TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الجماعة المفلسة !!

العمود الثامن: الجماعة المفلسة !!

نشر في: 18 ديسمبر, 2019: 10:45 م

 علي حسين

ما قاله السيد عادل عبد المهدي في خطابه الأخير، هو عملية إجهاز بشكل كامل على مفهوم الوطنية في دساتير الأمم، والسعي لتحويل مجلس الوزراء إلى منصة لإطلاق أحدث النكات،

فأن يقول رئيس وزراء أسقطته احتجاجات شعبية راح ضحيتها المئات من الشباب، إن وزارته ستغادر وهي مرفوعة الرأس ، فهذا القول قمة الاستهانة بدماء الشهداء ، وعندما يشرح أسباب "رفعة" الرأس هذه نجدها مضحكة من عينة "هناك إنجازات تحققت بشكل واسع في موضوع زراعة الشلب"، وأتمنى أن لا يتهمني البعض بالتجني على السيد عبد المهدي، فخطابه موجود على موقعه في الفيسبوك وستجدون فيه تجسيدا لمقولة المتنبي يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. فالسيد رئيس الوزراء يعتقد أن عدم إقامة معرض بغداد الدولي أدى إلى توقف معظم المشاريع في العراق، وانسحاب المستثمرين وخسارة العراق مليارات الدولارات.. إذن بعد قتل شباب التظاهرات وتخوينهم، جاء الدور لتحميلهم فشل الحكومة وعجزها عن إقامة مشروع صناعي واحد.

صناعة الفشل لا تقل خطراً على الدولة من صناعة الإرهاب، الثانية تحاول إسقاط الدولة بالقاضية، لكن الأولى تجعلها تتآكل من الداخل حتى تجد نفسك فجأة أمام منظومة عاجزة عن الوفاء بأي التزام، لأن التزامها الوحيد كان للكرسي والصفقات السياسية، وليس للناس. 

منذ أن قدم عادل عبد المهدي استقالته والجميع يصرخ: لا بديل، تتغير الحكومات في بلدان العالم، ويذهب رئيس وزراء ويأتي بعده آخر، دون أن يحتل الخبر الصفحات الأولى ولا اهتمامات الناس .. فالبلدان لن تتغير برحيل مسؤوليها، منذ أيام أطالع في كتاب الرئيس الفرنسي السابق فرانسو هولاند "دروس السلطة" الصادر حديثا عن دار المدى، والرجل يخبرنا أن مغادرته قصر الرئاسة ودخول ماكرون لم يجعل الفرنسيين يسألون ما الذي حدث؟، لأن النظام هناك ثابت يتحرك فى إطار محدد من القيم الأساسية المستقرة عن هوية البلد والمجتمع ومصالحه الأساسية وحقوق مواطنيه وحرياتهم.

عندما قال هولاند إنه لن يترشح، لم يصرخ احد لا بديل ، ولم يقل هو ساغادر مرفوع الرأس ، لأن مهمة النظام السياسي الأساسية ، هي في خلق ينشد الاستقرار المستمر .. هناك كان لديهم عشرات البدائل.. وهنا يصرخون في وجهك بأنه لا يوجد بديل. 

لا أحد في العراق منذ16 عاما اعتبر بناء نظام سياسي قوي ومستقر، وقادر على الاستمرار والتجدد والتحديث والاستيعاب وفرز البدائل، مشروعاً وطنيا مهما ، لان المشروع الاول كان ارضاء الجارة الارجنتين والدفاع عن مصالحها . 

التنمية السياسية ليست أقل أهمية من زراعة الشلب التي يتباهى بها عادل عبد المهدي ، ، والاصرار على عدم وجود بديل ، يعني وكأنه لا يوجد مجتمع حقيقي !.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram