TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: دعابل رشــيد فليـّـح

العمود الثامن: دعابل رشــيد فليـّـح

نشر في: 12 نوفمبر, 2019: 09:10 ص

 علي حسين

هناك قاعدة تقول حين تذهب إلى السيرك، فمن العبث أن تستدعي المنطق لتقييم حركات الراقصين البهلوانية ، ولهذا سأظلّ أقول وبلا تردُّد،

ليس هنالك ما هو أكثر بؤساً من برلمان يجعل قضية كبرى مثل احتجاجات تشرين، أشبه بلعبة سيرك على الحبال، هرباً من التصدّي الجاد للمشكلة، ليجد المواطن نفسه بمواجهة قوى سياسية فاسدة من جذورها، لا تزال تواصل الرقص على دماء العراقيين .

عندما نشاهد الفضائيات نكتشف أنّ زمن الكومبارس والقرقوزات انقرض في العالم، لكنه لايزال يواصل عروضه بنجاح في العراق، بالتأكيد نحن لا نحلم بدولة مثل فرنسا، قام فيها محتجو السترات الصفراء ببناء السواتر في شوارع باريس وحرق الاطارات وتعطيل الحياة، دون ان تجرؤ اجهزة عبد الكريم خلف على اطلاق رصاصة واحدة، ولا نسعى لبلدان مثل بريطانيا أسقطت في عامين اثنين من اقوى رؤساء الوزراء . 

منذ انطلاق احتجاجات تشرين تمارس طنيناً مضحكاً، وكأنّ رئيس الوزراء جادّ في معالجة أزمة الاحتجاجات الشعبية، حيث اصر ساستنا ومعهم القادة الامنيين على تحويل الازمة إلى عروض خطابية ، وتمّ رسم خريطة هزلية لعمليّة الإنقاذ، ونسي الجميع أنّ ألعاب السيرك لا تصنع سوى الخراب. التنمية والعدالة الاجتماعية يصنعها الوطنيون وذوو النيات الخيرة وأهل العمل البنّاء. راقصو السيرك لاهمّ لهم سوى الضحك على الجمهور والسعي الى إشغاله بألعاب مثيرة، مثل لعبة رشيد فليح مع "مصائد الدعبل" التي تسببت في خراب البصرة، وكانت وراء غياب المشاريع والتنمية ونهب ثروات واحدة من اغنى مدن العالم . مضحكات اعتبرها البعض كشفا خطيرا من عينة التصريح الذي اطلقه امس عبد الكريم خلف عندما اعلن امس ان القوات الامنية تواجه المحتجين وهي بلا سلاح. 

وإذا كان هؤلاء مصنفين أساسا في قائمة محترفي الدجل فإن الأمر يدعو للرثاء حين تجري هذه الخزعبلات على ألسنة مسؤولين أمنيين رسميين وجدوها أيضا فرصة لاطلاق القفشات، قرأت تصريح الدعبل ، وتذكرت صورة الفريق فليح نفسه حين ظهر علينا في الانبار ذات يوم وهو يفرد عضلاته أمام شاشات الفضائيات متحديا القوات الأمريكية الغازية، بعد ذلك بمدة قصيرة سيطرت عصابات داعش على الانبار، تذكرت كل هذا وغيره الكثير من التصريحات التي قال أصحابها اننا نعيش زمن الازدهار والاستقرار وان العراق اليوم أكثر تطورا من كل دول المنطقة ، واكتشفت ان مأساتنا الحقيقية هي أننا نتعامل مع كل شيء بعشوائية، نتحرك بلا أي استراتيجية أو منطق، وبلغت بنا قلة الحيلة أننا صرنا نخترع كل يوم عدوا جديدا كي نلهي الناس عن العدو الحقيقي، وصارت معظم تصريحات قادتنا الأمنيين"الدعبلية" تثير المشاكل والأخطر غضب الناس. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram