اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > «البالات» استخدامها يثير الخجل وفي أوروبا ظاهرة طبيعية

«البالات» استخدامها يثير الخجل وفي أوروبا ظاهرة طبيعية

نشر في: 5 مايو, 2010: 05:59 م

وائل نعمةتصوير/ مهدي الخالديكان يشعر بالخجل حينما يقلب بيده الملابس المتناثرة على سطح العربة، وان كان الامر يستحق ذلك، فيخطفه خوف من ان يراه احد حاملا قطعة من هذا النوع وكأنه قد اقترف ذنبا ما! فيغسلها أكثر من مرة حتى يزيل الرائحة التي تعد العلامة التجارية المسجلة لملابس «البالة»،
 لكن بعد سنوات من التخفي وراء هذه الملابس، يجد أسواقا في أوروبا نسخة طبق الأصل مما موجود لدينا ولكن بتسمية أخرى تدعى بـ(سكوند هاند) حينها أدرك انه كان يبالغ في الخجل من الشراء او الوقوف عند هذه الأسواق، فأسواق «البالة  أصبحت منتشرة في بغداد وكل المحافظات حين عادت الى الحياة بفترة التسعينيات ابان الحصار،فيما كانت قد  اختفت عند نهاية الستينيات من القرن الماضي.لم الخجل؟حسن حينما زار هولندا أخذه احد الأصدقاء الى سوق لبيع المواد المستعملة، حينها تفاجأ بأن دولة متطورة ودخل الفرد فيها  يصل الى  35000 دولار سنويا،  يمكن ان يقتنوا أجهزة وملابس مستعملة، فيما لو قارن «حسن» وضع العراق الصعب وعدد الفقراء وممن هم تحت خط الفقر، وعدد العاطلين عن العمل لوجد ان من الطبيعي في مثل هكذا ظروف ان يلجأ الكثير الى سوق «البالة».يقول علاء حامد (16) عاما وهو يتجول في الباب الشرقي بين الملابس المستعملة: أسواق «البالات» تجتذب الشباب والشابات الذين يرغبون في ارتداء ملابس مستوردة لكن إمكانياتهم المادية ضعيفة لا تسمح لهم بذلك كما لا تمكنهم من شراء ملابس جديدة محلية الصنع، وعلاء يجد إحراجاً فيما لو علم احد أصدقائه بأنه يرتدي ملابس من سوق «البالة «!وفي هذه الأسواق تجد الملابس معروضة إما على صندوق من الكرتون أو على سرير حديد، ويدخل الزبون للمحل ليختار ما يناسبه، وخلافا للمحلات فإن أغلبية الباعة يفترشون ببضاعتهم على  الأرصفة الى جوار بعضهم البعض.الكاظمية والشورجةيوسف ناجي (40 عاما) صاحب محل لبيع الملابس والأحذية المستوردة المستعملة في الكاظمية يقول أن أكثر ما يقبل الشباب على شرائه من هذه البالات هي القمصان والبنطلونات الجينز ذات الماركات العالمية وخاصة القادمة من أسواق أوربا وأمريكا.وعن مصادر هذه البضاعة داخل العراق ومن أين تأتي، يوضح يوسف «من مصدرين هما سوقا الكاظمية والشورجة وتجار البالات الكبار يأتون بها  من منفذين  حدوديين هما شمال العراق  من  خلال تركيا، والمنفذ الآخر هو من جنوب العراق في محافظة البصرة وموانئها من خلال دول الخليج».أما  عن نوعية الزبائن  الذين يتجولون في أسواق البالات فهم من الفقراء والأغنياء لكن الفئة الأخيرة تختار أفضل الملابس المستعملة ذات الأسعار المرتفعة، ويضيف يوسف «لدي زبائن  خاصون احجز لهم بعض الملابس والحقائب والأحذية كلما جاءت لي شحنة بالة جديدة».وعن أسعار البالات فهي ككل البضائع فيها الرخيص جدا وفيه الغالي نسبيا، وتبدأ أسعار ملابس البالات من الدولار وتصل إلي 20 دولارا، وكذلك الأحذية والحقائب وقد يصل ما تم استخدامه استخداما خفيفا إلي 30 دولاراً.ويضيف يوسف: تتراوح أسعار الملابس الصيفية من دولار واحد إلى خمسة دولارات وتصل أسعار بعض الملابس الفاخرة التي تشهد إقبالا من زبائن معينين إلى 20 دولاراً، أما أسعار المعاطف الشتوية والقمصان الجلدية فتتراوح أسعارها بين خمسة دولارات وصولا إلى 40 دولاراً»، ويضيف أن «هناك معاطف وملابس شتوية وصيفية غير مستعملة، لكنها تندرج ضمن المستعمل».ويشير البائع إلى أنه «أثناء فتح و فرز البالة يتم تحديدها في مستويات حسب نوعيتها وجودتها ودرجة استهلاكها (قطنية، جلدية، ألعاب، صوف، بياضات، ملابس داخلية، وغيرها)، وتتم عملية الفرز في بيوت خاصة بعيدة عن محل العرض والبيع، وكثيراً ما توجد قطع ثمينة وعالية الجودة ونادرة لا مثيل لها في المجموعة وهنا يتم تخصيصها لزبائن معينين».ويرى البائع ان «البالة ملابس كانت أم أحذية أم ألعاباً لا يهم، المهم أن أسعارها مناسبة لصغار الكسبة ومحدودي الدخل، ويذهب الجيد والمميز منها لزبائنها المميزين من ذوي الدخل الميسور الذين يحبون التميز والتفرد في نوعية لباسهم»، ويختتم حديثه بالقول إن البالة تنافس بقوة أسواق الملابس الجديدة الجاهزة، خصوصا فيما يتعلق بالملابس الجلدية والقطنية وكذلك الألعاب.أفضل من الصينيالحاج أبو علي  (تاجر جملة) في سوق الشورجة يذكر إن سوق البالات قد انخفضت أسعاره بسبب الملابس الصينية الرخيصة، ومثال على ذلك البنطلون (الجينز) الرجالي كان يباع في سوق البالات بـ(25) ألف دينار والآن بـ(7) آلاف دينار، وقد تم استيراده بكثرة في السوق وسعره رخيص جداً في سوق الملابس الجديدة الصينية المنشأ، وبالرغم من ذلك فإن التجار يستوردون هذه البضاعة وذلك للتسهيلات الكمركية الكثيرة إضافة إلى التسهيلات الحدودية، وكذلك تباين رسوم الكمارك المفروضة عليها سابقاً فقد انخفضت ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram