TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الأحد: فريد الله ويردي وأنشودة المنصورية

موسيقى الأحد: فريد الله ويردي وأنشودة المنصورية

نشر في: 21 ديسمبر, 2019: 06:54 م

ثائر صالح

اشتهرت أنشودة المنصورية التي ألفها المؤلف الموسيقي والباحث العراقي فريد الله ويردي (1923 –2007) منذ تقديمها للمرة الأولى في حزيران 1959، فأصبحت تقدم بعد خطب الزعيم عبد الكريم قاسم في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون.

هذا الارتباط كان كافياً لإصدار حكم بالإعدام ضده غيابياً بعد انقلاب شباط الفاشي. وقتها كان ويردي يدرس الموسيقى في الاتحاد السوفيتي في بعثة حكومية، وكان الموسيقار الشهير الفريد شنيتكه (1934 – 1998) أحد أساتذته في موسكو، درس عنده علم الهارموني. وقد ألغت سلطة انقلاب شباط بعثته فاضطر للهجرة الى الولايات المتحدة حيث واصل دراسة الموسيقى على يد دونالد ليبرت (1923 – 1981) وحصل على شهادة الماجستير قبل أن يعود الى بغداد في 1969. 

ولد فريد الله ويردي في البصرة وترعرع في بيئتها التي أثرت فيه، وأحب الموسيقى منذ صغره وتعلم الغناء من امه التي كانت تغني له الأغاني العربية والأرمنية والتركية والفرنسية، وتعلم العزف على الماندولين. انتقلت العائلة لاحقاً الى بغداد وفيها تخرج من كلية الحقوق في العام 1948 ودرس في نفس الوقت العزف على الكمان في معهد الفنون الجميلة على يد أستاذ الكمان الروماني ساندو آلبو. وأعتقد أن ساندو البو (لربما شاندور البو) هو من الأقلية المجرية في رومانيا، سيما أنه يعد من مريدي الموسيقار المجري الكبير زولتان كوداي حسبما ذكرت زوجة الفنان لودميلا ويردي (1937 - 2013) في كتابة لها ترجمها الأستاذ عبد الله حبه ونشرت في المدى. 

حصل على زمالة لدراسة الموسيقى في فرنسا بين 1950 – 1952 ليتتلمذ عند الموسيقيين والمربيين المعروفين انري شالان (1910 – 1977) وفرانسيس – بول دوميلاك (أنيس جميل، ولد في 1917). 

أسهم فريد الله ويردي في تطور الحركة الموسيقية العراقية بقوة منذ أربعينيات القرن الماضي حتى تركه العراق في 1991، بعد أن أمضى عقدين من السنين محارباً من قبل سلطة البعث لرفضه الانخراط في جوقة المادحين. وكانت مساهماته تتركز على التدريس في معهد وأكاديمية الفنون الجميلة ومدرسة الباليه وكتابة الأبحاث في الموسيقى عموما والموسيقى العربية، ومسح وتوثيق الفولكلور الغنائي العراقي الثري بمختلف اللغات العربية والكردية والاشورية والتركمانية بين عامي 1972 – 1974.

لكن الأهم هو أعماله الموسيقية الناضجة والمتميزة التي أثارت اهتمام الموسيقيين والتي عبرت المحلية لتقدم في العديد من دول العالم، من اليابان حتى الولايات المتحدة. أبرز هذه الأعمال "انشودة المنصورية" للأوركسترا، والرباعي الوتري الذي عزفه الرباعي الوتري الذي يقوده عازف التشيلو الياباني الشهير ياسودا كن - أيـچـيرو (قدم العمل في طوكيو وكيوتو واوساكا)، مثلما قدم في فرنسا وزيوريخ وموسكو والقاهرة والعديد من العواصم الآسيوية قبل ان يقدم في بغداد من قبل رباعي فرنسي زائر (1985). وللأسف لا توجد تسجيلات لأعمال هذا الموسيقي العراقي الكبير سوى تسجيل على الفيسبوك للمنصورية وعمل آخر وصف بأنه سوناتا الفيولا والبيانو الذي هو في اعتقادي عمله "مقطوعة للرباعي الوتري - الليجرو مولتو". في حين تتوفر على الانترنت مدونات أعماله الرباعية الوترية (1968) وفنتازيا للكمان (1964) والسويت الصغير (1966). 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

خروج أكثر من 600 عراقي من مخيم الهول

الخزرجي يدعو الحكومة إلى توضيح أسباب تأخير إرسال جداول الموازنة

كاساس يستدعي 29 لاعباً لمواجهتي الكويت وفلسطين في تصفيات مونديال 2026

العراق يسجل انخفاضًا بنسبة 15% في معدلات الجريمة عام 2024

تحذيرات من أزمة طاقة تهدد 46 مليون نسمة سببها الغاز

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: تصنيف الأعمال الموسيقية

انتقائية باختين والثقافة الشعبية

فوز الصيني جياكونجياكون بجائزة نوبل للعمارة (بريتسكر)

الجندي الأمريكي والحرب

سحر محمول أغنية حب للكتاب.. من فجر التاريخ حتى ببليوغرافيا هتلر

مقالات ذات صلة

متعةُ وكشوفٌ لاتضاهى في قراءة الأعمال الكلاسيكية
عام

متعةُ وكشوفٌ لاتضاهى في قراءة الأعمال الكلاسيكية

لطفية الدليمي ربما تكون جائزة البوكر العالمية للرواية هي الجائزة الأعلى مقاماً بين الجوائز الروائية التي نعرف، ولعلّ من فضائلها أنّها الوسيلةُ غير المصرّح بها لتعريف القارئ العالمي بما يُفتّرّضُ فيه أن يكون نتاجاً...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram