TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: أم العراقيين ترفض السهيل

العمود الثامن: أم العراقيين ترفض السهيل

نشر في: 21 ديسمبر, 2019: 09:49 م

 علي حسين

كنتُ مراهناً، على أنّ "جهابذة" السياسة في هذه البلاد لن يهتمّوا بفيديو السيدة "أم علي" التي قدمت أبنها العريس شهيدا لقضية الإصلاح في العراق، "وسيشغلون" أنفسهم بخزعبلات من نوعيّة، الكتلة الاكبر، والاصرار على وضع قصي السهيل على كرسي رئاسة الوزراء. 

صباح أمس كنتُ أنا وإياكم بالتأكيد نبحث عن عناوين أخبار هذه البلاد، فماذا وجدنا؟ مستشارة التوازن تبكي حال البلاد التي خسرت المليارات بسبب الاحتجاجات، ونسيت السيدة الفتلاوي أن الحكومة التي صفقت لها وصرخت ولطمت، نهبت ما يقارب النصف تريليون دولار عدا ونقدا، وهذا المبلغ كان يغنينا عن التوسل بالصين. 

النائب الإصلاحيّ "حدّ العظم" أبو مازن، منزعج جداً لأنّ شباب الاحتجاجات يرفضون مرشح كتلته، فهو لا يزال يعتقد أن بإمكانه توزيع المناصب بالأموال.

من عالمها الكبير في محافظة ذي قار خرجت السيدة "أُم علي" إلى العالم، قبل استشهاد ابنها، كانت تتنقل بين خيم المعتصمين تشد إزرهم، آلت على نفسها أن ترعى كلّ شباب الناصرية المعتصمين، ولهذا وجدناها تقف صامدة وهي تزف ابنها شهيدا.. شهيدا.. شهيدا، لتقول للسياسيين جميعا: "يموت واحد.. يموت مية.. آنا قافل على القضية..هذه قضية العراق لن تنتهي"، لتتحول هذه السيدة إلى أيقونة يرفعها العراقيون جميعا إلى مرتبة كبيرة. ولتقول لالجميع إنّ: "العراق يبقى هو الأهم" . فاستحقت بذلك منّاً أن نسمّيها أُم العراقيين جميعاً .

في العراق، لك أن تتخيّل، يوجد شيء " هلامي " اسمه الكتلة الأكبر، وهي كتلة همية تريد هذه الأيام خلع العباءة الدينية وارتداء "عباءة التغيير والإصلاح"، بعض أعضائها من المتورّطين في التحريض على الشحن الطائفي، وإثارة الفتن، وإطلاق مصطلح "قبيح" اسمه التوازن. مجاميع سياسية تريد أن تقود البلاد إلى الحريق، وتستعجل خراباً يسير على قدمين، طائفية واجتماعية .

أخشى أن يكون البعض قد فهم أن قطار الانتفاضة توقف عند محطة إعلان الكتلة الاكبر ، فالذي يحترم خيارات شباب الاحتجاجات لا يستقيم أن نطلق عليه "الكتلة الأكبر" بأي حال من الأحوال، وإن سياسيين لا يريدون التسليم بأن ما جرى هو ثورة مكتملة، وليست معركة بين مجاميع من الشباب مثلما تصر قناة العراقية على أن توهم الناس كل يوم ، ليس من حقهم ان يقرروا مصير البلاد .

إن هذه العشوائية والانتهازية هي الخطر الأكبر الذي يتهدد العراق الآن، فالدعوة إلى تبني رئيس وزراء من الكتل السياسية التي تسببت في مقتل أكثر من 500 عراقي وجرح الآلاف، من شأنها أن تسهم في اتساع الفجوة بين الشعب الذي أنجز التغيير ، وبين من لا يريدون سماع صرخة "أم العراقيين" . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram