TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: سيدة الناصرية وتخاريف الصغير

العمود الثامن: سيدة الناصرية وتخاريف الصغير

نشر في: 30 نوفمبر, 2019: 10:25 م

 علي حسين

منذ أن اختفى"الببغاء" عبد الكريم خلف، لم نعثر على مشهد كوميدي يريح النفس، حتى ظهر أمس مكتشف "النستلة" جلال الدين الصغير،

وهو يسخر من سيدة من ذي قار، جريمتها الوحيدة أنها طلبت من أشقاء لها بالوطن في الأنبار أن يمدوا يد العون لإخوتهم في الناصرية، وذكرتهم بأن أهالي الجنوب وقفوا وقفة رجل واحد في الدفاع عن الأنبار والموصل وصلاح الدين لتحرير مدنهم من عصابات داعش.. الصغير وكعادته تعامل بطائفيّة مع الأمر، متهما السيدة بأنها تريد أن تحرض الناس من أجل أن يقتحموا السجن لأن لديها إخوان دواعش معتقلين.. أما مثقفو الطائفية والبعض منهم أساتذة جامعة فقد نسجوا قصة خيالية عن المرأة التي غيرت اسمها من أجل أن تنقذ زوجها الداعشي المحكوم في سجن الناصرية، خيال عظيم، كان يمكن أن يصنع منهم روائيين ينافسون المرحوم ماركيز في قصصه العجيبة، هل هناك تفسير معقول لهذا الانحطاط "النخبوي" الذي يظهر في صفحات البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، قد نعذر جلال الدين الصغير الذي يحاول دائما الاندماج في الأدوار الكوميدية، إلّا أنّ المثير هو الأدوار التي تخرج عن الخط الكوميدي لتذهب باتجاه المأساة.

المؤسف، دائماً، أنّ البعض ينسى، أو يجهل، في خضمّ الحماسة لهذا الحزب أو الدفاع عن هذه الطائفة أو الولاء لهذا الزعيم، مصير بلد بأكمله عانى ويعاني من "هلوسات" السياسيين، بعض المعلّقين سيظنّون أنني من المرحّبين بالعقوبات الأميركية، لا ياسادة أنا فقط أريد أن أسأل: منذ متى لم نسمع صوتاً لسياسي أو مسؤول حزبي يُندّد بما يجري من انتهاك لآدميّة العراقي؟، منذ متى لم نشاهد صورة لسياسيّ عراقيّ يدافع عن حق المواطن العراقي في العيش بكرامة ورفاهية؟.

ولأنني مثل ملايين العراقيين أعرف أن السيد جلال الصغير ومعه مشعلي فتن الطائفية سيستخدمون حكاية سيدة الناصرية مادة في جلسات السمر، وسيخلدون بعدها إلى النوم العميق، بعد أن يوهموا العراقيين بأنهم اكتشفوا الحقيقة، وأن هذه المرأة أرادت أن تضحك على العراقيين، بدليل أنها عاشت سنوات في ذي قار لكي تتقن لهجة أهالي الناصرية، ولهذا كان لا بد من أن تكشف مؤامرتها التي تريد تعطيل عجلة الإعمار وبناء ناطحات السحاب في الناصرية.

يكتب آينشتاين أن الكذب هو كل ما لدى الإنسان الفاشل، فهو يتصور أنه يستطيع خداع الناس بأن يحاول صرف أنظارهم عن الحقيقة، ليستبدلها بمنطق الخرافة، وإلّا كيف تسنّى للسيد الصغير أن يعرف أن السيدة لديها أشقاء دواعش؟، وكيف عرف أستاذ الأدب أن زوجها مسجون؟.. للأسف يعتقد الصغير أن الإصرار على الكذب والإكثار منه يحوله إلى حقيقة. إلا إذا كان يريد أن يلقب بالشيخ غوبلز.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram