خليل جليللم نجد او نتذكر مرحلة عشوائية وتخبط الإعلام الذي ينتهجه الاتحاد العراقي لكرة القدم عبر فترات ماضية مثلما يمر به الآن من تخبط وضياع للواقعية وانهيار لكل اسس العمل الاعلامي الصحيح بعد ان تعددت مصادره التي تمد قنواتها مع وسائل الاعلام الرياضي، حتى وصل الامر به ان يفقد مصداقيته وكل اسس التعامل الذي يفترض ان يكون منطقيا مع وسائل الاعلام
ومتزنا وهادئا وخاضعا لكل ثوابت الالتزام المهني الذي ينعكس بالتالي على طبيعة علاقة الاتحاد العراقي لكرة القدم مع وسائل الاعلام.وما نتلمسه ونجده يوميا من تصريحات تتعلق بقضايا عديدة تتصل بعمل الاتحاد، لم يتردد أي عضو في الاتحاد العراقي ان يطلقها على هواه وحسب شبكة علاقاته منطلقا فقط من رغبة التصريح والاعلان وكأنه يريد ان يقول بانه موجود، على حساب الحقائق والمنطق والوقائع يعكس حجم الانهيار الإعلامي الذي يتخبط به الاتحاد العراقي في هذه المرحلة الحساسة من مشواره وكأنه يريد ان يستغيث وينتصر لنفسه عبر هذه التصريحات المتناقضة، بل التي اصبحت مادة للسخرية لافتقادها عناصر الصدق والموضوعية وحتى الشجاعة.وفي نظرة سريعة على مجمل الاحداث المتلاحقة التي روج لها الاتحاد العراقي في وسائل الاعلام عبر لغة اعلامية وصحفية اراد فيها ان يلفت انظار الشارع الكروي ويسترق اهتمامته بعيدا عن جوهر الاحداث التي يفترض ان ينشغل بها الاتحاد العراقي. ففي الوقت الذي يخرج فيه سين من اعضاء الاتحاد ويعلن عن قرب التعاقد مع بورا يطل علينا احد زملائه ليؤكد في مكان آخر يجد فيه نفسه ليؤكد بان فوساتي بات هو الاقرب الى قيادة المنتخب وبين هذا وذاك يخرج علينا طرف ثالث ليشير الى الضائقة المالية التي تعرقل التعاقد مع أي مدرب اجنبي مستقبلا، بل يجزم ويؤكد بشكل مطلق أن لا وجود لأي مدرب أجنبي مستقبلا.ثم نعود الى قضية اخرى تعددت فيها الآراء والمواقف وتشعبت خلالها تصريحات اعضاء الاتحاد العراقي والتي تتصل بالدعوات ففي مكان نرى ان الاتحاد يؤكد وجود مواجهة ودية مع منتخب جنوب افريقيا وفي اتجاه آخر يذهب احد اعضاء الاتحاد ولا نريد ان ندخل في تقاصيل الأسماء برغم معرفتنا لها، ويقول بان الموعد لا يتناسب مع اجندة المنتخب الذي ما زال يبحث عن نفسه وملامحه حتى هذه اللحظة.ومما زاد الامر سوءا وتخبطا وعشوائية الدور الجديد الذي اخذت تضطلع به ما تسمى بلجنة المنتخبات كعادتها قبل اقتراب موعد انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم لحسابات شخصية معروفة، فهذه اللجنة يبدو انها تريد ان تسعى لوضع خطوط عامة لسياسة عملها الخاضعة لسطوة وقدرات اخرى موجودة داخل الاتحاد لتبقى مهمة هذه اللجنة مهمة سائبة وغائبة من دون اية جدوى وفاعلية طالما اصبح وجودها مسألة مرحلية متصلة بقضية الانتخابات وينتهي دورها بانتهاء اهداف وجودها.ونسأل هنا لجنة المنتخبات التي بدأت تصريحات أعضائها البارزين تغزو صحافتنا الرياضية هل حسمت لجنة المنتخبات امر معسكرات منتظرة للمنتخب؟ وهل حسمت اللجنة قضية المدرب الجديد؟ وهل حسمت قضية برامج الاستعداد للمنتخب لمحطاته المقبلة؟ فتارة نرى ان البعض يتحدث عن أن المنتخب ذاهب الى جنوب افريقيا لمباراة ودية وآخر يقول ان المنتخب ذاهب ايضا لمواجهة ودية مع الهند ونتساءل هنا مع لجنة المنتخبات ونقول متى وجه اتحاد جنوب افريقيا لكرة القدم دعوته لزيارة المنتخب العراقي واقامة مباراة ودية نقول ان هذه الدعوة وجهت قبل عدة اشهر لكنها بقيت من دون حسم وهذا ما يعكس التخبط الفني والاعلامي والاداري للاتحاد الذي يفترض ان يجد خطوات تؤدي الى مصداقية عمله ووقائع مهامه كي لا يصبح عرضة للانتقادات وبعيدا عن المصداقية التي يخسرها احيانا الاتحاد في ظل هذه الاسباب ويفقد بالتالي تلك المصداقية تدريجيا بفضل التصريحات العشوائية التي لا تستند إلى اية اسس منطقية.اذن اتحاد الكرة عليه ان يراجع السياسة الإعلامية الخاطئة التي يسقط فيها يوميا وان يجد لهذا الجانب ثوابت عمل تمنحه الاحترام الكامل ولسياسة مهمته التي ستحظى بتقدير قنوات الاعلام التي تتحمل ايضا جزءا من تخبط الاتحاد العراقي عندما تفسح المجال امام كل شاردة وواردة بعيدا عن الحقائق والمصداقية.
وجهة نظر: إعــــلام تائــــــه
نشر في: 7 مايو, 2010: 06:50 م