TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: خروج عبد المهدي .. دخول الشابندر

العمود الثامن: خروج عبد المهدي .. دخول الشابندر

نشر في: 3 ديسمبر, 2019: 10:07 م

 علي حسين

عزت الشابندر المتدرب في كواليس السياسة، والقافز من ناطق باسم كتلة علاوي إلى ساعي بريد لكتلة المالكي، وجد مَخرجا مضحكا لأزمته عندما أصبح ماكيرا لعادل عبد المهدي يجمله وقت اللزوم ،

حيث أخبرنا قبل يومين أن استقالة حكومة عادل عبد المهدي، لن تنهي الأزمة في البلاد، مضيفا، كعادته حين يكون قد قبض ثمن كلامه، أن عادل عبد المهدي لم يكن سببا في المشاكل. الشابندر مصر على المضي قدما في "تسميم" حياتنا بكل ما أوتي من قوة ووسائل مشروعة وغير مشروعة، وطرق مستقيمة وملتوية ليحرق ما تبقى من مساحات الأمل في نفوس الناس.

بالتأكيد فإن أحاديث الشابندر الكوميدية لن تصمد أمام أول مناقشة جادة حول مشروع "حكومة" عادل عبد المهدي الذي يريد هو الآخر إثبات أن حكومته لها أفضال على العراقيين، وبصرف النظر عن أن تفاصيل مثل هذه الأحاديث التي تعج دوما بكلمات أشبه بداء "التأتأة" الذي أصاب معظم سياسيينا، فالناس تدرك أن هناك حالة مستعصية من العوق السياسي وتعطل الحواس أصابت الحكومة والمقربين منها.

الشابندر إذن لا يهمه تأسيس سلطة دولة مؤسسات، لكنه يسعى مثل غيره من مقربي أصحاب الفخامة إلى تأسيس قانون لمصادرة البلاد، واعتبارها غنيمة تطبيقا للقول المأثور لقائدهم "بعد ما ننطيها"، وهذا يتطلب استعادة صورة الدكتاتور، لنجد أنفسنا أمام جملة أثيرة تتردد هذه الأيام، تقول: "نحن بحاجة إلى سلطة قوية".

قوية على من؟ على دول الجوار التي تعبث بالبلاد؟، على الأمريكان الذين جعلوا منا فئران تجارب لديمقراطية الشرق الأوسط؟، أم على عصابات القتل وسارقي المال العام؟، لكن يبدو أن مفهوم السلطة القوية يعني الاستئثار بالبلاد كاملة .

ألم يخبرنا الشابندر بأن "كل من يقول إن الدستور هو المرجع لحل المسائل العالقة ليس دقيقا، حيث أن الدستور لم يسعف أحدا". فيما كان عادل عبد المهدي وفي الوقت نفسه يلقي كل يوم محاضرة عن مفاتن الدستور.

تصريحات تريد أن تدخلنا في متاهة لامتناهية، مع قصف عنيف تقوم به قوات مكافحة الشعب لكل متظاهر يريد أن تتغير حال البلاد. 

تعلمنا السياسة أن هناك فرقا كبيرا بين الموقف المؤسَّس على صدق النوايا، وبين أفكار مرتزقة الكراسي، وطبيعي أن يختار البعض طريق تخوين الآخرين وإقصائهم، لأنها الأسهل في الحروب التي تقودنا إليها جماعة تريد أن تسيطر على البلاد من خلال تحقير الجميع واعتبارهم خونة وخارجين على القانون. 

عبد المهدي ومن معه لا يهمهم تأسيس سلطة لدولة يحكمها القانون، ولا يهمهم أن تكون مؤسسات الدولة قوية ومعافاة، لأنهم لا يعرفون أصلا أن بناء الدولة لا يحتاج إلى استعراض عضلات، ولا لمطاردة شباب الاحتجاجات وقتل المئات منهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram