TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بروفة دم في السنك

العمود الثامن: بروفة دم في السنك

نشر في: 9 ديسمبر, 2019: 10:06 م

 علي حسين

نحن بصدد أداء أرعن وأخرق تمارسه "شلة" الناطقين الذين لم تهتز ضمائرهم لمقتل عشرات الشباب، فقرروا أن يواصلوا خداع أنفسهم بأن ما جرى هو معركة بين المتظاهرين، مثلما غرد " كبيرهم " عبد الكريم خلف..

 ومرة أخرى نحن بصدد أداء يفتقر إلى الضمير والوطنية يمارسه عادل عبد المهدي الذي صمت على مجزرة السنك والخلاني، وكأن الأمر يجري في بلاد أخرى.. تخيل أن مثل هذه الجريمة البشعة تحصل في بلد تعداد قواته الأمنية يقارب المليون، ينتشرون في شوارع بغداد التي حولوها إلى غابة من السيطرات، لكنهم وبأوامر عليا غضّوا البصر عن جماعات مسلحة قررت أن تجري حفلة دموية بمرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية التي أخبرتنا من قبل أنها أحاطت مكان الاعتصامات بخمسة حواجز أمنية. 

مرة أخرى: لم يبادر مجلس النواب بعقد جلسة طارئة لكي يعرف ما الذي يجري على بعد كيلو مترات قليلة عن مقره، لأنه ببساطة يريد استشارة أولي الأمر في الأرجنتين! .

لذلك لا يبدو غريبا أن تراق دماء عشرات الشباب دون أن تهتز مشاعر أولئك الذين يقولون إن ما يجري في ساحات الوطن هو مؤامرة إمبريالية.. بل إن البعض لا يخفي سعادته وشماتته لمجرد أن الضحايا من شباب الاحتجاجات.

دم فى بغداد، وآخر يسيل فى كربلاء ، واستهداف للشباب في النجف وذي قار ، وفى المسار ذاته تندفع فضائيات احزاب السلطة لتتحدث عن شباب الاحتجاجات بأحط العبارات عدوانية وعنصرية.

إن نظرة سريعة على نوعية الأخبار والتسريبات التي نشرت في فضائيات أحزاب السلطة وفي مواقعهم الإلكترونية ومن خلال جيوشهم الإلكترونية تنبئ بأن هناك سيناريوهات رعب جاهزة لفض الاعتصامات، فحين تطالع أخبارا من نوعية ضبط قنابل ورمانات في ساحة التحرير، والتأكيد على أن المتظاهرين يهددون سلامة الدولة.. والإلحاح على تصوير المعتصمين بأنهم خارجين على القانون ومجموعة من المارقين والأعداء للدين، فيما يتم تناولهم باعتبارهم العقبة الوحيدة أمام استقرار البلاد وتقدمها، ، فإنك حتما ستجد نفسك في مواجهة سياسيين ومسؤولين لا يؤمنون بأنّ لهذا الشعب قدرة على الاحتجاج، وغير معنيين بهموم الناس، ويصرون على أن الدنيا ربيع ، لولا المؤامرة الأميركية!.

قُتل الشباب في السنك والخلاني بدم بارد وحتماً انتشى القتلة وتفاخروا وهنّأ بعضهم البعض، فالأصوت التي أصرّت على أن تكون عالية وواضحة وجريئة، أُخرست برصاصات في الجسد، لكنهم نسوا أن الشباب باقون وسيغيّب جميع القتلة.

إنّ ما جرى في السنك هو جريمة كاملة، وستبقى عاراً يلاحق مرتكبيها ومَن فوّضهم، لكنها ستبقى يوماً مشهوداً يؤرّخ له بأنه اليوم الذي غاب فيه ضمير الرئاسات الثلاث ومعها القضاء ، فلم تعد مناظر القتل والاختطاف والتعذيب تثير مشاعرهم، مثلما يثيرها لمعان الكرسيّ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram