TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: حتى حماس لا نشبهُها!

شناشيل: حتى حماس لا نشبهُها!

نشر في: 19 نوفمبر, 2019: 09:33 م

من أجل أن يبقى قلم الكاتب الراحل عدنان حسين حاضراً في المشهد العراقي، تعيد المدى نشر بعض "شناشيله" التي سلط من خلالها الضوء على الفساد الإداري والمالي ودافع عن قيم الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية.

 عدنان حسين

لم تكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية تنظيماً سياسياً محترماً، أقله بسبب ما أحدثته من انقسام سياسي واجتماعي كبير وحادّ على الساحة الفلسطينية في مرحلة تاريخية حسّاسة للغاية.
عندما انقلبت حماس على السلطة الوطنية الفلسطينية واختطفت قطاع غزة مقيمةً فيه سلطتها المفروضة بقوة السلاح في العام 2007، كانت السلطة الفلسطينية تحظى بتأييد إقليمي ودولي كبير دعماً للحقوق الفلسطينية، وبينها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. اختطاف قطاع غزة بدّد الكثير ممّا كان في رصيد السلطة الفلسطينية على هذا الصعيد. كان عمل حماس من حيث نتائجه شديد الشبه بمغامرة صدام حسين الخرقاء بغزو الكويت في العام 1990، وهو العمل الذي أقرّ الفلسطينيون وسواهم لاحقاً بأنّ عواقبه على نضال الشعب الفلسطيني كانت كارثية.
بعناد تامّ تمسّكت حماس بالقطاع وبحكومتها فيه سبع سنوات، ولمّا أدركت متأخراً أنّ الأفق أمامها مسدود، خصوصاً بعد السقوط المدوّي لحكم الإخوان المسلمين في مصر، اضطرت إلى التفاوض مع السلطة الفلسطينية والقبول بتشكيل حكومة التوافق (نيسان 2014) التي لم تستطع مدّ نفوذها إلى القطاع بسبب ما وضعته حماس من عقبات. وفي مطلع العام الحالي شكّلت حماس ما يشبه الحكومة "لجنة إدارية" لإدارة القطاع، فشلت هي الأخرى، كما حكومة حماس، في تأمين الخدمات الأساس والمستوى الأدنى للعيش الكريم لسكان القطاع.
بعدها بمدة أعلنت حماس عن حلّ هذه اللجنة، ودعت حكومة التوافق إلى بسط سلطتها في القطاع. جاء هذا بعد مؤتمر لحماس أحدث تغييراً كبيراً في قيادة الحركة أزيح فيه العديد من رموز التطرف من الحرس القديم لتحلّ محلّهم قيادات شابّة.
الإجراء الأخير ليس مجرّد اعتراف بالخطأ الذي ارتكبته الحركة قبل عشر سنوات، فهو عودة عن الخطأ، وهذا بالذات ما يبعث على احترام الحركة بقيادتها الجديدة.. الكيان الذي يعترف بخطئه ويعود عنه، تغليباً للمصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية، هو كيان محترم بالتأكيد.
هنا في العراق تجربة الحكم التي صار عمرها نحو 14 سنة، وكانت فيها لقوى الإسلام السياسي الغلبة والطغيان، وصلنا إلى نتيجة مماثلة، بل أكثر سوءاً، لما حصل في قطاع غزة، فقد فشلت القوى الحاكمة في تحقيق ما وعدت به الناس.. الفشل ذريع وصارخ إلى درجة أنّ أصحابه في معظمهم يعترفون به في العلن كما في السرّ، لكنهم لا يريدون أن يتحلّوا بشجاعة العودة عن أخطائهم التي قادت إلى هذا الفشل. يريدون لكل شيء أن يبقى على حاله. حتى الإصلاحات التي تعهدت بها حكومتهم وبرلمانهم قبل أكثر من سنتين أمست الآن في مهبّ الريح، لا أثر لها حتى على الورق.
حتى إلى مستوى حركة حماس لا تريد قوى الإسلام السياسي لدينا أن ترتقي.. في أي درك هي إذن؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تعطيل الدوام غداً في ذكرى النصر على داعش

الخطوط العراقية: 1523 رحلة و214 ألف مسافر خلال تشرين الثاني

العدل: تأهيل 3000 حدث خلال عامين وتحديث مناهج التدريب وفق سوق العمل

إيران تكشف لغمًا جوّيًا يصطاد الطائرات المسيّرة من السماء

هيئة الرصد تسجل 8 هزات أرضية في العراق والمناطق المجاورة خلال أسبوع

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

 علي حسين في السبعينيات سحرنا صوت مطرب ضرير اسمه الشيخ امام يغني قصائد شاعر العامية المصري احمد فؤاد نجم ولازالت هذه الاغاني تشكل جزءا من الذاكرة الوطنية للمثقفين العرب، كما أنها تعد وثيقة...
علي حسين

زيارة البابا لتركيا: مكاسب أردوغان السياسية وفرص العراق الضائعة

سعد سلوم بدأ البابا ليو الرابع عشر أول رحلة خارجية له منذ انتخابه بزيارة تركيا، في خطوة رمزية ودبلوماسية تهدف إلى تعزيز الحوار بين المسلمين والمسيحيين، وتعزيز التعاون مع الطوائف المسيحية المختلفة. جاءت الزيارة...
سعد سلّوم

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

احمد حسن تجربة الحكم في العراق ما بعد عام 2003 صارت تتكشف يوميا مأساة انتقال نموذج مؤسسات الدولة التي كانت تتغذى على فكرة العمومية والتشاركية ومركزية الخدمات إلى كيان سياسي هزيل وضيف يتماهى مع...
احمد حسن

الموسيقى والغناء… ذاكرة الشعوب وصوت تطوّرها

عصام الياسري تُعدّ الموسيقى واحدة من أقدم اللغات التي ابتكرها الإنسان للتعبير عن ذاته وعن الجماعة التي ينتمي إليها. فمنذ فجر التاريخ، كانت الإيقاعات الأولى تصاحب طقوس الحياة: في العمل، في الاحتفالات، في الحروب،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram