TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: النائب حين يبصق !!

العمود الثامن: النائب حين يبصق !!

نشر في: 29 ديسمبر, 2019: 10:07 م

 علي حسين

أُغرم كارل ماركس بأدباء فرنسا وفلاسفتها، وعندما نعود لرسائله مع صديقه وشريكه فريدريك إنجلز، نقرأ عن الإعجاب الشديد بأفكار فولتير وروسو وديدرو وبلزاك وفكتور هيغو الذي خصص له بعض المراسلات،

ولعل الكثيرين لا يعرفون بأن مطامح ماركس في بداية حياته كانت أدبية، وجرب أن يكتب رواية عن الفقراء مثل بؤساء هيغو، لكنه شعر بالهزيمة، ليفتش عن آفاق أخرى، يبدأ معها حكاية لم تنته حتى هذه اللحظة.. يكتب ماركس إلى إنجلز، أن هيغو نبهنا جيدا إلى أن الأغنياء لا يبالون مطلقاً إذا كانت الناس تتضور جوعا أم لا، طالما أنهم يحققون أرباحاً.. والغريب أن الفرنسيين لم يُقبِلوا على بؤساء هيجو حال صدورها، فالحياة كانت تعجّ بالبائسين .

ستسخرون مني حتما، لقد صدّعتَ رؤوسنا باستعراضاتك عن الكتب، وعن إصرار سارتر على إسقاط ديغول، رغم أنّ الرجل حرّر فرنسا من النازية. ماذا أفعل يا سادة وأنا أجد أن مواقع التواصل الاجتماعي وجدت أن "بصقة" النائب عدي عواد غريبة عن الساحة السياسية العراقية.. وقبل أن يتهمني البعض بمناصرة رئيس الجمهورية برهم، والعمل معه على تنفيذ مشروع أمريكي لإشاعة الفسق في بلاد الساسة الحجاج.. كنت ربما أكثر كاتب هاجم برهم صالح وأدان العديد من مواقفه، كان آخرها بعنوان "قانون برهم.. يرهم" منذ ايام والبعض يطالب بإعدام رئيس الجمهورية لأنه لم يوافق على تكليف "البروفيسور" أسعد العيداني بمنصب رئيس الوزراء؟ بعد ان حول البصرة إلى مدينة تنافس دبي والدوحة !!، لماذا نستغرب من تصرف نائب ونعتبره غريبا؟، ألم نعش فصلا مثيرا مع قندرة عالية نصيف التي استخدمتها تحت قبة البرلمان لتطوير الحوار السياسي؟، ألم يخبرنا بهاء الأعرجي ذات يوم أنّ كلّ ما يقال عنه ويكتب تحت "القندرة" أيضا؟!، ألم يصمت مجلس النواب عندما أصرت حنان الفتلاوي على أن تضرب رئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي بقناني المياه؟.. وتتذكرون معركة العصي واللكمات بين كمال الساعدي وحيدر الملا. 

تُروى حادثة طريفة عن المرحوم ناجي القشطيني الذي كان يعمل رقيبا على الكتب في الأربعينيات، فقد أحضر صاحب المكتبة العصرية نسخة من كتاب ماركس رأس المال لإجازته، فقرر الرقيب أن يأخذ الكتاب معه للبيت ليقرأه ومرت أشهر ولم يحصل صاحب المكتبة على جواب فاضطر إلى أن يراجع الرقيب: ليسأله عن الكتاب الذي مرعليه وقت طويل .

ليجد الرقيب القشطيني يبتسم وهو يقول له : هذا الكتاب كل يوم أقرأ منه صفحتين ما أفهم شي، هو يعني إذا أنا ما أقدر أفهمه، الناس شلون راح تفتهمه روح وزعه هذا كتاب ميخوّف.

عزيزي النائب ابصفق براحتك ، فرئيس الجمهورية " ميخوّف " . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram