TOP

جريدة المدى > سينما > لماذا أصبح الجوكر أحد أكثر الأفلام إثارة للخلاف هذا العام ؟

لماذا أصبح الجوكر أحد أكثر الأفلام إثارة للخلاف هذا العام ؟

نشر في: 9 نوفمبر, 2019: 05:54 م

ترجمة / أحمد فاضل

يعد فيلم " الجوكر " أكثر الأفلام إثارة للجدل لهذا العام ، فقد استُقبل في مهرجان فينيسيا السينمائي بنسخته 76 في 31 أغسطس / آب استقبالاً حاراً ليحوز على جائزة الأسد الذهبي ،

وهي أعلى جائزة في المهرجان ومحطماً الرقم القياسي في شباك التذاكر منذ مطلع شهر أكتوبر / تشرين الأول هذا العام حيث بلغ 93.5 مليون دولار ، لكن بعض النقاد قلقون حول كيفية تفسير رواد السينما لقصة رجل يبدو مهرجاً ومريضاً نفسياً لينقلب إلى قاتل يدفع إلى العنف ، ربما لا ينبغي لنا أن نتفاجأ من أن أحدث نسخة من " جوكر " تثير الجدل ، لقد كان ذلك منذ عقود حين قام المبدعون والأدائون بدفع الحدود بالشخصية إلى العنف الذي طغى عليها منذ عام 1988 وميلها الشامل نحو العدمية والفوضى ، أصبح الجوكر بعدها رمزاً قوياً للعديد من الأشخاص الذين يشعرون بالعزلة أو الغضب في المجتمع .

إن تاريخ تلك الشخصية الطويل لم يؤد إلا إلى إثارة النقاش حول ما إذا كانت نسخته الحالية التي تتسم بالعنف - بشكل خاص - تستحق أن تستحوذ على الشاشة الكبيرة الآن ، خاصة وأن المخرج تود فيليبس حاول في الواقع أن يكون الفيلم انعكاساً لعالمنا الذي نعيشه ، فقد تركز النقاش الدائر حوله على ما إذا كان الفيلم يتعاطف مع بطله الذي ولّد كل ذلك العنف بسبب مشاعر الرفض من قبل النساء في حياته ، هذا الجانب بالذات من شخصية " جوكر " يوازي القصص التي سمعناها عن مطلقي النار الذين بدأوا عمليات القتل بقتلهم الناس سواء في الشوارع أو المحال التجارية أو في البيوت ، ومع أن بعض النقاد قد دافع عن غوص الفيلم في الحياة الداخلية لهذا الشرير كوسيلة لفهم ما يدفع هؤلاء الناس إلى العنف بشكل أو بآخر ، يشعر آخرون بالقلق من أن سيناريو الفيلم لا يفعل ما يكفي لتوضيح أن أعمال الإرهاب التي قام بها جوكر شريرة وليست بطولية .

سُئل المخرج فيليبس والنجم خواكين فينيكس عدة مرّات أثناء قيامهما العمل في الفيلم ، ما إذا كانا قلقين من احتمال إساءة تفسيره أو إلهامه ، فقد رفض فيليبس هذه الفكرة ، وقال لوكالة أسوشيتيد برس :

" آمل فقط أن يراه الناس ويأخذونه كفيلم يجسد حالة الفوضى التي نعيشها ".

ولفهم سبب انقسام الآراء حول " جوكر " الجديد إلى حد كبير ، من المهم أن ننظر إلى الوراء في تاريخ الشرير وصعوده إلى الصدارة ، فمنذ ظهوره في المجلات المصورة شعر المشاهد بحجم مشاكله الصحية والعقلية وأنه قد تم التخلي عنه من قبل والده الذي لم يكن يعرفه ، يطارد امرأة ويشعر بالرفض من قبلها ، إنه يشعر بالاحباط بسبب أنواع الرجال الذين يستحوذون على اهتمام النساء لأن لديهم المال والقوة ، في النهاية يضع يديه على المسدس وليشيع الفوضى ، والآن بعد أن حظيت الجماهير أخيراً بفرصة مشاهدة الفيلم بعد أكثر من شهر من النقاش النقدي من على صفحات الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت ، أصبح بمقدورهم أن يقرّروا بأنفسهم إلى أي مدى يمدون تعاطفهم معه ، مع أنه بات من الواضح أن الجدل لم يردع رواد السينما في الواقع بل ربما أثار اهتمامهم ، لذلك يمكننا أن نتوقع استمرار المناقشات حول أدائه وقيمته كقطعة فنية لعدة أشهر قادمة ، ولكن عندما تنحسر هذه المناقشات في النهاية , من الآمن المراهنة على أننا سنضع جوكر آخر على المحك لنجعلهم يستعرون مرة أخرى .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram