اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > ماذا ينتظر الحلبوسي كي يرحل ؟!

ماذا ينتظر الحلبوسي كي يرحل ؟!

نشر في: 10 ديسمبر, 2019: 06:54 م

عامر القيسي

الهدف المركزي للصلاح والتغيير الذي يرفعه شباب ثورة اكتوبر المباركة " ارحلوا جميعاً " والمقصود طبعا ، الطبقة السياسية الرثة والنهّابة والقاتلة ،

التي أودت بالبلاد والعباد الى كل هذا الخراب ، وفتحت أبواب الطرق المجهولة بسبب تعاملها العنفي المبالغ فيه مع حركة الاحتجاجات والتي أدت الى أكثر من 500 شهيد ونحو 15 ألف جريح غالبية اصاباتهم خطيرة .

وقفزاً على هذه الحقيقة الجلية والواضحة المعالم ، يريد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي أن يظهر بمظهر الحمل الوديع والمهدئ والعازم على تبني شعارات التغيير من ساحات الحرية والانتفاض !

لكنه بسبب الغباء السياسي ، يقدم أنصاف حلول أو حلولاً ترقيعية أو التفافاً على مطالب الثوار في ساحاتهم ، فيسلق لنا سلق البيض مقترحات مشاريع للانتخابات والمفوضية ، يتمسّح بها شباب ساحات التحرير ، وكيف لايفعلون ذلك وهو العازم على تمرير قانون انتخابات محجوزة نصف مقاعده للطبقة السياسية المرفوضة من شباب حركة الاحتجاج الواسعة والتي قدمت وتقدم الضحايا على مذابح الحرية والتغيير التي ينشدونها .

ومن فرط هذا الغباء ، يعتقد الحلبوسي ، إن تمريراته الجديدة تشبه التمريرات السابقة حين كان مع جوقة صفقاته ينفردون بها بالقرار التشريعي في البلاد ، وهو على مايبدو غير مدرك أن القرار انتقل الى ساحات اخرى ، هي ساحات الخيام التي نصبت لأجل اقتلاع طبقة الفساد والقتل هذه وهو ليس بمنجى منها !

ويشتغل الحلبوسي ، الذي جاء بصفقة محاصصة أزكمت الأنوف ، في الوقت بدل الضائع ، محاولاً الخروج بمنجيات وضعه السياسي والشخصي معا باستعراضات بهلوانية من منصة البرلمان والزيارات الفضائحية التي يعتقد انها قد ترمي له بطوق النجاة من أمواج التغيير التي تتهادى خطوة خطوة بنجاح وثبات .

ومثلما نصحنا السيد عادل عبد المهدي بالاستقالة مع بداية حركة الاحتجاجات ، وقلنا أن حاضر الحراك غير الذي سبقه ، وإن عليه أن يحفظ ماء وجهه وأن لايتحمل وزر الدماء التي ستسقط ، لكن الرجل أصر على الوصول الى المرحلة التي تم فيها طرده من المنصب دون أسف ولا حسرة تلاحقه صرخات الضحايا وتنتظره سوح القضاء الشعبي العادل !

واليوم نقدم النصيحة نفسها للسيد محمد الحلبوسي ، ونقول له إنه قد تلمّس بكل حواسه ، كيف أن شعار " نزع السترة " لم يهضمه الشباب فأعادوها له ، بل ألبسوها إياه مرّة أخرى وقالوا له بالحرف الواحد :

ارحل ... 

حقيقة ينبغي أن يفهمها الحلبوسي وكل الطبقة السياسية التي أحكمت قبضتها على البلاد والعباد طيلة ستة عشر عاماً مخزونه في ذاكرة العراقيين ، بالعنف والطائفية واللصوصية وبيع الوطن كخردة للمشترين الواقفين على أبوابه بل داخل حدوده ، حقيقة أن وجودهم لم يعد مرغوباً فيه ، وإن حركة الاحتجاجات نزعت عنهم كل " الشرعية " التي يتشدقون بها ويقنعون انفسهم بها ، وإن عليه وعليهم اتخاذ القرار الصحيح بمغادرة ساحة الخراب الذي صنعوه باياديهم وتركها الى الشباب المنتفض الذي صنع في ساحة التحرير انموذجاً للدولة المواطنية القادمة ، ففي ساحات التحرير تم القضاء المبرم على المرحلة السوداء التي وضعوا البلاد فيها !

نعم نصيحة نقدمها للحلبوسي بأن يلملم أوراقه ويرحل ، بانتظار قرار الشعب العادل بمحاسبة كل هذه الطبقة ، فراداً وجمعاً ، على كل الخراب الذي سببوه للبلاد بالنهب المنظم وضياع الوطن والدم الذي سال في ساحات وطرق وازقة البلاد !

ليس أقل من الرحيل للحلبوسي وأشباهه ، كي ينظر قضاء الشعب القادم ، على الأقل بالنظر بعين الرحمة على آخر قراراتهم بمغادرة مواقع المسؤولية التي لم يكونوا على قدرها وحجمها ، وإفساح المجال لعهد وزمن عراقي جديدين !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram