إياد الصالحي
زلزال بقياس مهارة العلاءين (عباس وعبدالزهرة) هزّ مدرجات ملعب خليفة الدولي بهدفين ولا أروع مساء أول أمس الجمعة طرد نحس الإمارات بعد تسع سنوات من التراجع العراقي المؤلم
نتيجة متغيّرات طواقم التدريب وأزمات الاتحاد التي ألقت بظِلالها على سوء إعداد الأسود ، ففي خليجي 2010 تعادلنا سلبياً بعدما أضاع يونس محمود ركلة جزاء ، وفي 2013 خسرنا (1-2) وفي بطولة 2014 تكررت الهزيمة (0-2) وفي نسخة الكويت 2017 تعادلنا سلبياً في النصف نهائي قبل أن يحسم الابيض الموقعة عبر ركلات الجزاء (2-4) بعدما أهدر علاء عبدالزهرة وهمام طارق ركلتيهما.
فوز فني ومعنوي يعني الكثير للمنتخب وهو يضع أول قدم بين المنتخبات في مربع الكأس الساخنة بانتظار رفيقه الثاني ، إما القطري الذي تزوّد بدافعيّة سداسية قستْ على اليمن وعدّلتْ من توازنه استعداداً للقاء المصيري مع الإمارات الرفيق الثاني للعراق في حالة فوزه بأية نتيجة على العنابي كون الأخير خسر جولة الافتتاح ، وبذلك ستشهد البطولة يوم غد أول مرة إقامة أربع مباريات في يوم واحد في تاريخها لحسم الجولة الاخيرة من دور المجموعات وتسمية أول وثاني المجموعتين نظراً لحساسية الفارق في الاهداف والنقاط ، ما يعني المزيد من الإثارة طمعاً بمقعد في نصف النهائي المكنون بالأسرار الكروية المفاجِئة لمراقبي البطولة الأشهر في المنطقة.
ووصلاً بإرث بطولة الخليج التي كانت مدار حديث المؤتمر العام لرؤساء اتحادات الكأس الخليجية الخميس الماضي ، شعرتُ بالغبطة حقاً وأنا أتابع تصريحات نائب رئيس الاتحاد الخليجي لكرة القدم جاسم الشكيلي بشأن سعي الاتحاد لاستكمال متطلّبات تضمين البطولة في أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم في المرحلة المقبلة بصورة أكثر حماسة من السابق ، عطفاً على وعده أمام جميع الزملاء ممن حضروا المؤتمر الصحفي في فندق كمبينسكي يوم 23 تشرين الأول الماضي هنا بالدوحة ردّاً على "السؤال الشكوى" الذي وجّهته له عن ماهية الأسباب التي أدّت إلى إخفاق الاتحاد الخليجي منذ 49 عاماً على تنظيم لوائح خاصة تمنع غياب أو مقاطعة أي منتخب تحت أي ظرف سياسي أم غيره ؟ محفزّاً أيّاه وأخوته في الاتحاد بأن نظرة الفيفا لبطولة الخليج وهي تستقر بمواعيدها وما يحققه نشاطها التسويقي من دعم كبير للمنتخبات وارتفاع المستوى الفني بموجب تقارير مهنية نزيهة ، ستدفعه للمسارعة بكل تأكيد لاعتمادها ، وها هو الاتحاد يشمّر عن ساعديه لتحقيق الهدف الدولي.
إذا كان للفن دور في التأثير على المجتمع الكروي من خلال مساهمة الفنانين في دعم اللعبة بكل ما أوتوا من امكانيات ، فإن الفنان القطري غانم السليطي سرق كل الأضواء ليس في حفل افتتاح البطولة الحالية عندما ردّد كلمات ( أنا أبوي قطري ، مولود في البحرين ، أمي من الشارقة ، جدّتي من السعودية ، وهلي في عُمان ، وعيال عمي في الكويت ، وأدري جذوري من اليمن .. وأتنفس العراق مع كل نسمة ) وإنما شرّف الكرة العراقية بمقولة مهمة في برنامج المجلس من قناة الكاس القطرية أول أمس الجمعة "إن حماسة اللاعب العراقي لو وزّعت على جميع المنتخبات الخليجية فأنا على يقين أنها ستهزم كل فرق العالم" أي فخر أكثر من ذلك ، أنه السلاح الأمضى الذي قهر به أسود الرافدين أزمات البلاد الخانقة من أجل أن لا يخيّبوا آمال 40 مليون عراقي يرفعون العقال للسليطي عرفاناً بزهوه ومحبته وانتمائه المشرَئبّ للأفق العربي الواحد وحقوق الذود عن سمعة الأبطال في كل مكان.
والدفاع عن قيمة الوجود العربي على خارطة التحديات ، لا يختلف عن حماية عرائن المنتخبات ، مثلما يقف الحارس العُماني فايز الرشيدي في مقدمة حراس البطولة بنباهته وبسالته وثقته الكبيرة في الدفاع عن لقب الحارس الأفضل في خليجي 23 ، قدّم أمام البحرين فدائية مُبهرة تدعونا لقول منصف بأنه ماضٍ لانتزاع اللقب الثاني إذا ما حافظ على مستواه ، وثمّة أمر لا بد من مراعاته ، فالرشيدي دخل التاريخ من بوابة الكويت قبل عامين ومن غير المناسب أن يطرق الإعلام بابه كل مرّة مستفسراً منه عن النصائح التي يقدمها له سلفه علي الحبسي مع أنه كان احتياطاً له في بطولات 20و21و22 ، أثبت اليوم حضوره ونال زعامة الحراس العُمانيين ليُعِّلم ويُدرِّس ويُقتدى به.
عتمة - كاتانيتش ممتعض في أوج الفرح العراقي بالفوز على الإمارات بسبب "عدم مشاهدة الشخصية القوية للمنتخب"! على حد قوله ، وقبل مواجهة اليمن غداً ، قاد مدرب منتخبنا في 26 مباراة بين رسمية وودية ، فاز في 14 وتعادل 8 مرات وخسر أربع مباريات ، وتصوّروا هذه النتائج حققها مع منتخب الإمارات خلال سنتين (2009-2011)! لذا تبقى شخصية الأسود هي الأقوى مُذ عرفوا الكرة ولا عزاء لمن استحوذ ضعف القرار الفني على إرادته ليكون قوياً مع أسودنا.