TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: حذارِ من ارتكاب هذه الجريمة

شناشيل: حذارِ من ارتكاب هذه الجريمة

نشر في: 12 نوفمبر, 2019: 08:24 م

من أجل أن يبقى قلم الكاتب الراحل عدنان حسين حاضراً في المشهد العراقي، تعيد المدى نشر بعض "شناشيله" التي سلط من خلالها الضوء على الفساد الإداري والمالي ودافع عن قيم الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية.

 عدنان حسين

لماذا يجب ويتعيّن، ولابدّ ولا مناص من، منع المشمولين بقانون العفو العام (رقم 27 لسنة 2016) وتعديلاته من الترشّح إلى الانتخابات، برلمانية كانت أم محلية؟

ينبغي أن نعرف أولاً كيف صدر هذا القانون الذي لا مثيل له في العالم من حيث طبيعة الجرائم الخطيرة التي هو يعفو مرتكبيها من العقاب المتوجّب في حقّهم.. مجلس النواب لم يشرّع القانون، لأنّ عشرات الآلاف من الناس قد تقدّموا إليه بالعرائض أو نزلوا إلى الشوارع والساحات في تظاهرات صاخبة طوّقت مبنى المجلس ومقرّ الحكومة كتلك التي حصلت في العام ذاته وفي العام الذي سبقه مطالبةً بتحقيق تعهّدات المجلس والحكومة بالإصلاح السياسي ومكافحة الفساد الإداري والمالي وتوفير الخدمات العامة. القانون كان من نتاج اجتماعات مُغلقة في المنطقة الخضراء، المعروفة شعبياً بالغبراء، بين قادة الكتل المتنفّذه في السلطة منذ 2003 ومساعديهم.

الاجتماعات تلك توافقت فيها إرادات كتل (شيعية في الغالب) لديها فاسدون كثيرون تلاحقهم هيئة النزاهة والقضاء، أو يُحاكمون أو صدرت في حقّهم أحكام عن فسادهم، وكتل (سنّية في الغالب) لديها إرهابيون يلاحقهم جهاز الادعاء العام (إنْ كان له وجود..! أعني الوجود الفاعل) أو يُحاكَمون أو قد حُكِم عليهم بالفعل عن ضلوعهم في الإرهاب مباشرة، أو مداورة بالتمويل أو التحريض أو التخطيط أو بتقديم الدعم اللوجستي.

ما توافقتْ عليه اجتماعات المنطقة الخضراء (الغبراء)، أنْ يسِنَّ مجلس النواب الذي هو مجلس الكتل المتنفّذة بالأغلبيّة الساحقة، قانوناً للعفو عن الفاسدين (الشيعة في الغالب) وعن الإرهابيين (السُنّة في الغالب).. التوافق والقانون الناجم عنه لم يكونا لوجه الله أو كرمى لعيون الشعب العراقي، فكبار الفاسدين وكبار الإرهابيين، بل حتى صغارهم، هم من عناصر هذه الكتل المتنفذة، وبعضهم من قياداتها العليا، وعمليات الفساد والإرهاب المحكومون عنها أو المتّهمون بها كانت جميعاً مُسَخّرة لخدمة مصالح هذه الكتل.

لهذه الوقائع والحيثيات والأسباب يتعيّن ويجب أن يُمنع المحكومون في قضايا الفساد والإرهاب منعاً باتّاً من الترشّح الى الانتخاب حتى لو كانوا مشمولين بأحكام قانون العفو العام، فالنيابة خدمة عامة من الصنف الممتاز للغاية، وهذه لا يؤديها على النحو الصحيح والسليم إلّا مَنْ كان نظيفاً تماماً من كل جناية وجنحة، وبخاصة المخلّة بالشرف، وجرائم الفساد والإرهاب في مقدّم الجرائم المخلّة بالشرف التي تحظر القوانين العراقية توظيف مرتكبيها في أجهزة الدولة، حتى في الوظائف الدنيا.

السماح للإرهابيين والفاسدين بالترشُّح إلى الانتخابات، وبالتالي تولّي مناصب سيادية، جريمة كبرى اجتماعية ووطنية.. إنه يعيد الاعتبار للفساد والإرهاب وللفاسدين والإرهابيين، بل هو يشجّع على المزيد من الفساد والإرهاب ويدمّر كلّ جهد لمكافحتهما ... أم إنني على خطأ وضلال؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تعطيل الدوام غداً في ذكرى النصر على داعش

الخطوط العراقية: 1523 رحلة و214 ألف مسافر خلال تشرين الثاني

العدل: تأهيل 3000 حدث خلال عامين وتحديث مناهج التدريب وفق سوق العمل

إيران تكشف لغمًا جوّيًا يصطاد الطائرات المسيّرة من السماء

هيئة الرصد تسجل 8 هزات أرضية في العراق والمناطق المجاورة خلال أسبوع

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram