اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > نقد الفكر العربي

نقد الفكر العربي

نشر في: 7 مايو, 2010: 04:37 م

ينتمي محمد عابد الجابري إلى طليعة المفكرين العرب المعاصرين، وعرفت كتابته، خصوصا مشروع (نقد العقل العربي) بأجزائه الأربعة تأثيرا وصدى كبيرين في الخطاب الفكري العربي المعاصر. الباحثة المعروفة في العلوم الإسلامية
سونيا حجازي تستعرض أهم محاور فكر الجابري لمناسبة صدور أول أعماله باللغة الألمانية. "يهاجم الجابري حراس إسلام مفارق للزمن، مثل الإخوان المسلمين ورجال الإفتاء وعلماء الأزهر"إن السؤال الأهم في تفكير محمد عابد الجابري هو ذاك، الذي يتمحور بشأن مفهوم السلطة في المجتمعات العربية ـ الإسلامية: من يحدد التاريخ الإسلامي؟ ومن يملك شرعية استنباط حقوق المرأة مثلا من النصوص الدينية؟ وما  التجديدات التقنية والاجتماعية التي يمكن السماح بها وكيف يمكن شرعنتها؟ إنها أسئلة تعبر عن صراع صميمي، أو هي سؤال عن ملكة الحكم الفردية. وحين يؤكد الجابري بأن المسلمين هم دين الإسلام ولا شيء غيره، فهذا يعني بأن الإسلام ليس عقيدة مجردة أو مفارقة للزمن، بل هو الوضع، الذي يتموضع فيه المسلمون حاليا، وبذلك يخدش الجابري تابوها كبيرا داخل الثقافة الإسلامية. إنه يهاجم حراس إسلام مفارق للزمن، مثل الإخوان المسلمين ورجال الإفتاء وعلماء الأزهر. ويعتقد الجابري جازما بأن تغييرا في وضعية العالم الإسلامي من شأنه أن يغير الإسلام أيضا، وهو ما نراه رأي العين في كل مكان، فالإسلام في المغرب ليس هو إسلام ماليزيا أو إسلام الأفارقة السود في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن مثل هذا الرأي يثير امتعاضا كبيرا داخل العالم العربي،aفالعرب اعتقدوا دائما بأنهم حماة الإسلام (الحقيقي) وأن لا وجود إلا لإسلام واحد.جدلية التفسير الفردي والعقلاني للنصوص المقدسةإن النقاش الذي أثاره الجابري يتمحور حول التفسير الفردي والعقلاني للنصوص المقدسة. لقد قام الجابري بتحرير هذه النصوص من نماذج التأويل، التي تعود إلى القرن الثامن، مؤكدا القدرة العقلانية لكل فرد مسلم على تأويل النص في انسجام مع واقعه وأسئلة هذا الواقع. وفي مشروعه "نقد العقل العربي" الذي يتكون من أربعة أجزاء، يحلل الجابري الحدود البنيوية لطريقة التفكير العلمية والتي تمثل بالنسبة له سبب فشل مشروع التحديث في العالم العربي. وفي مقدمة الجزء الأول من مشروعه والصادر سنة 1984 يضع الجابري نقده للفكر العربي في سياق مؤلفات أخرى تناولت في القرن الماضي أسباب الأزمة والنهضة داخل الثقافة العربية.ويعالج كتابه موضوع إنتاج المعرفة، وفي هذا السياق يبحث الجابري النحو العربي كما يبحث القانون الاسلامي واللاهوت والتصوف والخطابة والفلسفة. وهذه المجالات كلها تفصح عن نفس بنى الانتاج المعرفي في رأيه. ووفقا لرأيه فإن الفكر ارتبط في المجال الثقافي العربي الإسلامي بمبدأ القياس، وهو منهج فقهي سيعمم على كل المجالات المعرفية.يحلل الجابري في هذا الكتاب الحدود البنيوية لطريقة التفكير العلمية التي تمثل بالنسبة له سبب فشل مشروع التحديث في العالم العربي. ففي سياق التفسير الديني أو علوم البيان تم دائما قياس الغائب على الشاهد، أما علوم البرهان فكانت تقوم فقط على الاستنباط في حين كانت علوم العرفان تمثل لأغلبية المنتسبين إليها الانزواء والابتعاد عن الواقع بشكل لم يسمح لها بتقديم أسس لمشروع التحديث. وهذه المجالات الثلاثة للمعرفة انتقدها الجابري معتبرا إياها أكبر عائق أمام التفكير الحديث والمتجدد لأن قواعد مفروضة لتفسير التراث تؤثر سلبا أيضا على السياسة اليوم.أما الثقافة الأوروبية واليونانية فلم تقم فقط حسب الجابري على الفصل بين العلم والأسطورة ولكن قامت خصوصا على تفكيرها بشروط إمكان المعرفة. وهو يرفض سحب فكرة التوحيد على أمور الدنيا، لأنه فقط بفضل الصراع بين نظريات متعددة، وبين العلم والدين والسياسية يمكن للدينامية الضرورية للتقدم أن تولد. نسبية وارتباط التراث بسياقه التاريخيويظهر محمد عابد الجابري في كتبه نسبية وارتباط التراث بسياقه التاريخي، ليستنتج من ذلك بأن التراث ليس ملزما للعصر. كما أنه ينتقد التصور المتطرف الذي يرى في إعمال العقل، التناقض والنقد (سموما غربية) من شأنها أن تضعف العالم الإسلامي.وينتمي الجابري منذ السبعينيات إلى أنصار مشروع مجتمعي يساري وعلماني في العالم العربي، وكان من الإعضاء النشطين داخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الحزب الذي انشق عن حزب الاستقلال.ولما طال الحظر الحزب الوطني للقوات الشعبية سنة 1973 في المغرب، عمل عضوا في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي للقوات العشبية ما بين 1975 و1988. ينتقد الجابري الإسلاميين الذين يدافعون عن رؤية لا تاريخانية ومنزهة للتراث من أجل فرض هوية مغلقة وقد ألف الجابري كتابا فلسفيا تعليميا، اعتمد بشكل رسمي من طرف وزارة التربية، كما عمل الجابري داخل أروقة الجامعة على تعريف جيل من الطلبة بتراثهم التاريخي وتياراته البعيدة عن الدوغمائية. أما مساهماته المهمة في إطار عمله على نشر الفكر الفلسفي والعلمي سواء في سياق عمله الحزبي أو الجامعي فتتمثل خصوصا في ما كتبه بخصوص الهوية العربية. وفي عام 2008 حصل الجابري في

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram