TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مصارحة حرة: سلام الرافدين للسويلم

مصارحة حرة: سلام الرافدين للسويلم

نشر في: 19 نوفمبر, 2019: 08:08 م

 إياد الصالحي

أهتمّت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الأخيرين بمقطع فيديو للزميل محمد السويلم الناقد الرياضي والمحلل في قناة 24 الرياضية السعودية

حيث خصّ العراق بحديث مؤثر ينسابُ منه الشعور بكلماته التامّة فخراً واعتزازاً وانبهاراً بالعراق في مرحلة تاريخية مهمة تزامنت معها تحدّياته الكبيرة في جبهات عدة ، أعطى أبناؤه الدروس في كل مكان ، كروياً في ملعب تصفيات مونديال 2022 في عمّان ، وإنسانياً في ساحة التحرير ببغداد منذ أربعة اسابيع ، قالوا من خلالها للعالم لا حياة تستحق أن نعيشها دون حقوق مكتسبة بالهمّ والألم .. والدم ، وإرادة جبّارة لا يُعجزها اليأس من بزوغ شمس الأمل. 

يقول السويلم في حديثه للقناة "كل الفخر أن نتكلم عن شعب عظيم .. شعب يمتلك الإرادة ، إذ سبق أن حقق العراق بطولة آسيا عام 2007 أيام الحرب ، ونتكلم عنه اليوم وهو يواجه مشاكل واضطرابات وتظاهرات ، ومع ذلك هو موجود في التصفيات المونديالية بهذه الروح والفاعلية . حقيقة شعب استثنائي .. شعب يعشق التحدي ، وأمام مَن .. إيران؟!! كأنه يعطيها درس من خلال كرة القدم ويقول أنا العراقي .. ألف تحية لهذا الشعب ، ولهذا الفريق ولهذه الروح ولهذه القلوب .. فعلاً أنهم أسود الرافدين ، والله العظيم لو استمرُ بالقول في حقّهم الى يوم غد (ما كفيت) حقهم . أنظر يا عبدالله للمواقف التي يفعلها العراقيون في التظاهرات .. سأعطيك مثالاً تعتزُّ من خلاله بالمرأة العربية وتصفّق لها .. حُرمة تعاني الفُقر وتريد أن تأخذ حقّ معيشتها بالحلال وتبيع مناديل ورقية ، ماذا فعلت؟ راحت توزّعها مجّاناً على المتظاهرين برغم حاجتها للمال ، كل ذلك من أجل العراق . والله إنك تعجزُ أن تصف هذه الروح . وأقول الحمد لله .. العراقي يترجمها الآن ، ولكنها موجودة في جسد كل عربي لا يُعاني الانهزامية . قُبلة مني أنا محمد السويلم على جبين كل عراقي جعل العراق أولاً . أن تأتي في مباراة وتقدّم نفسك بينما جيرانك وإخوانك واصدقاءك يُقتلون في العراق؟ أنا اتحدث عن العراق لأنني أشاهد أخباره كل يوم عبر قناة 24 والقنوات الأخرى ، ولكن ليس مثل ما يتعرّضون له في الداخل ، ومع ذلك أحييهم ، وثق يا عبدالله مثلما أثق تماماً أن العراق سيعود .. تعرف لماذا؟ لأنه يمتلك قلوب أسود .. نعم أسود قادرون أن يُعيدوا العراق عمّا كان عليه .. وأفضل".

أنتهى حديث السويلم ، ويحقُ لنا أن نفخر بشبابنا الأبطال الذين جعلوا من ساحات التظاهرات دروساً تتعلّم منها الشعوب وتُغبطْ لصورها الإنسانية والبسالة في التضحية والشهامة بمبادرات تسمو معها قيمة الانتماء للعراق. يحق لنا أن نفخر بأسود الرافدين على ما بذلوه من جهود جبّارة جعلوا اسم وطنهم يتردّد على كل الألسنة بعد الملحمة الكروية الرائعة أمام إيران وسط ضغوط اجتماعية تعانيها أسرهم حالها حال ملايين العراقيين المتلاحمين مع ثورة أبطال تشرين الاصلاحية والذين لن يغادروا ساحات الاعتصام والاحتجاج حتى ينالوا حقوقهم المشروعة كاملة.

سلام من أرض الرافدين للزميل العربي السعودي محمد السويلم ، وقبلة على جبينه الطاهر الذي تعرّق حماسة ولهفة ومروءة مع أفعال العراقيين الولاّدة للنصر من رحم المحن ، فقد أشْرحَ صدورنا بقوله النبيل المعبّر عن تربية وطنية ومهنية تليق بقامات الإعلام الرياضي العربي الذي يزهو بأمثاله ممن يكتبون بحبر الكرامة الإنسانية لإنصاف قضايا الأمة ويطلقون ألسنتهم ليشهدوا بالحق عن مفاخر عربية تستلهم منها الدروس لتنشئة الأجيال وصناعة الأبطال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram