TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات ..خيمة العراق

كردستانيات ..خيمة العراق

نشر في: 5 مايو, 2010: 06:26 م

وديع غزوانفي اطار مخطط اجرامي كبير وضع في رأس اولوياته عدم استقرار الاوضاع في العراق , ارتكب الارهابيون جريمة مروعة آخرى بحق اعزائنا من الطلبة المسيحيين وهم يتوجهون الى جامعة الموصل , لتضاف الى سلسلة جرائمهم بحق العراقيين كافة ومن مختلف المكونات .
وليس من قبيل التخويف القول ان هذه الجريمة لن تكون الاخيرة مثلما لم تكن الاولى , حيث يعترف الجميع ويقر بان جرائم استهداف المسيحيين , وبشكل خاص في محافظة نينوى يصب في مصلحة اطراف لاتريد تحقيق الاستقرار في هذه المدينة التي تعايش اهلها ومنذ اقدم الازمنة على قيم المحبة واحترام الآخر,وقد قدم العراقيون من سكنة الموصل  , العربي منهم والكردي , المسيحي والمسلم والايزيدي , في كل المراحل تضحيات جسيمة في معارك الاستقلال والحرية , وساهموا جميعاً في صنع حضارته . ما نقوله ليس كلاماً انشائياً , بل واقعاً يعرفه القاصي والداني , لذلك فرغم  مخططات الترويع الشيطانية التي مورست بحق المكونات العراقية كافة دون استثناء , باتجاه تمزيق نسيج مجتمعنا الموحد , فان الاغلبية اكدت اصالة انتمائها للوطن وآثرت صد جرائم الارهابيين من خلال خيار التمسك بالبقاء في موطن الآباء والاجداد.صحيح ان نصيب الاخوة المسيحيين من هذه الهجمات خاصة في الموصل كان الاعنف والاشد من سواهم , لكن بشكل عام فقد تحمل العراقيون جميعاً   وزر اخطاء غيرهم من اعداء العراق , غير انهم ظلوا صابرين متسامين على جراحهم لبناء الوطن وتضميد جراحه  . قد يهاجرالبعض منهم مضطراً لكنه حتى في غربته لايستظل الا بفيء العراق وتحت خيمته  .. هذا هو العراقي مسلمه ومسيحيه كرديه وعربيه  لايرضى  بغير خيمة العراق وتربته , وهذا هو مصدر قوته التي افزعت اعداءه اكثروجعلتهم يسدرون في غيهم يمنون انفسهم بالمستحيل .ولكن أليس من رادع لهؤلاء المجرمين ؟ والى متى يستمر  مسلسل الارهاب هذابحق المسيحيين وسواهم؟ لسنا هنا في محل إلقاء اللوم على جهة ولكن لابد من وقفة جادة وعمل اكثر دقة باتجاه الكشف عن خيوط هذه الجريمة وغيرها والانطلاق من دعوة رئاسة إقليم كردستان ( القوى الفاعلة وجميع المؤسسات المعنية في نينوى الى العمل بجد اكثر ومثابرة اكبر لملاحقة الارهابيين والمجرمين للحيلولة دون تكرار حدوث مثل هذه التفجيرات والهجمات الارهابية . )ونحسب ان الرد المناسب يكون اولاً بارتقاء اداء بعض سياسيينا والتوجه بصدق وايمان لبناء واعمار وطن اكثر ما اتعبته وهدته معاول هدم من شرب من مائه واكل زاده , فاتقوا الله في العراق وتوحدوا كما هوشعبه .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram