إكرام زين العابدينيبدو ان لغة الحوار والتفاهم والوصول الى حد ادنى من النقاط المشتركة غابت عن رياضتنا منذ فترة وخاصة في مجال كرة القدم (اللعبة الشعبية الأولى ) وصاحبة اكبر قدر من اهتمام الشارع الرياضي وتسبب التخبط في اتخاذ بعض القرارات الى تراجع المستوى الفني لكرتنا ومنتخبنا الوطني .قرابة الثلاث سنوات مرت على انجاز أمم آسيا الذهبي 2007
الذي حققه اسود الرافدين وأصبحوا من خلاله ظاهرة رياضية غير معهودة وساهموا في رسم البسمة على وجوه العراقيين في أصعب الظروف . اليوم اقترب الاستحقاق الآسيوي من جديد وبدأ العد التنازلي للبطولة التي ستنطلق في كانون الثاني المقبل في العاصمة القطرية الدوحة ، وقرعة البطولة التي جرت قبل أسبوعين أوقعت منتخبنا في المجموعة الرابعة الى جانب منتخبات: إيران وكوريا الشمالية والإمارات .وجميع المنتخبات الآسيوية لعبت مباريات في السنوات الأخيرة أكثر من منتخبنا الوطني بسبب اشتراكها في تصفيات أمم آسيا 2011 أو دخول بعضها الآخر في منافسات الجولة الأخيرة من كأس العالم 2010 ، بينما كانت مباريات منتخبنا فقيرة ولم تتعد المباريات الأربع في العام الماضي ولم يلعب لاعبو منتخبنا في السنة الحالية أي مباراة لأسباب عدة .وللأسف مازال البعض ينظر للمنتخبات الوطنية على أنها تابعة لاتحاد كرة القدم بقيادة حسين سعيد وزملائه والذين أثيرت حولهم العديد من علامات الاستفهام ، وطالما استمر الخلاف بين الأطراف المسؤولة عن الرياضة واتحاد الكرة فان دعم المنتخب الوطني وتسمية مدرب أجنبي لقيادته لن يكونا بالسهولة المعهودة والمعمول بها في كل دول العالم .ان مهمة دفاع منتخب اسود الرافدين عن لقبه الآسيوي مهمة وطنية وهي ليست بالعملية السهلة والبسيطة ، وإنما تحتاج الى تخطيط وعمل متواصل خلال الأشهر المقبلة من الممكن ان تساهم في نجاح مهمة الحفاظ على اللقب القاري طالما كانت النوايا سليمة والإعداد جيداً والعناصر المؤهلة لتمثيل المنتخب الوطني مستعدين للدفاع عن لقبهم الغالي .مسؤولو وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم أكدوا أن تسمية مدرب لتدريب المنتخب الوطني ستتم في شهر تموز المقبل أي بعد إجراء الانتخابات المقبلة للاتحاد متناسين ان مدة الشهرين وقت طويل في مهمة إعداد منتخب يريد ان يحقق حلم أكثر من ثلاثين مليون عراقي وهو الحفاظ على اللقب الآسيوي .كنت أتمنى ان يكون هناك تفاهم ولغة حوار مشتركة بين كل الأطراف الرياضية المسؤولة عن المنتخب وبالتأكيد فإنهم كانوا سيصلون الى نتيجة مقبولة من الجميع تصل بهم للاتفاق مع المدرب الأجنبي القادر على إعداد منتخبنا لاستحقاقاته الثلاث المقبلة ( غرب آسيا السادسة وخليجي 20 ونهائيات أمم آسيا الدوحة ) لان الوقت سيدهمنا ونحتاج الى وقت طويل لكي ننهي الاجراءات الإدارية الخاصة بالمدرب وكذلك دعوة اللاعبين المحترفين الذين يتواجدون في الدوريات العربية والأجنبية .ان إصراري على أهمية التعاقد مع المدرب الأجنبي في هذه المرحلة مهم لأنه سيحضر الى بغداد ويتابع بعض مباريات الدوري المحلي ويعد قائمة أولية من لاعبينا المحترفين والمحليين وصولا الى إقامة بعض المباريات التجريبية في شهر حزيران المقبل .ولكن التعاقد لن يتحقق الا اذا خلصت النية وكان هدفها خدمة الكرة العراقية وجماهيرها العريضة .
في المرمى: اتفقنا.. ولم نتفق على المدرب !
نشر في: 5 مايو, 2010: 05:50 م