TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لنتفاءل مع عبد المهدي!!

العمود الثامن: لنتفاءل مع عبد المهدي!!

نشر في: 11 نوفمبر, 2019: 08:24 ص

علي حسين

عاد السيد عادل عبد المهدي إلى الكتابة والخوض في الاقتصاد، عاد رئيس الوزراء الذي يرفض الاستماع إلى طلبات المحتجين ويسلط عليهم "قوات مكافحة الشعب"..

نعم مكافحة الشعب وليس الشغب برصاصهم الحي، بحديث كوميدي مزدحم بالأرقام  والأوهام عن ميزانية العراق، مع دعوة مجانية للتفاؤل، من دون أن يتذكر أن هناك 300 شهيد وآلاف الجرحى ومئات المعتقلين والمخطوفين بأوامر رسمية وحزبية .

عاد خبير الاقتصاد إلى هوايته التي كان يمارسها في جريدته "العدالة" عندما كان يكتب مقالات ينتقد فيها سلوك حكومة حيدر العبادي، ويوجه نصائح للخروج من الأزمات.

فعلا، يدفعنا حديث عادل عبد المهدي في اجتماع مجلس الوزراء قبل يومين إلى التفاؤل، ليس لأن ما ورد فيه من أرقام وإحصاءات وتحليلات يؤشر على أن الرجل يعيش في واد آخر، وإنما لأن ظهور عادل عبد المهدي وهو يتحدث عن الاقتصاد دون الإشارة إلى الدماء التي سالت، وحده، سبب لأن يمتنع رئيس مجلس الوزراء عن الظهور في التلفزيون .

يقول عادل عبد المهدي في آخر رسائله الاستفزازية، أو بالأحرى يقول مكتب رئيس الوزراء الذي يتحكم بالقرارات: لقد تظاهر شعبنا من مدنيين وعسكريين ،  فالمظاهرات لم تحصل في ساحة التحرير أو ساحات التظاهر الأخرى فقط، بل حصلت ايضاً وأساساً في كل بيت وأسرة، وفي نفس وعقل كل عراقي، "وستعتبر دائماً نقطة تحول كبرى وواعية في كفاح شعبنا في مسيرته الظافرة".. هل هناك كلام أكثر إساءة لأمهات شهداء الاحتجاجات وللآباء المكلومين بأبنائهم، ولأم صبا المهداوي التي لا تزال رهينة أمزجة بعض المسؤولين؟ .

هل تريدون نكتة أخرى من نكات الحكومة.. هاكم، فقد أكد السيد عادل عبد المهدي أن "الانترنت حقيقة معاصرة وحق للجميع، ووسيلة لاستنطاق الأصوات المكبوتة والآراء الحرة".. ويضيف لا فض فوه أن :  "السلطات دفاعاً عن حقوق المجموع مرغمة أحياناً لتقييده عندما ترى أنه يستخدم للتآمر على الوطن" ياسلام يامعلم.. الحكومة ومعها أحبابها تتمتع بخدمة الانترنيت.. لكنه ممنوع على عموم الشعب الذي لا يزال السيد عادل عبد المهدي يعتبره "قاصراً" وجاهلا.

صحيح أننا، في سنوات التسالي التي طالت كثيراً على نحو غير مسبوق، إلا أن تسلية عن تسلية تفرق، فهناك من يتسلى معنا، ومن يتسلى بنا، ومن يتسلى علينا، وهناك من يتسلى على نفسه.

 ويمكنك عزيزي القارئ أن تضع خطابات ورسائل رئيس الوزراء في خانة بين التسلية على الناس والتسلية مع النفس، من دون أن تنتقص أو تسفه من جهد مكتب رئيس الوزراء الذي يصر ان هذه الكوميديا هي فخر الصناعة السياسية في العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram