TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: أطلب عادل ولو في الصين!!

العمود الثامن: أطلب عادل ولو في الصين!!

نشر في: 15 يناير, 2020: 10:06 م

 علي حسين

فاز فيلم الجوكر بأعلى عدد من الترشيحات لجائزة الأوسكار، ولا يزال يحصد الملايين في شاشات العالم حتى تجاوزت أرباحه المليار دولار،

في الوقت نفسه لايزال يفتن عدد من ساستنا فأخذوا يطلقون على شباب الاحتجاج "جوكرية" مثلما قال عميد التعليم في العراق قصي السهيل وهو يصف الطلبة المتظاهرين، وكان آخر الذين ساهموا بشهرة الجوكر، مواطن عراقي لطيف خفيف الدم يقال إنه ناطق لجهة رسمية، خرج علينا أمس ليعلن أن لاجوكر في العراق بعد اليوم، وأن سيادته سينظف ساحات الاحتجاج من "الدعارة"، تخيل مسؤولا حكوميا يشتم أبناء بلده وينعتهم بأوصاف مخجلة، بل ذهب به الخيال إلى أن طلب من جميع المتظاهرين مغادرة العراق.

وبعيدا عن الجوكر ، فإن الجدل الكوميدي الدائر من على شاشات الفضائيات حول جنة العراقيين الموعودة والتي أطلق عليها تبركا وتيمنا اسم "الاتفاقية الصينية" يجب أن يتوقف، ليحل بدلا منه حوار حقيقي حول المتسبب في ضياع مئات المليارات من أموال الشعب في مناقصات وهمية ومشاريع لم تر النور، علينا أن نتساءل: كم مشروع وضع له حجر الأساس، ثم تبين أن الأمر مجرد فصل من مسرحية كوميدية لن تنتهي؟، كم مرة سمعنا مسؤولين يتغنون بأن هذا العام هو عام الاستثمار؟. 

بدأت الصين قبل أكثر من ثلاثين عاماً عملية الإصلاح الكبرى والتي قادتها إلى مصاف الدول الكبرى بعد أن كانت تعاني من مشاكل في السياسة والتنمية، فالصين بعدد سكانها الذي يقترب من المليار ونصف تركب الآن صاروخاً بسرعة الضوء، لعل هذا التطور الذي حصل خلال العقود الماضية أصبح لغزا يحير العالم، كيف استطاعت الصين أن تحقق كل هذا التطور، وتلك معضلة يناقشها العديد من الكتاب والسياسيين والمفكرين، قبل فترة قرات كتاب بعنوان (أفكار من الصين) يتناول الأسس التي قامت عليها الثقافة الصينية حيث يبدأ المؤلف بشرح أفكار كبار فلاسفة الصين بدءاً من كونفشيوس ومرورا بمنثيوس وزيس وانتهاء بتشوشي وهرانج هينج، هذه الأفكار والفلسفات ألهمت مفكراً صينياً حديثاً اسمه (واي.. واي) يشرح للعالم الأسس التي قام عليها التطور الحديث في الصين والتي تتلخص في: أولاً: الواقعية قبل الأيديولوجيا.. أي الإيمان بقدرة حقائق الواقع علي أن تشكل التغيير ومبرراته، وبحيث تكون أقوى من أي شعار. ثانياً: المهم هو الشعب، وتلبية احتياجاته بأي طريقة. ثالثاً: الإدارة الجيدة رابعاً: تطبيق معايير الأداء على النخبة السياسية، ًاعتقد أننا بأمس الحاجة اليوم إلى (واي.. واي) صيني بدلا من اتفاقية عادل عبد المهدي الذي لا يريد احد ان يحاسبه على اهدار دم اكثر من 600 مواطن عراقي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. حسن

    مقال رائع استاذ وتبقى المدى صوت الحق

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram