TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عزت الشابندر.. ولعبة الثعلب فات فات

العمود الثامن: عزت الشابندر.. ولعبة الثعلب فات فات

نشر في: 11 نوفمبر, 2019: 08:56 ص

علي حسين

لو كنت مكان وزير الداخلية لأمرت باعتقال المدعو عزت الشابندر.. ليس لأنه يظهر بمناسبة وبدون مناسبة على الفضائيات.. وإنما بتهمة انتحال صفة سياسي..

وانتحال الصفة جريمة يعاقب عليها القانون فى جميع بلاد العالم المتحضر.. ما عدا بلاد النهرين التي سمحت بأن تجلس عواطف النعمة على كرسي البرلمان.. بدليل أن أحداً لم يسأل عزت الشابندر عن مؤهلاته التي تجعل بعض رؤساء الوزراء يعتبرونه "حلال مشاكل"، يغدقون عليه الأموال دون حسيب أو رقيب..! وإلا ما معنى أن يخرج علينا عزت الشابندر في كل أزمة ليطلق واحدة من مفرقعاته التي يحاول من خلالها صرف أنظار الناس عن القضية الحقيقية وهي فشل الحكومة والبرلمان في أداء واجباتهما؟.

صحيح أن عزت الشابندر يرتبط بعلاقات مع البعثيين، وهو صديق لهم، وله أيادي ممتدة داخل جيوب الساسة السنة، وصحيح أنه متقلب، مرة يشتم حزب الدعوة، ومرات يمجد إنجازات أمينه العام نوري المالكي.. ولأنه يهوى لعبة "الثعلب فات فات" فقد خرج علينا قبل يومين ليقول إن "مستقبل العراق أهم من الدم"، وهو قول ينتمي بالكامل إلى قاموس الدكتاتورية التي ترى أن وجودها على كرسي الحكم أهم من دماء الذين يعارضون الاستبداد.. فالثعلب عزت يريد أن يقنعنا أنه خائف على الوطن.. وهو الذي سخر من العراقيين ذات يوم ووصفهم بأنهم عبيد لكل دكتاتور.. وسخر من ضحايا الإرهاب حين اصطحب بيده مشعان الجبوري ليقدمه باعتباره رمزا وطنيا، بعد أن كان يخرج على الناس من خلال قناته "الزوراء" يقدم دروسا في كيفية صناعة العبوات الناسفة .

في كل أزمة يظهر عزت الشابندر ليمثل دور الخبير، وهذه المرة أوهم عادل عبد المهدي أن التظاهرات يقودها حزب البعث، وبما أنه يرتبط بعلاقات وثيقة مع جناح يونس الأحمد فبإمكانه إقناع البعثيين برفع أيديهم عن التظاهرات.. والثمن طبعا تشويه الاحتجاجات.. وملايين من أموال العراقيين تذهب في حساب الثعلب الشابندر. 

عزت الشابندر الذي يتحول في الأزمات إلى ماكنة متحركة لجمع الدولارات، تراه في النهار يضحك مع إياد علاوي.. وفي الظهر يتغدى عند تيار الحكمة وفي المساء يتسامر مع حزب الدعوة وفي الليل يسهر مع مشعان الجبوري.. وبين الحين والآخر تجده ضيفا عزيزا على آل الكربولي.. وفي أوقات الفراغ يحاول أن يظهر على الفضائيات ليمثل دور حكيم الأمة.

ومن المؤكد أن عزت الشابندر سيكون له دور في لعبة الحكومة لضرب شباب الاحتجاجات وقمعهم، ولن يفوت ثعلبه دون أن يحصل على عدد من "اللفات"،  وحتما ستكون محملة بكل ما هو غالٍ وثمين.

السيد وزير الداخلية، إلقاء القبض على شابندرالأكاذيب واجب، بشرط أن يوضع في قفص زجاجي وسط ساحة التحرير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. س . السندي

    ** من ألاخر لي الثقة بان ثورة العراق ستقطع ليس فقط ذنب هذا الثلعب اللعين بل ومعه كل تجار الدم والدين ، من ساسة عملاء ومعممين ، والايام بيننا ؟

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram