علي حسين
حاولتُ أن أفهم وأنا اشاهد فديو الناشط المدني في كربلاء حسن البناء الذي تم اختطافه في وضح النهار من قبل الأجهزة الأمنية ، لماذا لم تثر ثائرة الأجهزة الرسمية؟،
وأين كان المحافظ "المؤمن" نصيف الخطابي، الذي " لطم الخدود وشق الجيوب " عندما ظهرت فتاة تعزف الموسيقى في ملعب كربلاء؟ ، سيضحك البعض من جنابي ، ويقول يارجل كيف تطلب من محافظ كربلاء أن يدين عملية إرهابية ضد مواطن اعزل ، وهو الذي خرج على الناس يقول إن فيديوات قتل المتظاهرين مفبركة؟، ولهذا لا تسأل عزيزي القارئ عن أسماء وعناوين الذين يخطفون الشباب ويعذبونهم، ويطلقون على رؤوسهم الرصاص الحي.. لأنّ هناك " خطوط حمراء " كثيرة لا يمكن الاقتراب منها.
هل تصدقون مثلا أنّ القضاء العراقي الذي غرّم جواد الشهيلي " 200 دينار عداً ونقداً، ورفض أن يفتح ملفّ صلاح عبد الرزاق، وغضّ البصر عن ماجد النصراوي ، يمكن أن يصدر حكماً بإدانة محافظ كربلاء باعتباره شريكا في جريمة تعذيب شباب التظاهرات ووضعهم في ثلاجات كبيرة " هيهات" قالها قبلي رئيس مجلس البرلمان محمد الحلبوسي الذي لم يرف له جفن لموت مئات المتظاهرين، لكنه لم ينم ليله ولا نهاره ، لأن أبو مازن اعتقل ووضع في مضيف مركز شرطة كرادة مريم، حيث أصر الحلبوسي على أن ينام في المركز إلى جانب حبيبه وصاحب الفضل الأول في وضعه على كرسي رئاسة البرلمان.. وقبل هذا أرسل رئيس مجلسنا الموقر كتابا "فاسدا" إلى القضاء، يطالبه بإطلاق سراح أبو مازن، فالاقتراب منه ”جريمة لا تُغتفر“، ولهذا بشّرنا مجلس القضاء مشكوراً بأنّ "البزوني أُفرج عنه، بقرار قضائي لأنه مواطن يمتاز بدرجة عالية من النزاهة والشرف".
منذ سنوات وهذا الشعب الجاحد، يعتدي على حقوق نوري المالكي في البقاء على كرسي السلطة إلى أبد الآبدين، ويرفض أن يُمنح أسامة النجيفي وسام الرافدين لجهوده في تحرير الموصل، ويسخر من الاستعانة بحنان الفتلاوي في مكتب رئيس الوزراء ويحسدها على شرائها "بمالها الحر" قناة آسيا، وتجده، وأعني الشعب، يولول ويتبرّم كلما قيل له إن حسين الشهرستاني وضع العراق في مصاف الدول الأولى في إنتاج الطاقة، وأن الخطط الأمنية التي كان يضعها عدنان الأسدي تدرّس اليوم في أكاديمية ساندهيرست العسكرية البريطانية، وأخذت الألسن تلوك في سيرة أحمد الجبوري "أبو مازن" المسكون بالزعامة ، لأنه أشرف على شراء منصب رئيس مجلس النواب، وبالتالي قدّم خدمة جليلة إلى هذا الشعب الذي لا يريد أن يحمد الله على نعمة محمد الحلبوسي.
ولهذا أجد نفسي متعاطفاً مع ساستنا " الميامين " وهم يجدون أنفسهم حائرين بين الولاء لطهران وأنقرة ، وبين بطرهذا الشعب الذي يشاهد مباريات كرة القدم في ساحات الاحتجاج .