علي حسين
قرأت اليوم، بكلّ حسن نيّة، بيان حزب الدعوة حول أهمية التعليم والتربية في بناء الأوطان ، والحزب يتفضل مشكورا فيتحفنا بين الحين والآخر ببعض الجواهر الخطابية ،
مرة على لسان الأمين العام للحزب نوري المالكي ، ومرات على ألسنة الكبار أمثال علي الأديب وعباس البياتي وعلي العلاق وصلاح عبد الرزاق، ولن أنسى بالتأكيد حسن السنيد ومعه خطيب الدعوة عامر الكفيشي.. الحزب الذي تسلم السلطة في العراق منذ عام 2005 وسلمها "بطلعان الروح" عام 2018 استولى خلالها على
معظم مؤسسات الدولة وابتلع الهيئات المستقلة ، وجد اليوم أن هناك نفرا "ضالاً " وهم بالتأكيد شباب التظاهرات يريدون تخريب الانجازات الكبيرة التي حققها الحزب في مجال التربية والتعليم والتي ازدهرت على يد البروفيسور خضير الخزاعي والعلامة علي الأديب ، فالحزب وفي بيان وصف بالغاضب اعتبر إضراب المدارس والجامعات نوعا من أنواع "الإرهاب الفكري"، وأتمنى أن لا يخيّب الحزب ظني ويطمئنني ومعي ملايين العراقيين إلى أن مفردة الإرهاب الفكري مقتبسة من أقوال "حكيم الأمة العراقية" إبراهيم الجعفري.. ولهذا وإكمالاً للمسيرة "الروزخونية" عاد حزب الدعوة ليحذر الشعب العراقي، وأنا منهم بأن نبتعد عن المؤامرة التي يسعى أصحابها إلى إيقاف مسيرة النهضة والتنمية التي قادها الحزب منذ اليوم الأول الذي تسلّم فيه السلطة في العراق، ويشرح لنا بيان الحزب مشكوراً أنه عمل بإخلاص ليفي بوعده الذي قطعه أمام الشعب العراقي، والعراقيون جميعا قد جرّبوا وعود الحزب منذ ما يقارب الثلاثة عشر عاما من الوقائع والأحداث التي لم يترك لنا فيها الحزب "أدامه الله ذخراً لنا" فرصة واحدة للاستقرار والعيش بأمان، وبناء دولة المؤسسات، وإشاعة العدالة الاجتماعية .
ولا يفوت الحزب أن يذكّرنا نحن "محبّي الدعوة" بأننا من دون أن ندري عشنا مرحلة ازدهار التربية والتعليم، والغريب طبعاً هذا الشعب الناكر للجميل الذي ينكر أنه خلال الأعوام الماضية عاش سعيداً مرفّهاً ينام على مصطلح الانبطاح ويصحو على عبارة الشفافية، وبين هذا وذاك يمضي عمره مع حزب الدعوة وأشقائه الكرام في معارك منفعية، ليست بينها معركة واحدة من أجل الاستقرار والمستقبل، ومن الغريب أن نجد اثنين من وزراء التربية في عراقنا الجديد فلاح السوداني وخضير الخزاعي كانا يستحرمان من الفنون بل إن أحدهما طالب بإزالة التماثيل التي في واجهة معهد الفنون الجميلة كي يستطيع زيارته، لم يتعرض التعليم الى الاهانة مثلما تعرض لها في زمن القيادي في حزب الدعوة الذي رفع شعار ما اجتمع طالب وطالبة إلا والشيطان ثالثهما ، في زمن حزب الدعوة تحولت المدارس والجامعات إلى ساحات لممارسة أنواع الدجل والسخرية من أي قيمة معرفية .