TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من يسجل هدف الفوز.. البناء ام ساحات الاحتجاج؟

العمود الثامن: من يسجل هدف الفوز.. البناء ام ساحات الاحتجاج؟

نشر في: 22 ديسمبر, 2019: 11:26 م

 علي حسين

أتحدى أن نجد عراقيا يشعر بالراحة والسعادة في العراق باستثناء السياسيين وعوائلهم ومقربيهم والتابعين لهم، عندما أزيح تمثال صدام من ساحة الفردوس ظن العراقيون أنهم سيعيشون أسعد أيام حياتهم ولم يكونوا يتوقعون أن عرى البلد ستتفكك وأن الناس ستتفرق شيعا وأتباعا بفضل حكمة قادتنا الموقرين الذين لم يتوقفوا منذ يومها عن إتحافنا بكل ما هو فاشل وارتجالي.

إذا افترضا أنه لا شيء في السياسة يحدث بالمصادفة، فإنه يفترض أن نوجه تحية كبيرة للمالكي وبعض مقربيه لأنهم أبدلوا ملفات مثل محاسبة قتلة شباب التظاهرات، وقانون عادل للانتخابات، وحكومة مستقلة بملف آخر اسمه تنصيب قصي السهيل، ففي كل يوم يصحو العراقيون على سؤال جديد هل سيتركنا المالكي في حالنا؟ ليلحقه سؤال آخر وهل سيقبل المالكي أن يعتزل ويعتذر عن سنوات الخراب؟ وليجد الجميع أنفسهم أمام لعبة جديدة اسمها لعبة المالكي وتحالف البناء والتي حتى هذه اللحظة لا يعرف أحد كيف تفك ألغازها. من كان يصدق أن التغيير الذي قدم من أجله العراقيون على مدى ثلاثة عقود تضحيات جسام يمكن أن ينتهي إلى أن يتحكم في مصير العراق مواطن لبناني اسمه محمد الكوثراني يتولى ملف الأزمة العراقية ؟ ، ويصر على أن ليس بالإمكان أحسن من قصي السهيل، وهل دار في خلد العراقيين جميعا وهم يشاهدون تمثال صدام يسقط في ساحة الفردوس أن أروقة البرلمان ستشهد خطبا رنانة تلقيها عالية نصيف أو محاضرة في حب الانتهازية ينشدها محمد الحلبوسي؟. اليوم نتساءل جميعا هل ما وصلنا له كان بفعل وتخطيط مسبق أم أنه نتاج سياسات عشوائية أفرزت كل هذا الواقع المرير؟. بغض النظر عن الإجابة فالنتيجة واحدة وهي أننا بعد أكثر من ستة عشر عاما على التغيير فإننا لا نجد شخصين إلا ويتفقان على شيء واحد هو هل ستعتذر أحزاب السلطة عن سنوات القتل ونهب المال العام وتخريب مؤسسات الدولة؟. أكاد أن أجزم أن السيد نوري المالكي ومعه بعض مقربيه يضحكون كل صباح وهم يتابعون انشغال الناس بقضية تعيين قصي السهيل..

وكأننا ايها السادة وبعد استشهاد اكثر من 500 مواطن وجرح الالاف ، نعود الى نقطة الصفر حيث ترفض الكتل السياسية ان نتعلم من تجربة الستة عشر عاما التي مارست فيها لعبة الانتهازية والمحاصصة وفرض الامر الواقع ، وكأن القوى السياسية أمام خيارين لا ثالث لهما، الفوضى أو السكوت، وبوضوح أكثر، يمكن القول إن القوى السياسية تعتقد ان تنصيبها قصي السهيل ستسجل هدفاً في مرمى المتظاهرين ، بينما الاحداث تقول كلما تعنت ساسة الخضراء ، فان ساحات الاحتجاج تسجل اكثر من هدف مشرف وقاتل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram