بغداد / المدى استمراراً للقاءاته المكثفة والمستمرة مع قادة وممثلي الكتل السياسية والسفراء والبعثات الدبلوماسية، التقى رئيس الجمهورية جلال طالباني امس الجمعة بسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية لدى العراق. واستعرض طالباني خلال اللقاء القضايا المفصلية في البلاد على الصعيدين السياسي والمسار الدبلوماسي لعلاقات العراق الخارجية.
وتناول طالباني بحسب بيان صادر من مكتب رئيس الجمهورية موضوع الانتخابات والمرحلة التي تلتها من الاستحقاقات الانتخابية للكتل الفائزة ، مبينا للضيوف توقعاته بشأن خريطة الطريق لتشكيل الحكومة المقبلة، مشدِّدا على ضرورة ان تكون الوزارة القادمة وزارة شراكة وطنية حقيقية تمثل جميع المكونات الأساسية للشعب العراقي من دون استثناء أو تهميش لأي من المكونات. واضاف طالباني: ان طبيعة المجتمع العراقي لا تقبل بحكم الأغلبية والأقلية، لذلك أصبح التوافق والشراكة الوطنية ضرورتين لإدارة البلد، والعراق لا يحكم الا بالتوافق بين مكوناته المتنوعة"، مبينا ان العراق تجاوز المحنة الطائفية والتخندقات الضيقة المقيتة. وعن علاقات العراق الخارجية، أشار رئيس الجمهورية إلى الإنجازات الدبلوماسية التي حققها العراق مع دول الجوار والمحيط العربي والإسلامي على وجه الخصوص، مبيناً أهمية العراق ومكانته في المنطقة وتطلعه إلى المساهمة الحقيقية في العمل العربي المشترك، قائلا : "كما تعرفون العراق من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية، لذلك اسهام العراق في السياسات العربية وتفعيل دوره ضمن محيطه العربي والإسلامي أمر ضروري نتطلع إلى تنشيطه"، مؤكداً أهمية الوجود العربي الفاعل على الساحة العراقية لضمان الاستقرار والوئام الوطني. وأكد طالباني رغبة العراق الحقيقية وحرصه على العمل الجاد من أجل توسيع علاقاته العربية والإسلامية خدمة للقضايا المصيرية والمصالح المشتركة لكل شعوب المنطقة ولترسيخ السلام والتقدم والازدهار. وبيَّن رئيس الجمهورية الجهود التي بذلها العراق لانجاز اتفاقية ستراتيجية طويلة المدى مع الشقيقة الكبرى مصر العربية وأخرى مع تركيا، موضحا أهمية هذه الاتفاقيات على الصُعد السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية للاطراف كافة. من جانبهم أكد السفراء والبعثات العربية أهمية توسيع التعاون والتنسيق مع العراق على المستويات كافة مبدين استعداد بلدانهم لدعم عراق موحَّد مستقر تعيش تحت خيمته مكونات الشعب العراقي كافة بوئام وسلام. وفي تصريح صحفي عقب اللقاء، أشار السفير المصري لدى العراق محمد كمال شاهين إلى أن الرئيس طالباني استعرض تطورات الأوضاع السياسية في العراق مشيرا الى ان الرئيس اعطى صورة دقيقة وواضحة حول مجريات العملية الديمقراطية في العراق وطمأننا على سلامة إجراءاتها ومضيّها في مسارها في تشكيل حكومة تمثل كل فئات الشعب العراقي.وفي نشاط دبلوماسي اخر يعد من ضرورات المرحلة المقبلة زار رئيس الجمهورية جلال طالباني امس الاول، المقر الجديد للتيار الصدري في بغداد، واستقبل بحفاوة بالغة من قبل اعضاء المكتب السياسي للتيار محمد الدراجي وقصي عبد الوهاب السهيل ونصار الربيعي وبهاء الاعرجي.وجرى خلال اللقاء، الذي حضره كبير مستشاري رئيس الجمهورية فخري كريم، بحث الاوضاع العامة والتطورات الراهنة على الساحة السياسية.واشاد الرئيس طالباني بالدور البارز للشهيدين الصدرين ومواقفهما الوطنية في مقارعة الدكتاتورية والدفاع عن القضايا العادلة للشعب العراقي، فضلا عن دورهما الريادي في خدمة المجتمع والاسلام ونشر ثقافة الوئام والتآخي بين مكونات الشعب العراقي. وفي جانب آخر من اللقاء، جرى تبادل الآراء بشأن النقاشات التي تجري الآن لتشكيل الحكومة المقبلة، وتم التأكيد على ضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية ومشاركة المكونات الاساسية في الحكم وادارة البلاد.بدورهم ثمن اعضاء المكتب السياسي في التيار الصدري الدور الابوي للرئيس طالباني ومواقفه الوطنية والجامعة فضلاً عن جهوده المبذولة في الدفاع عن حقوق جميع اطياف الشعب العراقي من دون اي تمييز، مشيرين الى ان قيادة الرئيس طالباني للعراق الجديد كانت وما تزال تجربة ناجحة.فيما أكد رئيس الجمهورية ضرورة ترسيخ مبدأ التوافق والشراكة الوطنية الحقيقية في ادارة البلد ورسم السياسات التي تهم حاضر ومستقبل الشعب العراقي ، جاء ذلك خلال استقباله امس الاول أمين عام الحزب الاسلامي العراقي الدكتور اسامة التكريتي، حيث تم تبادل الآراء حول الجهود التي تبذل لتشكيل الحكومة المقبلة.وجرى خلال اللقاء مناقشة التطورات والتحديات الحالية التي تواجه العملية السياسية، فضلا عن طبيعة التحالفات و التجاذبات التي تشهدها الساحة.
طالباني يؤكد ضرورةتشكيل حكومةشراكةوطنيةتشتمل على المكونات الأساسيةلإدارةالبلاد
نشر في: 7 مايو, 2010: 08:54 م