TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: دور الشباب المغيّب!

باختصار ديمقراطي: دور الشباب المغيّب!

نشر في: 3 نوفمبر, 2019: 06:08 م

 رعد العراقي

تشهد البلاد هذه الأيام حراكاً شعبياً واسعاً طغت عليه الصفة الشبابية التي خرجتْ بمظاهرات سلمية مطالبة بتغيير الواقع المعيشي وإيجاد حلول للمعاضل الحياتية على مستوى الخدمات وفرص العمل وغيرها،

حراكا تصدّر المشهد به الجيل الجديد ممّن يتطلّع لحياة أفضل ووطن مزدهر يعيش الجميع به بقلب واحد وينعم بخيراته دون تمييز.

ولم تكن شريحة الرياضيين غائبة عن ذلك المشهد، بل كانت جزءاً من حشود المتظاهرين من خلال المطالبة بالإرتقاء بالواقع الرياضي وإقرار حقوق الرياضيين، حيث حضرت الكثير من الأسماء ورفعت اللافتات التي تطالب بانصاف تلك الشريحة ومحاسبة الفاسدين ممن تسبّبوا في إهدار الأموال وتراجع مستوى الرياضة العراقية.

تواجد الرياضيين له ما يبرّره لأسباب كثيرة قد يكون في مقدمتها أنهم وجّهوا رسالة تعكس حقيقة الحشود الشبابية التي غصّتْ بهم ساحة التحرير وساحات المحافظات الأخرى كانوا المتضرّر الأكبر من غياب الحاضنة الفكرية والرياضية التي تستوعب الجيل الحالي من خلال انتشار النوادي والمراكز الشبابية، وفشلت القيادات الرياضية طيلة السنوات الماضية من المضي نحو دعم وانعاش تلك الحاضنات برغم الأموال الهائلة التي خصّصتْ سواء لميزانية وزارة الشباب والرياضة أم اللجنة الأولمبية، إلا أن هذا الاخفاق الخطير لم نجد من يطرحه للمحاسبة أو يلتمس جوهر أهميته وتـأثيره في حرمان الشباب العراقي من أحد حقوقه المُقرّه دستورياً والبحث كذلك عن كيفية التصرّف بالتخصيصات المالية التي من المفترض إنها ممنوحة لدعم هذا القطاع.

ولم تقف المسألة عند ذلك، بل إن الرياضيين بشكل عام كانوا ضحية للتخبّط الإداري والهدر المالي والتخطيط غير العلمي حين وجدوا أنفسهم خارج قواعد الاهتمام والرعاية وضاقت عليهم سبل المطالبة بحقوقهم بعد أن فرضت اللعبة الانتخابية خيارات محدودة أمام استحقاق الكثير من أبناء البيت الرياضي في إدارة شؤون الرياضة بجميع المفاصل وطرحت بديلاً يتمثّل بقوى تمتلك النفوذ وتجيد فنون العلاقات والمصالح من أجل السيطرة على المناصب لدورات متعاقبة دون أن تفكّر في التخلي عنها حتى وإن فشلتْ في تسجيل أي خطوة تطوير ملموسة، وهو ما سبب في تراجع مستوى الانجاز في الرياضة العراقية.

إن غياب القوانين الرياضية الحاكمة والتلكؤ في إقرارها على الرغم من طرح المسودّات ومناقشتها لفترات طويلة سبّبت إرباك المشهد الرياضي وأثارت الكثير من الخلافات والتقاطعات بعد أن كانت الاجتهادات والتفسيرات بديلاً عن الاحتكام لقانون مُلزم لا يقبل التأويل الشخصي وهو ما منح الغطاء للبعض للاحتماء بها وجعلها ذريعة للتلاعب في قراراتهم أو حتى تثبيت وجودهم في الوسط الرياضي "القيادي".

لا نريد أن نحدّد مبرّرات ودوافع مشاركة الرياضيين في الاحتجاجات الشعبية ضمن إطار ما طرحناه والتي بالتأكيد قد تكون هناك الكثير من الأسباب الأخرى الموجبة، إلا أن التوجّه الرئيس يندرج في إطار الضرر الشخصي والعام لشريحة الرياضيين الناتج عن إهمال القطاع الرياضي على كل المستويات وضعف المنظومة الإدارية والمالية وقصور الرؤية المستقبلية وابتعاد السلطة القضائية عن المراقبة والمحاسبة.

بالتأكيد..إن ما سينتج عن خطوات تصحيحية على كل المستويات العامة في البلد على ضوء المطالبات الجماهيرية سوف يكون للقطاع الرياضي نصيباً مُهمّاً منها أو هكذا نتأمل، ويمكن من خلاله إعادة النظر بالكثير من الإجراءات والقرارات التي تخدم الرياضة والرياضيين وأيضاً الرواد الابطال والأهم أن تتوجه الانظار نحو تفعيل منافذ احتضان الشباب المغيّب وإدراك دوره المهم في بناء البلد والحفاظ على تلك الثروة الخلاّقة من الضياع وفقدان الأمل بالمستقبل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram