TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (بيت الطرشان)

هواء فـي شبك: (بيت الطرشان)

نشر في: 7 مايو, 2010: 08:47 م

عبدالله السكوتيوهذه كناية عن الجماعة التي لاتفاهم بينها ، ويحكى في هذا المجال ان عائلة تشتمل على رب البيت وامه وزوجته وابنته والخادمة، وكانوا اجمعهم مصابين بالصمم ، وفي مرة من المرات دخل رب البيت فشكا الى زوجته خسارة لحقته في التجارة ، فغضبت زوجته، وقالت له: (انا ادري انك تريد ان تتزوج)، واخذت تبكي وتولول ، فجاءت ابنتها وسألتها عن سبب بكائها،
 فاخبرتها، فغضبت الفتاة وذهبت الى جدتها وقالت لها: انهم يريدون ان يزوجوني بالقوة والاكراه، فماكان من العجوز الا ان غضبت وجمعت ثيابها ولبست عباءتها، وهمت بترك الدار، وهي تصيح : في كل يوم تتخاصمون من اجلي استثقلتموني ، لن ابقى في الدار دقيقة واحدة ، واتجهت نحو الباب فصادفتها الخادمة، وسألتها عن سبب تركها الدار ، فاخبرتها ، فغضبت الخادمة هي الاخرى وصرخت قائلة: هل ارتكبت جرما لاني نسيت ان اقدم لك الحساء هذا اليوم.هذا هو واقع الحال الذي نحن فيه فالبعض يسمعون ولكن بمزاجهم، وهم يسمعون مايريدون فقط ، ويحاولون اخذ الكلام الذي يتلاءم مع توجهاتهم ويطرحون الباقي لانه غير صالح للاستخدام ، وهذا الكلام لاينطبق فقط على الكتل السياسية المختلفة، وانما يسري على الكتلة السياسية الواحدة التي من المفترض انها تمتلك ذات الاهداف والتوجهات؛ الديمقراطية تعطي مساحة واسعة لطرح الافكار ومناقشتها وهذا الامر صحي ولايعني باية حال من الاحوال قصورا في تداول القضايا السياسية المهمة، لكنه حين يتجاوز حدوده ليصبح الاختلاف سيد الموقف ويصب بقصد او بدون قصد في خانة الالغاء وربما التخريب، فهذا التوجه لايعني شيئا في الديمقراطية، وانما هو دعوة الى الخلف في الاستحواذ على الاشياء وهنا تكون الجهود قد ذهبت هباء  والقت بمصلحة الشعب الى المجهول.مانرى من ائتلافات سمعنا كذلك من يتحدث عنها وممن شارك فيها بانها ابتدائية ومن الممكن ان تتغير في اي حين، وكتل اخرى تهدد بالانسحاب وتحاول ان تضع العصي في الدواليب، وآخرون يفصحون عن آراء ما انزل الله بها من سلطان، وجلها يصب او على الاقل يفهم انه ليس من صالح الناس ولا الوطن ، لقد تأملنا خيرا على اعتبار ان اغلبية الموجودين  في اعلى الهرم من المناضلين القدامى، والكثير ينبهر بهذه الاسماء التي لها وزنها في الساحة السياسية بحسب ماضيها النضالي العريق ؛ لكن للاسف ذهبت الامنيات والاحلام سدى، واصبحنا في هذا كما يقول المثل :(تحير النايحه شتعدد وشتكول) وهذه كناية نستشهد بها على البعض الذي لايمتلك من الصفات الحسنة لتذكرها العدادة ، والعدادة سميت بهذا الاسم لانها تعدد الصفات الجيدة لدى الشخص، فان لم تجد فيه صفة حسنة تحتار ماذا تقول وتبقى تسأل عن اخباره وتتحرى عسى ان تجد شيئا تنفذ من خلاله، وقد لخص ذلك الملا عبود الكرخي حين قال:(كالوا هالذي منك حصل مامول/ صح المثل وبهذا العمل معمولتحير النايحه شتعدد وشتكول/ يحلوين الشوارب وين هالنيه).وفقط نجتهد ونحلل ونحاول ان نعرف الى اين نحن ذاهبون او كما قال الكرخي (وين هالنيه) ، لاننا تعبنا ونريد ان نطمئن ، ونسمع الاخرين ماذا يقولون والانصبح كما فعل اخواننا الطرشان يخلقون مشكلة ويوسعونها للاشيء ، فقط لانهم لايسمعون الاخر ولايميزون مايريد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram