إياد الصالحي
مرّ يوم السبت الرابع من كانون الثاني 2020 مروراً خجلاً في الأوساط الرياضية والإعلامية العراقية دون أن ينال حقّه من الحدود الدنيا للاهتمام ،
بل وأكثر من ذلك كما يفترض نظراً للثقة الكبيرة التي أولاها وزراء الشباب والرياضة العرب بالعراق في تنظيم الدورة الثالثة عشرة للألعاب الرياضية العربية عام 2021 للمرة الأولى في تأريخ الدورة العتيدة التي أطلقت القاهرة نسختها الأولى قبل 67 عاماً ، شارك العراق في ثماني منها فيما غاب عن أربع ، ويتوقُ أن ينظّم واحدة من أفضل الفعّاليات الرياضية على أرضه.
وكانت جهود وزير الشباب والرياضة د.أحمد رياض قد أثمرت مع فريق عمل وزارته بإعداد ملفّ متكامل الرؤى عن جاهزية العراق إدارياً وفنياً ومنشآت لتضييف بعثات الدول العربية المشاركة وفقاً للضوابط السارية ومعايير التنظيم الدولية بإشراف ثلّة من الخبراء والمتخصّصين العراقيين ممَّن سبق أن ضمّتهم اللجان الأولمبية الدولية والقارية والخليجية إلى برامجها لثقتها بإمكانياتهم العالية في إدارة العمل المباشر والضامن للنجاح مهما كانت التحدّيات كبيرة وصعبة.
إنجاز لافت يُسجّل في عهد د.رياض بعد أن تعثّرتْ كل الجهود السابقة وتكاسَلتْ بعضها وتباطأت أخرى في وضع ملف متكامل على طاولة اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب الذي لم تُقدّم إليه أية دولة ملف التنظيم منذ تسع سنوات بعد أسدال الستار عن دورة الدوحة عام 2011 بمشاركة 21 دولة تنافست في 33 فعالية ، فبعد اعتذار لبنان والمغرب عن إقامتها ببيروت وأغادير على التوالي عام 2015 أنبرت وزارة الشباب بتقديم ملفها وسط تفاؤل مسؤوليها بأهلية مدن بغداد والبصرة وأربيل والسليمانية المرشحة رسمياً كونها تضم قاعات وملاعب كبيرة وفنادق 5 نجوم تتوافق مع الشروط الدولية ، فضلاً عن وجود المطارات وكل الاحتياجات اللوجستية المدعمة بالأمن الرياضي للخروج بدورة مميّزة إذا ما ساد الاستقرار ظروف البلد ومضتْ مساعي التحضير بخطوات متفاعلة مع جهود الدولة والمؤسسات الرياضية.
كما جاء اختيار د.جبار رحيمة المدير التنفيذي لدورة الألعاب الرياضية العربية 2021 عضواً في اللجنة الفنية لاتحاد اللجان الأولمبية العربية بمثابة المكسب الكبير للرياضة العراقية بعد أن نال موافقة ممثلي الدول بالإجماع ليكون أول خبير رياضي يستعين به الاتحاد لمتابعة الانشطة وإعداد تقارير مهنية وأكاديمية تسهم في تنمية قدرات الرياضيين وترفع من مستويات فرقهم.
إن المبرّرات التي طرحها د.رحيمة أثناء إعداد ملف التنظيم للدورة المقبلة استندت إلى ثلاث نقاط بارزة استأثرت اهتمام الوزراء المجتمعين وأجمعوا بالموافقة عليها ، الأولى الإرث الكبير الذي تتركه الدورة على صعيد توافر منشآت حديثة للأجيال القادمة ، والثانية اكتساب الطاقات البشرية العاملة في الدورة للخبرة والتمكّن وتطويع المهارات العلمية والفنية والقانونية ليكونوا متمرّسين في تنظيم هكذا محفل متعدّد الأنشطة يؤهّلهم لمواجهة تحدّيات أكبر على مستوى البطولات الآسيوية والدولية تدفع مسؤولي البلد على تدعيم طلب الاستضافة وتخصيص الميزانية اللازمة لتغطية نفقاتها، والثالثة تجسّد الدورة على أرض الرافدين الشراكة الحقيقية للرياضة في بناء مجتمع موحّد ينبذ العنف والتطرّف ويحضُّ على ترسيخ مبادئ التنافس الودّي والاعتناء بالشباب ليتحمّلوا المسؤولية مبكّراً.
مبارك للرياضة العراقية الاستعداد الثاني لتضييف حدث كبير على أرض العراق بحجم الأولمبياد العربي بعد النجاح التنظيمي لبطولة غرب آسيا التاسعة بكرة القدم آب 2018 واللتين تدعمان ملفات أخرى ومنها بطولة كأس الخليج25 التي تواجه تحدّياً كبيراً بعد أن قدّم الاتحاد البحريني للعبة خطاباً رسمياً يفيد برغبته في تنظيمها كبلد بديل عن الاتحاد العراقي إذا لم تعتمد استضافته للبطولة، لهذا نتمنى أن تذلّل كل المصاعب لتعود بغداد عاصمة الرياضة العربية وينعم الاشقاء بضيافتها الكريمة آمنين سالمين.