TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كاتم عبد المهدي

العمود الثامن: كاتم عبد المهدي

نشر في: 11 ديسمبر, 2019: 10:41 م

 علي حسين

نسأل مرة أخرى: لماذا لا يريد عادل عبد المهدي الخروج من وهم الزعامة "التكنوقراطية"، التي لا وجود لها إلا في خطاباته المحشوة ببقايا عبارات إبراهيم الجعفري؟..

ويصر على أنه حقق منجزا كبيرا للبلاد خلال السنة التي جلس أو بتعبير أصح "نام" فيها على كرسي رئاسة الوزراء، بينما الوقائع تقول إنه منذ أن أصابته لوثة العظمة، قرر أن ينتقم من شباب الاحتجاجات الذين أطاحوا به رغم كل مطولاته عن التنمية والحياة الوردية وحكومة "الكفاءات" التي كان أبرز إنجازاتها أنها قطعت الكهرباء عن المتظاهرين في الخلاني والتحرير لتسهل للجماعات المسلحة القيام بمذبحتها وسط الظلام .

في كل ظهور يعيد علينا عادل عبد المهدي حديث المنجزات، ويحاول أن يسوق بضاعة حكومية منتهية الصلاحية ، دون أن ينتبه مرة واحدة إلى أن هناك عشرات الضحايا تسقط كل يوم برصاص القوات الأمنية أو الجماعات المسلحة التي يراد لها أن تحمي كراسي المسؤولين .

في الظهور الأخير يوم أمس الأول كنت مراهنا أحد الزملاء على أن عادل عبد المهدي سيذكر ولو بكلمة صغيرة ما جرى من مذابح في السنك، توهمت أن الرجل لايزال يملك ذرة من ضمير أو بقايا من إنسانية وهو يشاهد صور الشباب الذين استبيحت دماؤهم، أو أنه سيعلق على فيديو شهيد كربلاء فاهم الطائي الذي تم إعدامه وسط الشارع، دون أن يرف جفن لمجلس المحافظة أو لرجال الدين الذين هاجوا وماجوا عندما قدمت فتاة معزوفة موسيقية في ملعب رياضي في كربلاء، واعتبروا الأمر مساسا بقدسية المدينة. خسرت الرهان، لأنني لم أعرف أن السياسة تحولت إلى نوع من أنواع "السفالة"، قتل وانتهاك لحرمات الأبرياء، وخداع، ومناظر لمواطنين يقتلون تحت عدسات الكاميرات .

يتحدث عادل عبد المهدي بإلحاح عن أنه الديك الفصيح في السياسة والاقتصاد على الرغم من أنه نسف كل علاقته بالأولى حين ارتضى أن يكون تابعا للكتل السياسية، وفي الثانية، ثم حين لعب ذلك الدور في ملهاة المناصب والدرجات الخاصة. 

منذ الأول من تشرين الأول بدأت سلطة عادل عبد المهدي بإبداء توحشها تجاه المتظاهرين ومارست شتى انواع القمع المجنون ضد المحتجين عمومًا، حتى بدت هذه الانتهاكات وكأنها مسلك منهجي، المقصود منه مزيد من الترويع الموجه إلى المجتمع، لقتل أي تفكير في الاعتراض والاحتجاج.

روايات القتل والخطف تثبت أننا نعيش أشد أنواع الانحطاط السياسي في التعامل مع المواطن، وتؤكّد الوقائع أن الامر ليس اجتهادات شخصية من قوات أمنية أو جماعات مسلحة ، بل هو تعبير عن سياسات عادل عبد المهدي، الذي يشهر، هذه الأيام، كاتم الصوت بوجه كل رافضي السرقة والظلم والاستبداد والانتهازية السياسية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. موظف

    0الاستاذ علي نرجو ان تنتبه و تكتب عن قانون التقاعد الظالم الذي (سرح ) الاف الموظفين حسب المواليد وبتقاعد هزيل يمثل سرقة علنيه لما كان يستقطع منا للتقاعد يبدو ان هذا المهدي و برلمانه يريدون القضاء على ماتبقى من العراق

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram