TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مرحلة عبد المهدي الأتاتوركية

العمود الثامن: مرحلة عبد المهدي الأتاتوركية

نشر في: 27 نوفمبر, 2019: 10:10 م

 علي حسين

لعلّ أسوأ ما يحدث للكاتب من أمثال جنابي، أن لا يجد موضوعا يملأ به هذه المساحة سوى الحديث عن مستشارة التوازن حنان الفتلاوي التي كنا نعتقد أن المنصب سيهذب ألفاضها،

فاذا بها لا تزال تضرب الأمثال "التوازنية" وهذه المرة بضرورة أن يرسب سبعة طلاب من السنة مقابل رسوب سبعة طلاب من الشيعة شاركوا في الاحتجاجات ، فيما يحاصرني كل يوم عادل عبد المهدي بخطاباته التي تثبت يوما بعد آخر أن الرجل يعيش في كوكب آخر.. فهل يعقل أن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة يقول: " إن أي اعتقال يعد جريمة " .. ماذا يحصل لنا نحن معشر الكتاب عندما نرى العالم يتغير بين ليلة وضحاها، بينما نحن منشغلون بتغريدات "البلبل الفتان" عبد الكريم خلف الذي قرّرَ أن يطرد شباب التظاهرات إلى خارج العراق ؟ ، ماذا نفعل عندما يتباهى مكتب رئيس الوزراء بمكالمة هاتفية من مستبد مثل أردوغان يحيي فيها الروح الديمقراطية عند عادل عبد المهدي ؟ .. تخيل اردوغان الذي يعتقل أكثر من 160 ألف مواطن لمجرد الشكّ في أنهم لا يحبونه ويطرد عشرات الآلاف من وظائفهم لأنهم يقفون بالضد من قراراته القرقوشية.. والرئيس التركي الذي يُظهر تعاطفاً معلناً مع عادل عبد المهدي، هو أكثر من أرسل للعراق أفواجا من الدواعش ، وأيضاً لا تزال قواته تحتل أرضا عراقية ، ولعل المثير أن مكالمة رجب طيب أردوغان جاءت في وقت كانت فيه الحكومة العراقية تقوم بأداء مشاهد مثيرة لاقتحام وإغلاق عدد من القنوات الفضائية.. وتحذير قنوات ووسائل إعلام، في دراما من النوع الكوميدي.

في كل يوم يخرج علينا عادل عبد المهدي بخطاب رومانسي عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وما أن ينتهي خطابه حتى تبدأ قوات مكافحة الشعب بالهجوم على المتظاهرين وحرق خيمهم.. ليعود رئيس الوزراء في اليوم التالي يتباكى على الحريات التي يحاصرها الطرف الثالث، مع إظهار عين الأمن الحمراء في وجه كل من تسول له نفسه رصد الأحداث ومتابعة مايجري من انتهاكات وجرائم، من أجل أن تبقى وسائل الإعلام منتمية بالكلية إلى شبكة الإعلام الحكومي، حيث لا صوت يعلو فوق صوت المسؤول.

تتفاقم كل يوم تفاقم حالة القهر وانتهاك الكرامة والتي ستزيد من نار الانتفاضة الشبابية ، إذ لا حاجة إلى الانتفاضة والاحتجاج إذا كان الإنسان يجد رغيف الخبز ومستشفى يليق بالبشر وتعليم ، ويحصل على حقه كاملًا.

من هنا، يبدو عجيبًا الحديث عن النظام والخوف من سقوطه ، في وقت بلغ القمع فيه مستوياتٍ مخيفةً وغير مسبوقة، وهنا السؤال: إذا لم ينفجر الناس على هذه الأوضاع، فمتى يثورون ويغضبون؟ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. ابو طبر المنتفجي

    اتركوا الرجل ليتفرغ لكتابة تجربته في الحكم بالغازات و القناصين

  2. احمد عبد الرزاق شكارة

    صدقت نعم ان الاعتداء على كرامة الانسان ليست ولن تكون مقبولة ابدا هي خط احمر يجب عدم تجاوزه لان في ذلك خرق لحقوق الانسان وحرياته الاساسية مع كل التداعيات المتوقعة مايعني ضرورة إدراك دروس التاريخ لأهميتها المستدامة

  3. د مهند البياتي

    احسنت بلظم الفتلاوي وخلف وعبد المهدي بخيط اردوغان وكنوا يحتاجون لسليماني لاستكمال المسبحة الصغيرة، جميعا سيكتسحهم مد الغاضبين من قلة الخدمات وعدم توفر لقمة العيش الكريمة وسقف يؤويهم وطبابة تعالجهم ومدرسة تعلم ابنائهم

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram