TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ليلة البحث عن رئيس وزراء

العمود الثامن: ليلة البحث عن رئيس وزراء

نشر في: 23 ديسمبر, 2019: 09:38 م

 علي حسين

لم تخلُ قضية مهرجان "تعيين رئيس وزراء" ينتمي لكتلة البناء حصرا من بعض الفكاهة والسذاجة إن لم نقل "مضحكات"، فهي فاقت كثيراً ما عاناه عمنا المتنبي.

ومن هذه المضحكات ما خرج علينا من بيان حزب الدعوة الذي اخبرنا أنه بريء من ترشيح قصي السهيل كبراءة الذئب من دم يوسف، فالحزب الذي يشغل السيد نوري المالكي منصب الأمين العام له، قال وفي لغة كوميدية نادرة إن قصي السهيل مرشح نوري المالكي، ولا علاقة لحزب الدعوة بالترشيح.. بيان أشبه بالحزورة، وعليك عزيزي المواطن أن تتمكن من حل شفرتها (المالكي رئيس الحزب.. لكن الحزب لا علاقة له بقرارات المالكي)، ولم تمر ساعات قليلة حتى قفز تحالف القوى من مركب السهيل وأخبرنا ببيان ثوري أن توقيع محمد الحلبوسي على بيان تكليف السهيل ، لا يعنيه . 

ومثل فيلم ميلودرامي طويل لم يهتم أحد بالحبكة ولا بتفاصيل الشخصيات ولا بالمكان والزمان، ولا بأي شيء سوى أن يظهر ساستنا، ليقولوا لنا إن الله كان رفيقا بالعراقيين، ولم يترشح السهيل.. ولهذا كان لابد من بيانات ثورية تندد بالتكليف ويصر أصحابها على أن ترشيح رئيس الوزراء يجب أن يتطابق مع متطلبات المرحلة الراهنة، ما هي هذه المرحلة؟.. عند المتظاهرين واضحة جدا: إعادة ترتيب الوضع السياسي في العراق، تحت شعار واحد، عراق حر بلا فساد ولا طائفية، وهي مطالب ملايين العراقيين، يسعون إلى أن تكون الحياة الجديدة في العراق نقيضاً لسنوات القهر والتضييق التي ولدوا ليجدوا أنفسهم غارقين في دوامتها. المعتصمون قدموا أكثر من 500 شهيد، ولهذا يرفضون سياسة الموت البطيء التي يفرضها الساسة على الشعب. لا يطمحون إلى مناصب يمكن أن يسعى الساسة إلى إغرائهم بها.اما عند الكتل السياسية فهي حملات الإخفاء القسري والاعتقالات وإطلاق الرصاص الحي وخطابات التخوين، وجعل المنطقة الخضراء تتحول إلى قلعة أشباح، يخاف أصحابها من ضوء النهار.

جميع الكتل السياسية وقعت في الخطأ منذ اللحظة التي لم تستطع فيها فهم مطالب المحتجين، ولم تفعل سوى إدارة سياسات قائمة على أفكار جاهزة موروثة من النظام السابق وبذات أنماط القمع والقتل.

ليس من دواعي المقارنة أن نقول، لو أنّ هذا القمع والقتل والاختطاف جرى في بلد آخر، لقُدم معظم المسؤولين إلى المحاكم، لكنها للأسف حدثت في العراق الذي تعود مسؤولوه أن يستخدموا السكاكين والعصي والغاز المميت في مواجهة الاحتجاجات. 

هكذا يسقط كبار الساسة، لو مات أو غُيب مواطن واحد، بينما في هذه البلاد نجد، أنّ القانون الذي يفترض أنه وضع من أجل الجميع، يعلن البعض انهم فوقه بكواتمهم ، وأنّ الحل في تنصيب وحش جديد للشاشة العراقية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Rifa

    الأحتجاجات كشفت بما لايقبل الشك انهم زعاطيط سلطة بما تعنيه الكلمة !!!!!! كما تم وصفهم سابقأ انهم يتخاورون ... الذين نسو انهم اختطفو شعب عظيم لفترة اكثر من 16 عامأ ..تراهم ليس لديهم ادنى خطة ...... لك التحية يامحتج

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram