علي حسين
نسأل مرة أخرى: لماذا لا يريد عادل عبد المهدي الخروج من وهم الزعامة "التكنوقراطية"، التي لا وجود لها إلا في خطاباته المحشوة ببقايا عبارات إبراهيم الجعفري؟..
ويصر على أنه حقق منجزا كبيرا للبلاد خلال السنة التي جلس أو بتعبير أصح "نام" فيها على كرسي رئاسة الوزراء، بينما الوقائع تقول إنه منذ أن أصابته لوثة العظمة، قرر أن ينتقم من شباب الاحتجاجات الذين أطاحوا به رغم كل مطولاته عن التنمية والحياة الوردية وحكومة "الكفاءات" التي كان أبرز إنجازاتها أنها قطعت الكهرباء عن المتظاهرين في الخلاني والتحرير لتسهل للجماعات المسلحة القيام بمذبحتها وسط الظلام .
في كل ظهور يعيد علينا عادل عبد المهدي حديث المنجزات، ويحاول أن يسوق بضاعة حكومية منتهية الصلاحية ، دون أن ينتبه مرة واحدة إلى أن هناك عشرات الضحايا تسقط كل يوم برصاص القوات الأمنية أو الجماعات المسلحة التي يراد لها أن تحمي كراسي المسؤولين .
في الظهور الأخير يوم أمس الأول كنت مراهنا أحد الزملاء على أن عادل عبد المهدي سيذكر ولو بكلمة صغيرة ما جرى من مذابح في السنك، توهمت أن الرجل لايزال يملك ذرة من ضمير أو بقايا من إنسانية وهو يشاهد صور الشباب الذين استبيحت دماؤهم، أو أنه سيعلق على فيديو شهيد كربلاء فاهم الطائي الذي تم إعدامه وسط الشارع، دون أن يرف جفن لمجلس المحافظة أو لرجال الدين الذين هاجوا وماجوا عندما قدمت فتاة معزوفة موسيقية في ملعب رياضي في كربلاء، واعتبروا الأمر مساسا بقدسية المدينة. خسرت الرهان، لأنني لم أعرف أن السياسة تحولت إلى نوع من أنواع "السفالة"، قتل وانتهاك لحرمات الأبرياء، وخداع، ومناظر لمواطنين يقتلون تحت عدسات الكاميرات .
يتحدث عادل عبد المهدي بإلحاح عن أنه الديك الفصيح في السياسة والاقتصاد على الرغم من أنه نسف كل علاقته بالأولى حين ارتضى أن يكون تابعا للكتل السياسية، وفي الثانية، ثم حين لعب ذلك الدور في ملهاة المناصب والدرجات الخاصة.
منذ الأول من تشرين الأول بدأت سلطة عادل عبد المهدي بإبداء توحشها تجاه المتظاهرين ومارست شتى انواع القمع المجنون ضد المحتجين عمومًا، حتى بدت هذه الانتهاكات وكأنها مسلك منهجي، المقصود منه مزيد من الترويع الموجه إلى المجتمع، لقتل أي تفكير في الاعتراض والاحتجاج.
روايات القتل والخطف تثبت أننا نعيش أشد أنواع الانحطاط السياسي في التعامل مع المواطن، وتؤكّد الوقائع أن الامر ليس اجتهادات شخصية من قوات أمنية أو جماعات مسلحة ، بل هو تعبير عن سياسات عادل عبد المهدي، الذي يشهر، هذه الأيام، كاتم الصوت بوجه كل رافضي السرقة والظلم والاستبداد والانتهازية السياسية.
جميع التعليقات 1
موظف
0الاستاذ علي نرجو ان تنتبه و تكتب عن قانون التقاعد الظالم الذي (سرح ) الاف الموظفين حسب المواليد وبتقاعد هزيل يمثل سرقة علنيه لما كان يستقطع منا للتقاعد يبدو ان هذا المهدي و برلمانه يريدون القضاء على ماتبقى من العراق