تحقيق وتصوير: إيناس طارقبعد إن كثرت المجادلات والشكوك حول أجهزة كشف المتفجرات (السونار) ومدى قلة فعاليتها في كشف السيارات المفخخة والعبوات اللاصقة وإمكانية اجتيازها السيطرات الأمنية من دون إن تكتشف، وهذا السونار غالبا ما يعمل ويشير إلى السيارات التي تحمل عطرا ومساحيق تنظيف الأمر الذي اثار الدهشة والاستغراب لدى المواطن العراقي!
فضلا عن عدم الثقة بهذه الأجهزة بعد ان كشفت وزارة الداخلية عن وجود فساد مالي وأداري في العقود المبرمة لاستيرادها، على الرغم من معرفة فشلها قبل التعاقد عليها، فارتأت وزارة الداخلية إمكانية تغيير هذه الأجهزة باستخدام الكلاب البوليسية المدربة على كشف المتفجرات،المخدرات،العبوات اللاصقة والانتحاريين، فهل سوف تجد هذه الكلاب إقبالا لدى المواطن العراقي و ما هو الفرق بينها وبين أجهزة كشف المتفجرات الحساسة (السونار)؟تساؤلاتوبالنسبة للمواطن العراقي الذي كثرت تساؤلاته هل ان هذه الكلاب هي الحل الأمثل لطول الانتظار والخلاص من السيارات المفخخة،والقضاء على كل أنواع الإرهاب وحقيقة معادلة رياضية بسيطة لجمع عدد السيطرات الأمنية المنتشرة في العاصمة فان الأمر يحتاج إلى الالف من هذه الكلاب لنشرها! فما هو الحل؟!مديرية الكلاب البوليسيةيقول العميد محمد مصحب هجر المدير العام لمديرية الكلاب البوليسية لـ(المدى):تأسست مديرية الكلاب البوليسية في العراق عام 1974 وكانت ضمن قسم تابع لعمادة كلية الشرطة وكان الغرض من إنشاء هذا القسم هو تزويد الطلاب الدارسين بمعلومات عن كيفية معاملة الكلاب البوليسية، أي أن القسم كان نظرياً فقط إما بعد سقوط النظام المقبور عام 2003 الفكرة اختلفت تماما فالقوات المتعددة الجنسية جعلت من المديرية ركيزة يعتمد عليها ومن ركائز الأمن إذا تم التعاون مع وزارة الداخلية لرفد المديرية بمدربين اختصاصيين يستطيعون القيام بالإشراف وتدريب وتأهيل منتسبين من رجال الشرطة كافة ضباطا ومفوضين.وأضاف محمد ان المقصود بالتدريب هو إمكانية جعل المرشد المرافق للكلب على قدر كاف من الانسجام والتعامل معه، فهناك أنواع مختلفة من التدريبات منها تدريب رجال الشرطة وتدريب الكلاب على الاختصاص وبمعنى أكثر وضوحا هناك كلاب يكون عملها ضمن اختصاصها مثلا كلاب كشف المتفجرات وهذه الكلاب تعمل فقط على كشف المتفجرات،كشف المخدرات أيضا هذه الكلاب لتكشف المخدرات،تميز مبرز جرمي مثل الاستدلال على المجرم من راحة جسده أو ساعة يداه أو أي شي يتعلق بشخصه وهذه تدعى بكلاب تفتيش الأشخاص، وأضاف محمد ان هناك كلابا أيضا تتدرب وتختص بتتبع إقدام و اثار المجرم.العقود المبرمةواستدرك محمد في حديثه قائلا: ان وزارة الداخلية وبالتعاون مع مديريتنا استطاعت إبرام عقد مع جنوب إفريقيا لتزويدنا 15 كلبا مدربا عام 2007 و2009 تم تزويد المديرية ب(112(كلبا بوليسيا، وهذه العقود تعتبر الوجبة الأولى لنشرها وتوزيعها على مداخل سيطرات بغداد والتي تم إنشاؤها ضمن خطة إنشاء وبناء 18 سيطرة تعتبر رئيسية، وكل سيطرة تزود ب 6(كلاب)مع طبيب بيطري عسكري وحاليا بدأ العمل ببعض تلك السيطرات منها سيطرة منطقة التاجي، وبوب الشام، سيطرة شاطئ دجلة،وفي الأسابيع القادمة سوف توزع هذه الكلاب على السيطرات الأخرى المحددة ضمن خطة عمل الوزارة الأمنية. واسترسل محمد في حديثه ان سعر الكلب الواحد ومن النوعية الجيدة والمدربة في العالم يبلغ 7000 أو 8000 دولار أمريكي، وهذا يكون حسب الشركات المتعاقد معها فهناك كلاب لا يتجاوز سعرها 5000 دولار لكنها ليست ذات كفاءة عالية في الأداء وعندما تم التعاقد مع الشركات الأجنبية لشراء الكلاب البوليسية ذهب فريق عراقي متكامل من كافة الاختصاصات لاختيارها فالأمر لم يتم عشوائيا إنما وفق شروط ومواصفات عالمية ومتعارف العمل بها في الدول الأوروبية والأمريكية، فضلا عن توفر شرط أساسي هو ان لا يتجاوز عمر الكلب عن سنة ونصف إلى سنتين فقط.انتهاء عقود الشركات الأمنية وأكد العميد محمد ان انتهاء عقود الشركات الأمنية ومن تاريخ 1/1/2009 وحتى الآن كان اكبر اختبار لجميع دوائرنا ومؤسساتنا الحكومية التي اعتمدت على نفسها في توفير الأمن وحتى بالنسبة لمديريتنا بدأت تقدم العون والمساعدة في توفير الأمن من خلال الاستعانة بالكلاب البوليسية الموجودة لدينا في حالة عقد مؤتمر او احتفالية وبأي مكان كان، نرسل وحسب طلب الوزارة فريق عمل، إلى هناك لتفتيش المكان إضافة إلى تواجد الكلاب المدربة في عدة أماكن حساسة ومهمة للدولة، وحاليا سوف نقوم بتزويد مديرية الإطفاء بعدد من الكلاب البوليسية لإمكانية المساعدة في إنقاذ أرواح المواطنين في حالة حدوث انفجارات أو حتى كوارث طبيعية.نسبة الخطأ لا تتجاوز 3% وعلق الملازم دريد مسؤول تدريب الكلاب البوليسية وكان ضمن ميدان التدريب للمدى قائلا:ان التعامل مع الكلاب المدربة والتي تسمى البوكسر في كشف المتفجرات أفضل من الأجهزة المستخدمة حاليا والمسماة السونار وذلك لان نسبة حصول خطا بحاسة الشم لدى الكلب المدرب لا تتجاوز
هل سيأتي اليوم الذي يقال ان استيرادها كان خاطئاً لأنها غير كفوءة؟
نشر في: 5 مايو, 2010: 05:59 م