التي تخلق مجتمعاً متحاباً متسامحاً لانه أسمى من القضايا المادية التي ان أصر عليها احد الأطرف قد تقضي ربما على حلم جميل اسمه الزواج .،ابو فراس 54 عاما يقول: اذا ما أردت الحديث عن الزواج لابد ان استذكر الحياة الجميلة على بساطتها لانها مفعمة بالحب والامل والحياة، لم يكن  الشاب اذا ما قرر الزواج يجهد نفسه بالتفكير،فكل شيء متوفر و(رخيص)، ما يحتاجه فقط سرير من الجريد يأتي به من سوق الأسرة في القشلة، حقيبة (جنطة) من الخوص أو الحديد للملابس،ويهيئ فراشا بسيطا عبارة عن بساطين و(لحافين) وثلاث وسائد (لول)، لكن هذه الحال لم تبق على ما كانت عليه قبل خمسين او ستين سنة، أصبح لأهل المرأة شروط وهناك مغالاة وهناك تعقيدات،البعض يطلب مقدم ومؤخر بكذا مليون دينار وذهب وغرفة نوم طابقين وفرش على ذوق أم البنت والكوافير على ذوق شقيقات وقريبات الفتاة!، هذه الطلبات التي ربما تكون عبئاً على العريس وأهله لا توفر السعادة للعريسين،بل قد تجلب لهما المتاعب، ويضيف: علينا ان نتفهم معنى الزواج وأهدافه كي تسهل علينا الحياة لا ان نعقدها، أبو كريم (سائق سيارة أجرة) توقف عند احد محال النجارة في العشار،سحب كرسياً له وآخر لزوجته،وطلب من احد العمال ان يحضر له الماء البارد من الثلاجة المركونة في إحدى زوايا المحل، أخذ قسطاً من الراحة،ثم نهض ليشاهد غرف النوم الموجودة :بدا صاحب المحل ممتعضاً بادئ الامر من كثرة الأسئلة والنقاش واعتقد ان الرجل وزوجته لا ينويان الشراء من المحل الا انه وبعد ان استمع الى القصة بالكامل تعاطف معهما وقرر ان يخفض من سعر أي غرفة يريدان شراءها،او بالأحرى تقتنع بها ام العروس !، فبعد ان اشتريا لابنهما غرفة نوم من تلك التي تسمى بالجاهزة من سوق الأخشاب المتاخم لكازينو لبنان، اعترضت ام البنت عليها وطلبت تغييرها بعد ان اختلقت الحجج، وأصرت على رأيها وفشلت جميع الوساطات، وتحولت النقاشات الى خلاف بين العائلتين كادت ان تقضي على حلم الزواج بين عشيقين جمعتهما المصادفة في زورق احد الأيام تحولت مع الوقت الى علاقة حميمة استمرت لعام وبضعة أشهر كادت ان تقضي عليها غرفة نوم لولا تدخل بعض الأقارب في الموضوع،لكن هذا الاتفاق كلف اهل العريس مزيداً من الخسائر،فصاحب المحل رفض إرجاع الغرفة التي مضى على شرائها عشرة أيام الا بعد ان خصم من المبلغ خمس وسبعون الف دينار، إضافة الى تكاليف النقل ورصد ملبغ إضافي لشراء غرفة بمواصفات فرضتها(بالتأكيد) ام العروس!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram