علي حسين
أُغرم كارل ماركس بأدباء فرنسا وفلاسفتها، وعندما نعود لرسائله مع صديقه وشريكه فريدريك إنجلز، نقرأ عن الإعجاب الشديد بأفكار فولتير وروسو وديدرو وبلزاك وفكتور هيغو الذي خصص له بعض المراسلات،
ولعل الكثيرين لا يعرفون بأن مطامح ماركس في بداية حياته كانت أدبية، وجرب أن يكتب رواية عن الفقراء مثل بؤساء هيغو، لكنه شعر بالهزيمة، ليفتش عن آفاق أخرى، يبدأ معها حكاية لم تنته حتى هذه اللحظة.. يكتب ماركس إلى إنجلز، أن هيغو نبهنا جيدا إلى أن الأغنياء لا يبالون مطلقاً إذا كانت الناس تتضور جوعا أم لا، طالما أنهم يحققون أرباحاً.. والغريب أن الفرنسيين لم يُقبِلوا على بؤساء هيجو حال صدورها، فالحياة كانت تعجّ بالبائسين .
ستسخرون مني حتما، لقد صدّعتَ رؤوسنا باستعراضاتك عن الكتب، وعن إصرار سارتر على إسقاط ديغول، رغم أنّ الرجل حرّر فرنسا من النازية. ماذا أفعل يا سادة وأنا أجد أن مواقع التواصل الاجتماعي وجدت أن "بصقة" النائب عدي عواد غريبة عن الساحة السياسية العراقية.. وقبل أن يتهمني البعض بمناصرة رئيس الجمهورية برهم، والعمل معه على تنفيذ مشروع أمريكي لإشاعة الفسق في بلاد الساسة الحجاج.. كنت ربما أكثر كاتب هاجم برهم صالح وأدان العديد من مواقفه، كان آخرها بعنوان "قانون برهم.. يرهم" منذ ايام والبعض يطالب بإعدام رئيس الجمهورية لأنه لم يوافق على تكليف "البروفيسور" أسعد العيداني بمنصب رئيس الوزراء؟ بعد ان حول البصرة إلى مدينة تنافس دبي والدوحة !!، لماذا نستغرب من تصرف نائب ونعتبره غريبا؟، ألم نعش فصلا مثيرا مع قندرة عالية نصيف التي استخدمتها تحت قبة البرلمان لتطوير الحوار السياسي؟، ألم يخبرنا بهاء الأعرجي ذات يوم أنّ كلّ ما يقال عنه ويكتب تحت "القندرة" أيضا؟!، ألم يصمت مجلس النواب عندما أصرت حنان الفتلاوي على أن تضرب رئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي بقناني المياه؟.. وتتذكرون معركة العصي واللكمات بين كمال الساعدي وحيدر الملا.
تُروى حادثة طريفة عن المرحوم ناجي القشطيني الذي كان يعمل رقيبا على الكتب في الأربعينيات، فقد أحضر صاحب المكتبة العصرية نسخة من كتاب ماركس رأس المال لإجازته، فقرر الرقيب أن يأخذ الكتاب معه للبيت ليقرأه ومرت أشهر ولم يحصل صاحب المكتبة على جواب فاضطر إلى أن يراجع الرقيب: ليسأله عن الكتاب الذي مرعليه وقت طويل .
ليجد الرقيب القشطيني يبتسم وهو يقول له : هذا الكتاب كل يوم أقرأ منه صفحتين ما أفهم شي، هو يعني إذا أنا ما أقدر أفهمه، الناس شلون راح تفتهمه روح وزعه هذا كتاب ميخوّف.
عزيزي النائب ابصفق براحتك ، فرئيس الجمهورية " ميخوّف " .