اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > من آثار الزوابـع الثوريـة:الاشتراكية العربية والدمار الاقتصادي والثقافي والاجتماعي

من آثار الزوابـع الثوريـة:الاشتراكية العربية والدمار الاقتصادي والثقافي والاجتماعي

نشر في: 5 مايو, 2010: 05:10 م

شاكر النابلسيقرأنا في الأسبوع الماضي، كيف كانت آثار الدمار السياسي للعاصفة الاشتراكية في الوطن العربي عامة، وفي مصر خاصة. وكيف أن الاشتراكيـة حالت دون تحقيق الوحدة. وحالت دون تطبيق الديمقراطية. وأنها أطاحت بكافة الإيديولوجيات الخاصة بالوحدة، والحرية، والديمقراطية. وأنها صدَّعت الجبهة الداخلية. وأنها فصلت الحركة الاشتراكية عن فلكها القومي.
 وأنها أصبحت وسيلة من وسائل الاستيلاء على السلطة. وأنها أخيراً، أثارت اليمين العربي على اليسار العربي، وجعلت منه عدواً لدوداً.أسئلة كثيرة تتطلب الإجابة عليها- فهل هذا كل ما تركته الاشتراكية من دمار؟- أم أن هناك دماراً آخر كالدمار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وخلاف ذلك؟- وهل لا يوجد للاشتراكية العربية التي عصفت بالعالم العربي في فترة العشرين سنة الأولى من النصف الثاني للقرن العشرين، أي فضل أو ايجابية على العرب؟- وهل الاشتراكية العربية في العهد الناصري على وجه الخصوص هي المسؤولة عن كل هذه الآثار التدميرية التي خلفتها عاصفتها التي استمرت قرابة عشرين عاماً (1952-1970)؟rnهل كان الإصلاح الزراعي رشوة للفلاحين؟ ففي مصر صدر قانون الإصلاح الزراعي عام 1952، وتبعتها سوريا والعراق في 1958 ، وتبعتها الجزائر في عام 1962، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 1968 . ونلاحظ أن الإصلاح الزراعي قام في الدول ذات الأنظمة الثورية، مما اعتبره البعض رشوة من الثورة للفلاحين لكي يدعموا الثورة، ويقفوا في صفها ضد أعدائها من البرجوازيين والاقطاعيين "مصاصي الدماء" كما كان إعلام هذه الدول الرسمي يصفهم آنذاك.  ولكن الإصلاح الزراعي يعتبر سياسة اجتماعيةً، أخذت به وطبقته أكثر من مائة دولة في العالم. وهو ما أكده "المؤتمر العالمي للإصلاح الزراعي والتنمية الريفية WCARRD"، الذي انعقد في روما في 1979 وحضرته 143 دولة، من أن الإصلاح الزراعي يؤلف عنصراً حاسماً لا غنى عنه للتنمية الريفية، كما يقول صلاح الوزان، في بحثه عن "الإصلاح الزراعي". فهل كان هذا هو هدف الإصلاح الزراعي في الدول العربية، ذات الأنظمة "الثورية"؟أم أن الإصلاح الزراعي كان للانتقام من الإقطاع، الذي كان يعادي الثورة في الدول العربية السابقة الذكر. وأن رجال الثورة الذين حكموا تلك البلدان العربية، جاءوا من طبقات فقيرة، لينتقموا من الأغنياء والإقطاعيين، ويعزلوهم عزلاً تاماً كما تم في عام 1962 في مصر (أنظر: خالد محمد خالد، "دفاع عن الديمقراطية"، 1985، ومحضر الحوار الذي دار بينه وبين عبد الناصر في "اللجنة التحضيرية"، عام 1962، حول الإقطاع والعزل السياسي ومطالبة خالد "بالعدل" السياسي بدلاً من "العزل" السياسي، ص 279-343). rnالاشتراكية والاقتصاد التبعيلا شك أن فشل وانهيار المشـروع التنموي الاشتراكي، كان سبباً في تحوّل جزء كبير من الاقتصاد العربي إلى اقتصـاد تبعي، وإن كان هذا الاتجاه قائماً قبل القرارات والتطبيقات الاشتراكية، وانحسر قليلاً أثناء الستينات والسبعينات من القرن الماضي، بفضل هـذه القرارات، وتحوَّل جزء منه من التبعية للغرب الرأسمالي إلى التبعية للشرق الشيوعي. إلا أن تبعية الاقتصاد العربي للغرب الرأسمالي، عادت بعد الثمانينات والتسعينات نتيجة لفشـل المشروع الاشتراكي على المستوى الإقليمي، وعلى المستوى القومي.كذلك، فقد أدت الاشتراكية إلى هجرة رؤوس الأموال العربية الكبيرة من وطن التطبيق الاشتراكـي إلى الغرب، مما خلق مشكلة اقتصادية كبيرة في الدول التي تمَّ فيها التطبيق الاشتراكي. وأحجمت رؤوس الأموال الأجنبية عن دخول أسواق التطبيق الاشتراكي في العالم العربي، خوفاً من التأميم والمصادرة، ومنع تحويل العملة إلى خـارج هذه البلدان.rnتهجير الكفاءات العربية وزيادة أعباء المستهلككما أدى التطبيق الاشتراكي في بعض الدول العربية التي كانت توصف بالثورية، إلى هجرة الكفاءات العربية العلمية والعملية اللاحزبية إلى  الغرب. واشتغالها في مؤسسات الغرب العلمية وفي مصانعهـا، مما أفقد العالم العربي الذي طُبّقـت فيه الاشتراكية، ثروة علمية، وعملية ضخمة، وترك هذه البلدان بدون كـوادر علمية قادرة على تحقيق التنمية والنهضة الاقتصادية الجديدة.ولا ننسى أنه في ظل الاقتصاد الاشتراكي في البلدان "الثورية" التي طبقت الاشتراكية في المجال الاقتصادي، زادت نسبة الاستيراد، وزاد تهريب البضائع المستوردة، عما كانت عليه في السابق، نتيجـة لسوء المواد الاستهلاكية المصنَّعة محلياً، وغلاء أسعارها مقارنة بأسعـار المواد الاستهلاكية المستوردة ذات النوعية الجيدة. وزاد هذا كله من أعباء المستهلك. وبدأت مؤشرات الفقر تظهر بصورة أكبر مما مضى.rnأين الخطأ؟إن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه الاشتراكيون العرب في هذه المرحلة، هو أنهم قبل تطبيق الاشتراكية، لم يسألوا أنفسهم أسئلة ثلاثة مهمة هي:ماذا سنُنتج؟ ولمن سنُنتج؟ وماذا سيكون عليه سعر السلعة التي سيُنتجها الاقتصاد الاشتراكي؟ والسؤال الأهم: من هم الذين سيجيبون عن هذه الأسئلة إجابــات علمية دقيقة، حتى لا تذهب باقي البلدان العربية في مصيبة كبيرة، وكارثة عظيمة، كما حدث ذلك ف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram