TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ليس بـ الفروة يستقر العراق

العمود الثامن: ليس بـ الفروة يستقر العراق

نشر في: 20 يناير, 2020: 09:50 م

 علي حسين

لماذا لا يساعد عادل عبد المهدي نفسه ويترك فقرة الأزياء الغريبة والفروة العجيبة التي يتلفلف بها، ويغادر كرسي رئاسة الوزراء غير مأسوف عليه؟ .

توهمت الناس أن القوى السياسية استجابت لإرادة الشعب، لكن عبد المهدي ظل في كل يوم يتسلل إلى شاشة التلفزيون في خطاب يكشف أن صاحبه فقد كل وسائل الإدراك والإحساس، إذ طغت (الأنا) على معظم أحاديثه، فالرجل، يقرر ويرى ويأمر ويطلب ويوجه قواته لقتل شباب الاحتجاجات.. وإضافة شهداء جدد إلى قائمة شهداء تشرين التي تجاوزت الـ600 شهيد .

لقد كشفت الأيام الماضية إلى أي مدى بات واضحا أن من أولى العقبات التى تحول دون عودة الحياة إلى طبيعتها وجود عادل عبد المهدي وشلة مستشاريه وببغاءه عبد الكريم خلف على كراسي المسؤولية.. كما أن الآلاف من المعتصمين في ساحات الاحتجاج في بغداد والناصرية وواسط والمثنى وبابل والنجف وكربلاء والديوانية وميسان يربطون مغادرتهم بمغادرة هؤلاء، فلماذا لا يغادرون طواعية ولهم فى تجارب الدول المتحضرة أسوة حسنة؟

لقد بحت أصوات الجميع بأن بقاء العراق واستقراره ليس مرهونا بوجود عادل عبد المهدي وفروته، حتى وإن كان عبقريا لم يأت الزمان بمثله. والثابت أن الرجل منذ أن جلس على كرسي رئاسة الوزراء لم يقدم الأداء المبهر الذى يجعل أحدا يتغاضى عن فشله وكونه ينتمي إلى طبقة سياسية لم تجلب للعراق سوى الفشل والخراب .

اليوم لم يعد الحديث يدور عن رئيس وزراء كفوء ومستقل، وإنما عن الاتفاقية الصينية التي أخبرونا أن الصين ستمنحنا فيها 500 مليار دولار حبا وغراما بفروة السيد عادل عبد المهدي ـ وباختصار شديد نحن أمام مزاد سياسي جديد، من العروض والوعود البراقة، والمشاريع التي وصل عددها الى آلاف المستشفيات وعشرات الآلاف من المدارس وملايين البيوت. 

غير أنه يجب أن نتذكر جيدا، أو هكذا يفترض ، أن بضاعة المزاد غالبا ما تكون معيبة وقديمة ، فضلا عن كونها فى الغالب التي لم تعد مناسبة في وقت الاحتجاجات .. باختصار هي بضاعة فاشلة لأننا جربنا من قبل مشاريع الاستثمار الضخمة التي قادتها حكومة نوري المالكي. 

إن دماء الشهداء الأبرار تصرخ فيكم وتستحلفكم بأرواح الذين سقطوا دفاعا عن حلم الاصلاح والتغيير أن ننتبه جميعنا الى ألاعيب الساسة التي لا تزال تشيع الفوضى، وتستبسل دفاعا عن بقائها وفسادها.

إن شؤون البلاد والعباد لا تدار بالفروة ولا بالخطابات والهمسات والاتفاقيات الغامضة .. لا بد من أشياء أخرى مقنعة للناس وهذا ما لا يتوفر في عادل عبد المهدي .. ولهذا نطالب برحيل عبد المهدي وان يأخذ فروته معه . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Ahmad SHIKARA

    مقال ممتاز حقا وهو مايجب ان يقال بصراحة تامة كما قلتم تماما إذ لامجال للمواربة المسألة ليست شخصية بل بحكم المنصب ومن لم يحسن إدارته السيد رئيس الوزراء . كل تأخر يعني مزيدا من إراقة دماء بريئة . الامر الذي يجب ان يتوقف في الحال والتو

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram