TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ثلاثي الفخامات وكأس الاستقالة !

العمود الثامن: ثلاثي الفخامات وكأس الاستقالة !

نشر في: 23 نوفمبر, 2019: 09:43 م

 علي حسين

ما هو الفارق بين ثلاثي "الفخامات" برهم صالح، عادل عبد المهدي، ومحمد الحلبوسي؟ .. الثلاثة يعيشون واقعا افتراضيا، لكن الفارق أن عادل عبد المهدي وحده من بين الثلاثة من يمكن أن نقول وبوضوح إنه يعيش حالة إنكار.

الثلاثة لا يريدون لك أن تسأل عن مصير المخطوفين، ومن خطفهم، ومتى سيُقدم الخاطفون للعدالة، كأن هذا ليس من شأنك كمواطن، أو على الأقل بحجة أن هذه أسرار أمن قومي لا يعرفها إلا مستشار الأمن الوطني وأقاربه ومقربيه ، ولا يجوز أن تكون أخبارها وأسرارها مشاعا متداولا في وسائل الإعلام، ثم يعقب ذلك بدروس عن حماية أمن البلاد. 

لا يريدون لك أن تسأل عن قضية مقتل 350 متظاهرا، من قتلهم؟ ، وماذا فعلت الدولة للثأر لهم، ولماذا لم تعلن نتائج التحقيقات رغم أن القضاء صدع رؤوسنا بالشفافية وحكم القانون ؟ ، هذه أيضا أسرار وأمن وطني.

بشماعة الأمن الوطني يريد ثلاثي "الفخامة" منعك من حق السؤال والمعرفة، وفى الوقت نفسك يلومونك على تصديق مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات، ويصل الأمر بتابعهم عبد الكريم خلف أن يسفّه موت الشباب ويصف قتلهم بالخيال، دون أن يخرج عليك أحد في هذه الدولة ليقول لك أين هو كلام العقل ؟ .

تخوض البلدان حروبا شرسة من اجل التنمية والمستقبل ، وعندما يقع خطأ بسيط ، فان الدولة باكملها تقدم اعتذارها .

يريدونك أن لا تسأل.. وأن لا تحاول أن تعرف.. وأن لا تصدق الأخبار والتقارير المطروحة حول تورط هذا وتواطؤ هؤلاء، ولا يريدون تقديم إجابات لأسئلتك، يصادرون حقك في معرفة الحقيقة بدواع الحفاظ على الأمن، وبشماعة " بعبع " لبعث.

يقولون لك إن الخروج على الحكومة والنظام السياسي انقلاب على الشرعية الدستورية .. ولا يدركون أن الشعوب لا تنقلب، بل هي تثور وتنتفض، وأن تظاهراتها وتحركاتها هي الشرعية وما عداها مجرد زيف. 

يتهمونك بالشغب والتمرد على النظام.. وينسون أن هذا النظام فقد شرعيته السياسية، عجز عن أن يكون نظاما عادلا لكل العراقيين، خرّب الوطن وأجج الطائفية.. وأصر على أن يجعل من البرلمان والحكومة مصنعا للأكاذيب والانتهازية واللصوصية. 

خروج الشعب لا يمكن تسميته بانقلاب، لأنه محاولة لتعديل الأمور، وإسقاط الحكومة والانتخابات المبكرة بقانون انتخاب جديد مطلب شرعي، يتوافق مع شرعية أي نظام ديمقراطي أو دستوري، وفيه حل آمن لجميع العراقيين.

هل كل هذا الموت والخراب ثمن كاف لأن يبقى أصحاب الفخامات جالسين على أنفاس الناس؟، وهل وَقْف القتل والموت اليومي ليس هدفاً يستحق أن يتجرع من أجله عادل عبد المهدي وبرهم صالح ومحمد الحلبوسي دواء الاستقالة والاعتزال السياسي المرّ؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram