علاء هاشم مناف ان الصيغ الممكنة في إطار ضروب من التفكير والتصعيد لنزعات طردية تفلسف مبدأ اللذة العقلية ،وهي الوسيلة الدقيقة في عملية الاستبصار والمعرفة والاعتراف الدقيق في البحث عن الحقيقة . ان هذه الوحدة الحقيقية والخفية التي تربط المنظورات المختلفة والمتطابقة وهي تؤشر الاعتراف التاريخي في نظرة تواصلية قوامها الاطار السيكولوجي ومشروعه التاريخي .
فالمشروع السيكولوجي للتاريخ يتحول الي عثرات تقف في طريق التجربة العلمية للعقل ، اذا انقطع عن المواصلة الحداثية في عمليات التفكير ،فالتاريخ هو مكتمل ومتواصل لكنه يصل وجهته الموضوعية المشتة اذا انقطع التواصل مع منطق العقل الحداثي وحدوده القصوي لعملية النفي . ان صيغ الازمنة الحاضرة هي ازمنة يتقلص فضاؤها التجريبي في حدود الماضي ، والفناء والغموض والتوتر والانزلاق نحو رؤية تصورية وصياغات تصف التعليق والمسؤولية في اطار من الافعال الاجتماعية مقصورة علي الصيغ السيكولوجية ،فالتاريخ يجب أن يكون تاريخاً للفكر الجمعي والمعاصرة باطار من عمليات التغيير وصيغ الانفتاح علي الماضي في اطار من التجريبية واسترجاعا للكشف عن المكامن العقلية المتطورة . ان عملية التداعي في صيغ التحليل النفسي هي عمليات تاخذ في التصاعد عندما يتشكل قانون (نفي النفي) وهذا التداعي يؤدي الي افراز اطار من الصيغ العلمية للعلية علي المنطق العادي الذي يسعي الي تاصيل حالة من (الهذيان الفارغ)( ) في ادق العمليات العاطفية والمشاعر والانفعالات ، وبالتالي هي عبارة عن ترديد لمواقف من المهاترات التي تزيد من منعطفات التعقيد السيكولوجي . ان الصور في الحياة الجنسية تكون مرتبطة بالكشف الوثيق لعملية التحليل السيكولوجي من حيث هي مكامن من المعالجات تقوم علي تطبيق قانون التداعيات الاطلاقي ، من خلال عدة محاور وقوانين عقدية تؤكدها التحليلات اللاشعورية والتي تعمل بدورها علي تنمية وتغطية هذا الطراز من المعاني ، وان الاعراض هي تشاكيل من خارج الظواهر السيكولوجيه ، والجانب اللاشعوري يتميز بالتمويه للافعال الارادية وهي الظاهرة التي يتميز بها الفعل الارادي من عدة منعطفات تدبيرية . ان المنهج الرئيسي لتفسير النص السيكولوجي يبدأ بالشواهد النفسية وكذلك يتعالق بالمنطق الجدي في التحليل النفسي وان المنهج النفسي في هذه الحالة يكون (مترجرج وانكاري) أو هي عملية نفي لما يتميز به العقل الانساني من تدابير للظواهر الطافحة للمرض العقلي ، وهذه العملية المختلطة تميز المستوي اللاشعوري كما يقول (ميلو بونتي) (مرض يحل بالكوجيتو) فعمليات الانكار هي بالضرورة أفعال انسانية ممنهجة لا تتحدد بعمليات (الكبت) وهذا مظهر يشرح قوة الانسان في ثبات قواه الجوهرية من خلال واقع المرض ، وفرويد يبين المقدرة العقلية علي تعليل فعل الاحكام فيها للانسان وما عليه وينفي بمقدرة دقيقة ما عليه فيكون الانكار في (ابعاد الكبت) ورفعه دون أن يكون قبول لما هو (مكبوت) . فهنا تكون الأنا فعلاً مشفوعاً بحالة سلبية وهو الفعل (المقوم للأنا) والانسان في هذا الموضوع هو الحالة الموجودة والوحيدة لكي يستطيع أن يراوغ من خلال فعل الحقيقة والسعي من أجلها . والتحليل السيكولوجي هو صورة حقيقية للإنسان في الوجود في نطاق البحث عن الأشياء الهامشية ، والي مضامين وحدود الكشف التي تخزن الاحداث النفسية في شيء من الغرابة وهو مبعث للتأمل والعجب وهذا ما يتسم به تحليل فرويد للخصائص المميزة والتحليلات النفسية وهي تأشير لوجود واقع لا شعوري يفرضه العموم في المضمون الموضوعي. وفي النهاية يتم توضيح عملية الالغاء. والنظام المعرفي الآخر تأكيد الحاجات الدقيقة في تفكير الانسان وهو الاحتجاج علي كل بنية ثقافية غير متكاملة . ان تاريخ العقل الانساني بشكل عام هو تاريخ لفرز الحقائق العلمية وقد تكوّن هذا العقل عبر منعطفات ذلك التاريخ وهو التاريخ الذي غير مجري التكامل في التاريخ حتي توقفت الحياة عن السرد ، فالتاريخ يكون دائما ذو أبعاد جزئية ويحتاج هذا التاريخ الي خلاصات متكاملة وهذا الشيء غير متكامل وهو الذي حدد علاقة الانسان بعقله وبالحياة وبهذه الأرض فالبنية التاريخية هي عبارة عن أواصر مجزأة ومختلفة في الرأي وهذا الاختلاف في اطار الافعال هو قانون النفي والتحول عبر المراحل التاريخية فالطريقة في بناء (العمليات التاريخية) غير خاضعة الي استعداد مسبق ، انما تاتي عبر الفعل المجرد عن الخطط فهي خاضعة للنجاح والفشل وهذه العملية تخضع بقانونها المركب حتي في التجارب العلمية الصرفة. والتاريخ المبني وفق النواظم المنطقية والاستقرائية تبرهنان في حلقاتهما المتطورة عبر الظروف والمعطيات اليقينية بانهما الحد الفاصل في تقنيات التحديث العلمي. فالطريقة الرئيسية في الخواص التاريخية عند الاولين .. هي التي ارتبطت بأجزاء التكامل والتعادل التاريخيين مع حقائقهما المطلقة ، فالخطأ يأتي في الابتعاد الاعمي عن حقائق التاريخ ، وان الانقياد الاعمي جاء نتيجة منعطف تاريخي خضع للسكون والخطأ في الانقياد الخاطئ وهذا مرتبط بحلقته وحالته الثقافية كذلك التعدد والصراع ضمن التاريخ المجزأ علينا ان نبني تاريخا للعقل العربي الحديث باطار ثقافي وعقلاني والمباشرة باعادة قراءة التراث بشكل دقيق وتأشير الخلل عبر الكل وابراز الجانب المتعدد في بنيته الفك
الجابري وسايكولوجية العقل
نشر في: 7 مايو, 2010: 04:30 م