TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: تشرين المجد الكروي

باختصار ديمقراطي: تشرين المجد الكروي

نشر في: 11 نوفمبر, 2019: 09:05 ص

رعد العراقي

مرة أخرى يَخذلُ فيفا الجماهير العراقية ويصدر قراراً بنقل مباراتي منتخبنا الوطني مع نظيريه الإيراني والبحريني ضمن تصفيات كأس العالم 2022 من أرض البصرة الى ملعب محايد ،

متذرّعاً كعادته بوجود تهديد أمني ، وهذه المرّة كانت الاحتجاجات الشعبية هي ورقة التوت التي يحاول فيها ستر دوافعه الحقيقية وإهتزاز ميزان عدالته الذي أصبح يتمايل نحو مكامن العلاقات الشخصية وتأثير مراكز القوى التي تتحكّم بكل قراراته.

تصوّروا أن الاتحاد الدولي يذرفُ الدموع على سلامة المنتخبات إذا ما تواجدتْ في مدينة البصرة في وقت يعي جيداً أن اللقاءين القادمين يحملان من الأهمية الكثير ،خاصة أسود الرافدين الباحثين عن حقّهم الذي اغتصب لسنوات طويلة ظلماً في أن تستثمر الأرض والجمهور لحسم تأهلهم وأمام أقوى المنافسين له على صدارة المجموعة ، بينما تجاهل حقائق وضمانات حكومية تؤكد على تأمين سلامة تلك المنتخبات وإن الاحتجاجات لا تمثلُ تهديداً لأماكن إقامة الوفود أو عند ملعب المباراة في وقت أن الجماهير العراقية بأصالتها تمثّل حِصناً منيعاً لكل الضيوف ، بل هي الضمانة الحقيقية للاحتفاء بهم وحمايتهم قبل الجهات الرسمية.

كل تلك الاعتبارات وما سيلحق بالمنتخب العراقي من ظلمٍ بائِن سقطت من عيون الفيفا الوقحة التي فضحه قرارها المتسرّع والمبيّت عندما أدارَ وجهه عن خيار نقل المباراة داخلياً الى أربيل الخالية من أي مظاهرات ، وتتمتّع بأجواء أمنية أكثر استقراراً من بلدان كثيرة تشهد هي الأخرى احتجاجات وصدامات ، لكنها لم تسارع الى فرض حظر على ملاعبها أو تنقل مبارياتها الى خارج البلاد ، وهو دليل لا يقبل الشك بأن هناك أيادٍ خفيّة هي من تحرّك وتتلاعب بتلك المنظمة غير المنصفة.

الحديث عن موقف اتحاد كرة القدم وطبيعة ردّة فعله وخيارات تحرّكاته يبدو غير مجدٍ ، خاصة أننا نُدركْ ضُعف تأثيره ، وغياب أي حضور لهُ على مستوى التمثيل في لجان الاتحاد الدولي ، فضلاً على سقطات سابقة خطّها بيديه عندما أعتذر عن تضييف مباراة النصر السعودي وذوب آهن الإيراني مَثّلتْ ذريعة وتشكيكاً بقوة الموقف الأمني وقدرتنا على تأمين المباريات ، وهو ما جعل قرار نقل المباراتين لا يمثل صدمة أو مفاجِئة سواء لاتحاد الكرة أو حتى للجماهير ، وخاصة أن منافسينا يملكون أدوات ووسائل للضغط واستغلال الفرصة للهروب من جحيم اللعب على ملعب البصرة ، وبالتالي زيادة احتمال إسقاط الأسود من طريق تأهلهم.

ردّة الفعل الحقيقية لا بدَّ أن تكون بين أقدام لاعبينا ، وهي وحدها القادرة على أن تقلب السحر على الساحر ، وتُربِك كل الحسابات الخفية ، وتقتنِصْ من أرض عمّان العزيزة انتصاراً يُحبط طموحات المراهنين على ضعف العزيمة والإصرار لأسود الرافدين خارج أسوار الوطن ، في حين غابَ عن أذهانهم أن الكرة العراقية وبرغم  سنوات فرض القيود عليها سجّلت للتاريخ واقعة يصعب تكرارها تمثلت بصعودها الى كأس العالم 1986 برغم عدم خوضها أي مباراة على أرضها وبين جمهورها ، وواصلت تألقها في تحقيق البطولات ، في وقت عجزت الكثير من الدول في الوصول لإنجازاتها.

لاشك أن تاريخ 14 تشرين الثاني موعد مبارتنا أمام المنتخب الإيراني سيكون صفحة أخرى من المجد الكروي الذي ينتصر للجماهير ويتحدّى الظلم وسيردّد كل لاعب غيور (نازل للملعب آخذ حقي).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram